الظرف الابيض

93 5 2
                                    

فتحت شباكي لاستنشق الهواء ...
سمعت صوت العصافير .. وتساقط اوراق الاشجار ورائحة الورد الجميله ..
كان صباح جديد جميل مشرق ..
سمعت طرقات الباب .. كانت دقات رقيقه خفيفه حنونه تحمل معها شخص ذو ذوق واحترام ..
جريت افتح الباب فرأيت ظرف صغير ك تلك الليله .. تراجعت خوفا من ما كتب داخلها .. وضعتها فوق الطاوله .. وجلست على الكرسي الهزاز انظر اليها .. ودمعتي ملأت عيني .. وتساءلت ما بداخلها يا ترا ولم هذا الخوف الذي ينتابني ..
استجمعت قواي و اخذت ذالك الظرف الابيض الصغير وفتحته ..
وفوجئت مما كتب !!
هل رأيت احد يبحث عن ظله !! لا تتعبي صوتك الجميل بالمناداه فليس للظل صوت ... !
وازدادت حيرتي .. من يا ترا من يكون هذا !! ولم يراقبني ويلحق بي !!
ذهبت لاستحم وجعلت قطرات الماء الساخن تسقط على وجهي لعلي انسى ما اتعايش معه .. لعلي ارى بمخيلتي من يكون ظلي .. لعلي افهم ما المقصد من ذلك الظرف الصغير .. اغمضت عيني .. وفجاءه شعرت ببروده ولكن الماء ساخن لم يا ترا ذلك الاحساس ولم تلك البرود .. خرجت من ذلك الحوض الدافئ وذهبت الى سريري وجلست لعلي اجد الدفء به ولكن لم اجد .. فكان كل جزء مني قد جمد .. ااه ي الهي من هو ظلي .. !

اظلمت الدنيا وبدأ ضوء القمر بنوره ..
جلست على سريري
فتحت روايتي المفضله ' الطريق ' ..
قرأت صفحاتها وتاملت في كلماتها ..
واذا بي اسمع طرقات الباب ..
فانتابني الشعور بالخوف ..
من يا ترا يطرق بابي بهذا الوقت المتاخر ..
وبدات صوت الطرقات تعلوا ..
فازداد خوفي .. وجريت نحو الباب ..
وبصوت مرتعش قلت : من الطارق
واذا به صوت غليظ كبير جوهري صوت لم استطع تمييزه ..
فقال : افتحي انا ظلك ..
يا الهي وهل للظل صوت ! ..
فبدأ خوفي يزداد ..
وقلت خائفه : ليس للظل صوت ! ..
فقال ضاحكا : وهل للميت حركه !!
توسعت عيناي من الخوف ..
وابتعدت عن الباب..
وذهبت الى غرفتي وجلست في زاوية غرفتي
والخوف قشعر جسمي..
و سرع من نبضات قلبي ..
وبعد ساعات لم اسمع اي صوت ..
فتوجهت نحو النافذه وبحثت بعيني ولم اجد اي اثر ..
ففتحت الباب ووجدت ظرف صغير ..
وفتحته وكتب بداخله ..
"لم الخوف من ظلك .. اتبعي ظلك لعله يكون الطريق لنجاتك .. !!"
فعرقت كثيرا وبدا جسمي يزداد حراره ..
وبدات حيرتي تكثر ..
تعبت من هذه الاسئله من هو ظلي !!

صوت ظليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن