حبك كاد يقتلني

851 29 2
                                    

الجزء الثاني....

تنام كوشي و تدخل بحلم عميق .... كوشي وحدها رجري علي قمة جبل عميق شاهق .... فتصل إلي قمة الجبل الشاهق و تجد أحد آت خلفها من بين الظلمات ... حتي يظهر وجه الرجل المقنع الذي رقصت معه بالحفل" بارون" .. فترتمي بأحضانه و تعانقه بقوة ... بقدر ما يعانقها بقوة و أكثر ... فيضع يده علي وجهها الناعم و يقترب منها ليقبلها فيدفشها من أعلي قمة الجبل وسط صراخها و صراخه الغير مفسر ... فتستيقظ كوشي صارخة "لاااا" ،، و من جهة أخري يستيقظ بارون بصراخ " كوووشي " فينظرون حولهم بصدمة أن كلا منهم بغرفته .... فيأخذان نفسا عميقا و يكملان نومهم ....
صباحا ، الشمس مشرقة ، تماما مثل وجه كوشي المبتسم دائما ... التي تستيقظ مبكرا لتجهز الفطور لوالديها ... و بارون يرتدي بدلته المميزة و معه حقيبة أعماله و يتجه إلي بيت السيد تاكور للإعتذار عن زواج كوشي و أن أشيش كان يمزح فقط ...
فيطرق باب منزل كوشي و هو يكلم أشيش ....
- بارون :" ألو .. أشيش .. ها أنا وصلت ... "
- أشيش :" ستفعل ما برأسك ... أنت عنيد جدا "
فتفتح كوشي الباب و بارون لا يلاحظها و يكمل حديثه ....
- بارون :" نعم أشيش ، سألغي هذا الزفاف ... أنت الذي تصرفت من رأسك ... من قال لك انني أحب....ها "
فيجد بارون كوشي واقفة أمامه بدموع خفيفة بعيناها .... فيذهب الكلام من فمه و يقف متسمرا أمام كوشي ... لا يعلم ماذا يقول و هي تنظر له بعيون حزينة ... بها بعض من الشجن و الضيق ... لكنها تنظر بالأرض و تمسح دموعها و تقول " تفضل سيد بارون " ... و هنا ينتاب بارون شعور جديد رسم الإبتسامة علي وجهه .... و كأنه يقول في نفسه ... " و أخيرا .. لقد سمعت صوتها العذب " ... فيدخل بارون المنزل و يظل ناظرا إليها ... معلق عيناه عليها ... فيقابل السيد و السيدة تاكور ....
- السد تاكور :" أهلا بك سيد بارون ، لدينا خبر سار لك ، كوشي حبيبتي ... وافقت علي طلبك ... "
- السيدة جيا تاكور :" نعم يا بني ... لقد وافقت ... أتمني لكم حياة سعيدة دائما" - بارون :" و لكن ...."
فتظن كوشي أنه سيلغي الزفاف ... فينظر لكوشي خلفه و يقول بإبتسامة بها الكثير من الحب :" و لكن يا أمي ... سنقدم الزفاف قليلا ليكون هذا الأحد ... لأن لدي سفر مهم ... و أريد أخذ كوشي معي ..." فتنظر له كوشي بدهشة ... و تفهم أن هناك شيئا غريبا يحدث .. لكنها تصمت .... لا تريد أن تخرب سعادة والديها .... فيعانقان السيد و السيدة تاكور و مازالت نظراتهم لبعضهم بها بعض الغموض ..... يقام الزفاف ... و ترتدي كوشي ملابس الزفاف التي أصرت أن تلبس ملابس زفاف والدتها ... فتظهر أحلي و أجمل كعروس مزين بالفيروز و اللؤلؤ لتظهر أكثر جمالا و إشراقا و والدها الذي يأخذ يدها و يسلمها لزوجها ... و تقام مراسم الزفاف و بارون في منتهي السعادة التي تظهر دائما لكوشي تحت مسمي " السعادة الغامضة " ... شعورها الذي يقول خلف بارون سر كبير .... خلف كل هذة البهجة أمر ثان ... فتبكي كوشي لعيون والديها الباكية علي فراقها .... لتذهب إلي بيت أخر ... فيذهب بارون و زوجته إلي الفندق الفخم ... فيدخلوا غرفتهم و يجلسان علي السرير ... و يظهر خجل كوشي الشديد .... فيضع بارون يده علي وجه كوشي الأحمر و يبتسم إبتسامة خفيفة ...
-بارون :" أنا أعلم أن زواجنا حدث سريعا ... دون أن أتعرف عليك أو تتعرفي علي ... دون أن تحبيني أو تثقي بي ... أنا أتفهم ما أنت به ... و أحترم ذلك .... أنا كنت أريد أن ألغي هذا الزواج ... لكن فرحة والديكي منعتني ... أنا أعتبرهم مثل والداي تماما ... لقد مات والداي منذ ان تخرجت من جامعتي و عملت كرجل أعمال ..." فلم يكمل حديثه حتي عانقت كوشي ذراعه لتقول " أنا أتفهم ألمك بفقدان والديك ... و أردت أن أشكرك علي ما فعلت عندما داويت لي جرحي ... انت طيب للغاية ..." فنزل دمعة من عيون بارون و يلمس وجهها حتي تغمض كوشي عيناها من إحساسه البالغ حده و يقول :" أنتي تعرفين كم أنا محظوظ لإنني حظيت بأجمل و أرق فتاة في العالم" ... فيقبل رأسها و يتركها لتنام علي السرير ... و ينام هو علي الأريكة بإبتسامة رضا ...
تستيقظ كوشي في الصباح الباكر كعادتها و توقظ بارون الذي يرفض الإستيقاظ ..
-كوشي :" بارون ... إستيقظ بارون "
-بارون :" إتركوني ... أنا متعب من الزفاف"
- فتبتسم كوشي إبتسامة و تقول :" بارون .. الطائرة ... الرحلة "
- بارون:" فلتذهب الرحلة إلي الجحيم"
فتضحك كوشي و يمسك بارون بيدها و يستيقظ علي وجهها الضاحك ... فيبتسم لرؤية ضحكتها و يقربها منه شيئا فشيء لتقبيلها ... فتقول كوشي :" الطائرة بارون ..." فيفيق بارون مما يفعله و يجري بشكل مضحك كي يرتدي ملابسه و كوشي مازالت تضحك عليه .... و تتوالي ضحكتها حتي يخرج من الحمام عاريا يبحث عن قميصه .... فتدير وجهها بخجل و ضحك ... ويبتسم بارون و يرتدي قميصه و كوشي تسأل :" هل إنتهيت ؟!" فيدير لها وجهها و يقول :" أتخجلين مني ؟!"
-كوشي :" بارون ... نحن لم نتعرف علي بعض حتي "
- بارون مبتسما :" أنا أعرف ... و أنا متأكد بعد أن تقعين بحبي ستخجلين مني "
- كوشي :" مممم ، لا أظن ذلك "
فيقترب بارون منها ليقبلها ... فتقاطعه قائلة :" الطائرة .. لقد تأخرنا "
- بارون :" اللعنة ... هيا أسرعي " .
فيجدوا السيد تاكور و زوجته بالمطار ليودعوهما ... فيعانقوهم و يوصون بارون أن يهتم بكوشي .... فيتركوهم و يركضون إلي الطائرة ...
و تبدأ الطائرة بالإقلاع و كوشي متمسكة بيد بارون و مغلقة عيناها لخوفها الشديد من الطائرات ...فيمسك بارون بيدها بقوة كي يطمئنها و يخبرها أنه معها و لن يحدث شئ أو مكروه لها ... حتي تخلصت كوشي من خوفها و أصبحت طبيعية ....
-كوشي :" كم ساعة ستستغرق الرحلة ؟!
-بارون :" ثلاث ساعات "
-كوشي :" ماذا ؟! ثلاث ساعات !! لما ؟!"
-بارون :" كوشي ، أنا معك مما ستخافين "
-كوشي :" لكن ، بارون "
فيمسك بارون رأسها بلطف و يميلها علي كتفه و يمسك يدها و يقول :" لا تخافي .. نامي هذة الساعات القليلة و لن تشعري بشئ " ..... فتبتسم كوشي و تمسك يده بقوة ....
-كوشي :" بارون ، هل تعتقد أنني سأقع بحبك ؟! "
- بارون :" أنتي بالأصل وقعتي بحبي "
-كوشي :" و ما هذة الثقة ؟! "
- بارون :" أنا الذي أخشي أن أقع بحبك"
- كوشي :" و لما ؟!"
- بارون :" لأنني أكره أن أنهار أمام أحد ... أنا رأيت نساء كثيرة .... لكنني لم أضعف أمام أحد مثلك ... سأتصرف تصرفات مجنونة ... كجنون العاشقين ... سأحميكي من عيون الناس و أحميكي من عيوني انا نفسي ... سأغار عليكي حتي من الملابس التي ترتديها ... من الهاء الذي تستنشقيه ... من خصلات شعرك إذا ضايقتك .... ستكونين لي أنا فقط ... "
فتنظر له كوشي نظرة بها بعض من الحب .... فتبتسم و تميل رأسها علي كتفه و تمسك يده بقوة و تنام ... فينظر إليها بارون بنظرة بها شئ من الحزن و يشرد بتفكيره ... ثم ينام علي رأس كوشي .....
الآن ، حان موعد هبوط الطائرة ... فتوقظ المضيفة بارون و كوشي .... و يوقظ بارون كوشي :" كوشي ، هيا وصلنا"
- كوشي :" أتركوني ... أنا متعبة "
بارون لم يقدر علي منع ضحكته...
-بارون :" هيا كل الراكبين تركوا الطائرة ما عدا نحن ..."
تمسك كوشي بذراع بارون و تقول بإبتسامة :" فليذهبوا إلي الجحيم ... أنا أريد أن أنام " ..
-بارون :" حسنا ، ظلي نائمة "
فيحملها و يخرج بها من الطائرة وسط الهواء الشديد الذي يجعل وشاحها يغطي وجه بارون ... فتزيله هي بإبتسامة ... و يقول لنفسه " لا تجبريني علي الوقوع بحبك يا كوشي "
تري لما لا يريد بارون الوقوع بحبها ؟! و هل ترون بعض من الغموض بقصة هذان الحبيبان ؟!
تابعونا بالجزء الثالث
Kouki

حبك كاد يقتلنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن