الجزء السادس ...
فيتنكران بزي أخر و يذهبان إلي مدرسة أراف بكل سرعتهم .... حيث يجدان الشرطة محاوطة كل مكان ...و هما ينظران إلي جثث الأطفال البريئة... التي تغطيها الوشاح الأبيض .... فتلاحظ كوشي وشاحا ممتلئا بالدم كشف عن وجه طفل ميت ...
- كوشي بصدمة :" أ أ .... أراف "
فينظر بارون ليجد أخاه علي الأرض ... مقتولا علي الأرض ... و الدماء تملأ وجهه ... فيركض من بين الناس و ينهار عند جثة أراف ... و يقول :" أخي .. بطلي الصغير .. ألن تنهض معي ؟! هيا ننهض و كأن شيئا لم يكن ... لقد أحضرت لك الدراجة التي كنت تتمناها ... لما لا تتكلم معي ؟! ستظل مخاصمني هكذا ؟! لكن أنا لدي طريقة كي أجعلك تسامحني ... هيا إنهض و نذهب إلي الملاهي التي تنتظرها كل عطلة ..." و لكن لا أحد يجيب علي كلمات بارون و كوشي بجانبه تضع يدها علي كتفه كي تواسيه .... و دموعها كالسيل علي خديها ... فيرتمي بأحضانها و يبكي بحرقة و يظل يقول :" أنا من قتلت أخي كوشي .. أنا من قتلته " ... فيقول بأعلي صوته :" أراااف " .... فيقبل رأسه بحزن شديد و يضع الوشاح الأبيض علي وجهه مرة أخري ... و يرتمي بأحضان كوشي التي تبكي علي فقدان أراف ... و شعور بارون بالذنب لقتل أخيه ...و دموع بارون الحارة التي تتساقط علي يد كوشي التي تحاول مسح دموعه المتلاحقة .... و لكن سرعان ما اكتشفت الشرطة أن هو الإرهابي الذي يبحثون عنه ... فيقوم بارون و كوشي بالهروب مرة أخري و الشرطة خلفهم .... حتي يختبئون بمكان ضيق بالإتجاه المعاكس لطريق الشرطة حتي لا يستطيعوا القبض عليه ... و لأن المكان المختبئ به ضيق ... يصبح قريبا من كوشي وجها لوجه .... فيميل رأسه علي رأسها ... و دموعه التي لا زالت تسيل .... و كوشي الضعيفة ... التي لا زالت تشعر به و بألمه ... وقلبها ما زال يعشقه ... ويريد البقاء معه ... مهما كلفها الثمن ... مهما أذاها بارون ... مصممة علي البقاء معه ... لأنها تعلم أنه بدونها ضعيف ... لن يستطيع المقاومة ... و أنها بدونه ... ستضيع ... لأن ليس لها أحد أخر تبقي أو تظل معه ... و غير ذلك .. فيارون يمثل حياتها ... بل هو حياتها بالفعل و قلبها النابض و عشقها المدفون ... فيأتي رجال الشرطة بالقرب من مكان إختباء كوشي و بارون ... فيلتزمان الصمت بمكانهم و يظهر الخوف علي وجه كوشي ... فيأذها بارون بأحضانه و تتشبث بملابسه و هو يراقب الشرطة ... حتي ترحل ... و يخرجان من مكانهما و يهربان ... فتحاصرهم الشرطة مرة أخري ... و فيهربان و يصعدان إلي سطح عمارة كبيرة ... و تصعد الشرطة خلفهم ... و تحاصرهم ... فتقف كوشي علي السور
-بارون :" كوشي ؟! ماذا تفعلي ؟! إنزلي "
-كوشي :" سلم نفسك بارون ... و إلا سأقفز من العمارة "
-بارون :" هل جننتي أنتي ؟! أخبرتك .. أن تنزلي .."
-كوشي :" أبدا .. لن أنزل .. إلا أن تسلم نفسك للشرطة ... إذا كنت تحبني بارون ... انا أعرف ان نهاية هذا المطاف إما موتي .. إما موتك ... و أنا لا أريد خسارتك ..."
-بارون :" إذا سلمت نفسي للشرطة سينفذوا لي حكما بالإعدام ... و بالحالتين أنا ميت ... و أنا أريد إن مت ... أن أموت معك .. حتي أطمئن و تكون أخر أنفاسي بأحضانك ..."
فتنزل كوشي من علي السور ... بتأثير عينان بارون التي جذبتها ... فيضمها إليه و يقول :" أنا لا أريد فقدانك أو تركك أبدا ..." فتبتسم كوشي له و يكمل بعينان عنيدتان :" إلا بعد أن أنتهي من إنتقامي منكي ... يا سيادة الملازم كوشي تاكور " فتفتح كوشي عيناها من ما سمعته و فيقفز بارون من العمارة و معه كوشي و صراخها .... حتي يتمسكان بعمود و يدخلان إحدي نوافذ العمارة ... و من هنا ... يخرجان و يقود بارون سيارة مجهولا هاربا مع كوشي ... حتي يدخلان غابة أخري ... و يقف بارون بسيارته عند حافلة قديمة بالغابة ... مقسمة إلي غرفتين ... فيشدها بقوة من يدها و يضعها بالحافلة ...
-كوشي بصراخ :" كفي بارون!! .. كفي !!... ماذا تفعل بي ؟!"
- بارون :" انا الأن تأكدت أنكي مع الشرطة ... سيادة الملازم ... و خنتيني ... أتعلمين لما شطبت علي صورتك ؟! أنا فعلت ذلك عندما قالت لي المنظمة أنكي من المخابرات ... كي تجعلي الشرطة تقبض علي ... بالبداية .. جعلتي الشرطة تسجل لي كي يقبضوا علي ... و الأن .... تستغلين حبي لكي كي تجعليني أسلم نفسي للشرطة ... بحجة أنكي ستقفزين من العمارة ..."
-كوشي :" بارون ... صدقني .. أنا ليس لي أي علاقة بالشرطة .. صدقني أنا بريئة من ما تقول صدقني ..."
-بارون:" أعطني دليل ... دليل يثبت براءتك ... "
-كوشي :" أقوي دليل علي براءتي هي ثقتك بي ... مازالت موجودة .. و حبك لي ما زال ينمو ... لما لم تقتلني حتي الأن ؟!"
-بارون :" ماذا أفعل أنا ؟! ماذا أفعل و بد علقتي قلبي بكي ... إذا كنتي انتي قلبي النابض ... و عقلي المفكر ... فكيف سأستطيع أن أؤذيكي ؟! حبي الذي ظهر علي منذ أول مرة رأيتك بها ... و الأن حتي و إن قبضتي علي ... لن أؤذيكي ... لأنني أحبك حقا .. و أعشقك عشقا لم يحدث من قبل ... "
فتبتسم كوشي بدموع بعيناها و تقترب من بارون و لكن بارون يبتعد عنها ...
-كوشي بحزن :" أصبحت أنا الجانية الأن ... أتعلم بارون ؟! أنت لا تصدق أنني مع الشرطة ... أنا أراها بعيناك ... "
- بارون :" دعكي من هذا الكلام ... ستظلي محتجزة هنا حتي أعرف ما سأفعل معكي " فيغلق باب غرفتها و هي تضل تصرخ طوال النهار :" يا بارون صدقني أنا لست مع الشرطة ... صدقني يا حبيبي ... " و لكنه لا يستمع لها ... و يمر بعض الوقت و لا يسمع بارون صوت لكوشي بالغابة الصامتة ... فيشك بارون بأمرها و يدخل ليتفقد حالها .... فيجدها مغشيا عليها بالأرض و حرارتها عالية ... فيحاول أن يفيقها و يحاول البحث عن مياه بالسيارة ... فيأخذ الزجاجة التي وجدها و يركض إلي كوشي ... فيضع بعض القطرات علي وجهها المتعب ... و يقول :" كوشي ... إستيقظي .. فيقي حبيبتي " فتفيق بعد عناء و تقول :" بارون ... أنا أشعر أنني سأموت ، أنقذني .... و هي متمسكة بيداه بقوة و حرارتها العالية .... فيعانقها بقوة و يقول لن يحدث لكي شئ ... صدقيني ... أنتي ستكونين بخير ..." فيظل يضع لها الكمادات علي رأسها .. حتي إنخفضت حرارتها ... فيقول و دموعه بعيناه :" أنا السبب بكل هذا ... أنا أسف كوشي أنني لم أصدقك ... لطالما كنتي وفية لي و لم تخدعيني قط ... إرتكبت أفظع الجرائم و مع ذلك ظللتي معي و بجانبي ... سامحيني يا قلبي "
- كوشي :" أنا لا أريد أية أعذار ؛ أنا أريدك بجانبي ... فقط .... بارون أنا أريد أن أخبرك بشئ مهم ... أنا حامل "
بارون و الفرحة تملأ عيناه التي تلمع :" و كيف علمتي ؟!"
-كوشي بإبتسامة :" أنا طبيبة بارون .. و بالتأكيد أعرف أعراض الحمل ... ستحون أب حبيبي " ...
فيبكي بارون من فرحته و يعانق كوشي و يقول :" أحبك كوشي ... أحبك حبا جما .... سنترك كل هذة الفوضي و نذهب لنعيش بعيدا ... حسنا " فتهز كوشي رأسها بإبتسامة و دموع السعادة بعينها ... و لكن يعود بارون لقول :" كوشي ... أنا أعرف أنك لست مع الشرطة ... و لكن لدي طلب كي أتأكد "
-كوشي :" بالطبع "
-بارون :" إمسكي هذا المسدس ... إذا كنتي فعلا لست مع الشرطة فإطلقي النار عليهم "
تري هل ستوافق كوشي علي هذا الأمر ؟! و يظل حبها لبارون ؟! و تطلق النار علي أفراد الشرطة ؟! ماذا سيكون مصير بارون ؟! و مصير هذا الحب و هذة العلاقة القوية ... الشغوفة؟!
تجدون الإجابة عن هذة الأسئلة بالجزء السابع و الأخير ....
Kouki