الطريق الى النهاية ..

694 57 15
                                    

نزلت ببطء ناحية الصف .. وجهي كان خاليا من التعبير .. كانت نظراتي  غير موجهة لشخص بعينه .. حتى انني لم التفت ليوسارين عندما نادتني .. ذهبت و جلست في مقعدي انظر الى الفراغ ..كل شيء .. كل شخص .. اصبح امامي بلا أهمية فجأة..
ميدوري: هارو .. ما الذي جاء بك ..اصعدي معه مجددا
انا: لا منفعة من ذلك .. كل ما فعلته .. كل ذلك ذهب ادراج الرياح
ميدوري: لم افهم شيئا
انا: لا يهم
ميدوري : يكفي عبثا هارو .. اريد ان ننتهي من هذه اللعنة الان
اكتفيت بالنظر اليها بنفس الوجه الخالي من التعابير
ميدوري بغضب : هارو هذا ليس وقتا مناسبا لما تفعلينه .. انت اكثر من يعلم بان علينا إنهاء هذه المشكلة بسرعة كي نرتاح منها
قلت لها بغضب وقد وقفت ويداي على الطاولة : فليذهب هو وتلك اللعنة و معهما تلك الفتاة الى الجحيم ..

خرجت بغضب من الصف وقد توجهت الى دورة المياه و غسلت وجهي بماء كثير ... نظرت الى نفسي في المرآة وجففت وجهي وخرجت الى مكان مهجور ضمن الفناء الخلفي بالمدرسة بجانب المخزن .. جلست هناك وقد ضممت ركبتي الى وجهي ..كل ما كان يظهر بعقلي حينها صورتهما و هما يتعانقان .. مجرد تذكر الموقف يجعلني اشعر بالأسى على نفسي ..

(( في نفس الوقت فوق سطح المدرسة ))

كارما: ما الذي فعلته .. انظري ما الذي فعلته
اكامي بتعابير لا مبالية  : ما الذي فعلتُه ؟
كارما: هذا ليس وقتا مناسبا للبلاهة
اكامي : بربك .. هل تعتقد انها فعلا تحبك ! .. انها تسعى فقط للتخلص منك
كارما: ماذا ؟
اكامي: كل ما في الامر انها ألقت عليك لعنة ما بالخطأ و ان علاجها يكون في جعلك تحبها وقد وقعت بالفعل في فخها .. ما ان تفك تلك اللعنة حتى تتركك كما كنت ..
كارما : أنى لك ان تقولي هذا
اكامي : لم اصدق ان الصف ف سيكون بذلك الغباء .. لكن كلامها مع صديقتها واضح .. لم يتطلب الامر تفكيرا كثيرا ..
كارما: ايتها ال--
اكامي: لقد تم خداعك مرة اخرى .. لذلك انصحك بالعودة كما كنّا .. سوف أتركك تفكر بالأمر .. مع انني متأكدة انك ستجدني محقة في النهاية .. وداعا

قالت جملتها الاخيرة ونزلت بكبر و غرور من على الدرج . بينما وضع كارما يده على راْسه بانزعاج لا يعلم ماذا يفعل بينما كان كا بالداخل يقول : لا تهمني اي الفتاتين .. خاصة تلك المدعوة اكامي .. أتمنى فقط لو انني قتلتها ..لا افهم لماذا انا منزعج لهذه الدرجة .. ليس هناك سبب يدعو للانزعاج ..

رِن الجرس معلنا نهاية هذه الاستراحة .. قمت من مكاني وذهبت بنفس ذلك الوجه الى غرفة الموسيقى .. لم اجلس في المقدمة كعادتي لكنني جلست في ابعد ركن عن الطلاب .. جاء الجميع و من ضمنهم كارما و اكامي ... لم أوجه نظري الا للبيانو الأسود في منتصف الغرفة مع أنهما كانا ينظران نحوي طول الوقت ..

دخلت المعلمة وعم الهدوء.. كل بدا بعزف مقطوعة .. و عندما جاء دوري توجهت الى البيانو و جلست بهدوء .. عزفت لحنا سريعا جدا .. لكنه بنفس الوقت كان غاصبا ... تحل نغمات هادئة فجأة لكن يعود الغضب ليضرب تلك الاصابع البيضاء .. جسدي كان يتمايل بغضب ... كنت اشعر فقط وكأنني اعزف في عاصفة .. انهيت المقطوعة بسلم موسيقي عكسي انتهى عند اغلظ صوت في البيانو .. وقفت بهدوء مرعب و عدت الى مقعدي بينما كان الجميع يتهامسون ..

احبني رغما عنه!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن