تهور !

596 52 4
                                    

جلست اعزف ذلك اللحن الهادئ على البيانو املا في ان يتحسن كارما فقد سمعت بان الموسيقى تريح المرضى ! ظللت اعزف لنصف ساعة تقريبا و يبدو انني قد اندمجت في العزف لدرجة انني لم الحظ ان كارما قد استفاق ..فتوقفت عن العزف ..

انا: آسفة لأَنِّي ايقظتك
كارما: لا تقلقي .. عزفك جميل
انا: شكرًا لك .. هل تشعر بتحسن
كارما : قليلا
انا : جيد.. هل يمكنني ان أسالك سؤالا ؟
كارما: ماذا؟
انا: اين هي والدتك ؟
(( صمت كارما قليلا ))
قمت من مكاني ووقفت بجانب البيانو وقد انحنيت و انا احدثه: آسفة لتدخلي في شيء شخصي كهذا .. آسفة
كارما بابتسامة جانبية : لا عليك .. الامر ان امي قد انفصلت عن ابي منذ ان كنت في المرحلة الابتدائية
انا: آسفة ان كنت قد سألتك عن شيء يسبب لك الحزن
كارما: لا تشغلي بالك فالامر اصبح عاديا بالنسبة لي ..
انا: آسفة
كارما: كفي عن الاعتذار فالامر ليس بهذا السوء
قلت و انا اجلس على كرسي البيانو مرة اخرى : حسنا
كارما : أرجوك .. اكملي العزف ..

اومأت برأسي موافقة على كلامه وبدات بعزف مقطوعة بيتهوفن الشهيرة amazing grace وقد بدت الذكريات و كأنها تتدفق الى ذهن كارما و قد أغمض عينيه .. لا ادري لماذا ساعتها شعرت بان كارما يبكي من الداخل لكنني لم أكن اعرف لماذا يبكي بالتحديد لكنني قررت فعل امر ما ..وما قررت فعله هو بالتأكيد شيء جنوني ...

وبينما انا اعزف وجدت الباب قد فتح ببطء لتدخل يوسارين الى الغرفة .. فقط اريد ان اعلم ما الذي جاء بها الى هنا ..
كانت تتجول بنظرها في الغرفة وما ان وقعت عيناها علي حتى صرخت بتفاجؤ: هارو .. ما الذي تفعلينه هنا
انا: نفس السؤال موجه لك ... و كيف دخلتي الى المنزل
يوسارين : لا تتحدثي و كان المنزل منزلك
انا: اخفضي صوتك انه نائم اخيرا
اعتدل كارما في جلسته و قد ازال المنشفة من على راْسه ..

قال كارما بنفس صوته المبحوح : توقفا عن الشجار أنتما الاثنتان

قلت وقد انحنيت بذعر : انا آسفة جدا
يوسارين بكل برود اعصاب وهي تنظر الي بشر : آسفة
كا: لم تكفني غبية واحدة فجاءت الاشد غباءا ذات الأنف الكبير

نظرت الى الساعة المعلقة على الحائط لأجد انها الثامنة فقد مر على وجودي ساعة تقريبا .. اي ان الطبيب تبقى على وصوله ساعة كما يجب علي إعداد منشفة اخرى لكارما و صنع ليمون ساخن ..

في ظل هذا الهدوء و تلك النظرات المتبادلة ذهبت و أخذت إناء الماء و المنشفة و كوب الليمون الفارغ ثم ذهبت الى المطبخ و بالطبع تبعتني يوسارين ..

يوسارين: الى اين انت ذاهبة ؟
انا: الى المطبخ
يوسارين: لماذا
انا: سوف ترين
يوسارين: اذا كان ذلك لكارما فأنا سوف أعده
انا: هل تستطيعين إعداد ليمون ساخن محلى بالعسل
يوسارين: لا
انا: اذا اصمتي و لا تعيقني

احبني رغما عنه!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن