الفصل السادس....عودة الاحباء

657 24 15
                                    

الفصل السادس
عودة للأحباء
ج1


كان لقائي مع أول حبيب لي وأنا في أحضانه , انه عملي الصالح الذي عندما افقت وفتحت عيني , اطلت عليّ اشراقته المنيرة وابتسامته اللطيفة .
قال بصوته العذب :
- كيف حالك ياسعيد , أحمد الله على سلامتك , مدة طويلة مضت وانا أسعى لخلاصك من المأزق الذي وقعت فيه , ولنجاتك من بلايا اعمالك السيئة .
لم أصدق ما أرى , هل هو حقيقة أم انني أعيش في عالم الوهم والخيال ؟ بقيت حيراناً أنظر اليه أغلق عيني مرة وأفتحها أخرى , فبادرني بكلامه ثانية :
- سعيد انا عملك الصالح , انا رفيقك وهاديك , هل نسيت لقائي معك منذ ثلاثين عاما ؟
بدأ يمسح دموعي الجارية فرحاً للقائه , انها دموع لقاء الحبيب لحبيبه , لقاء المشتاق الى من اشتقت اليه سنين وسنين قلتُ له معاتباً :
- أين كنت طوال هذه المدة انسيت وعدك لي في مرافقتي والدفاع عني عند الشدائد والبلايا ؟ لقد قضي أقسى وأمرّالعذاب , وما كان لك حضور معي لتواسيني على مصائبي , او تخفف عني آلامي .
- انني لم أتخل عنك أبداً , وسعيت جاهدا طوال هذه المدة لنجاتك إذ كان لي علم بما تعانيه وأول عمل أنجزته لك هو إيصال خبر لى ابنك مرتضى في المنام بأن والده يتعذب بسبب أن عليه دَين سابق الى صديق له اسمه أحمد لم يؤدءه اليه .وفي اليوم التالي ذهب مرتضى الى العنوان الذي أُعطي له , فوجد الرجل قد توفي حديثاً , لذلك اعطى المبلغ الى ابنه الأكبر , واخبره بما جرى وبالرؤيا في منامه بشأن والده , وطلب منه براءة الذمة لتأخير ذلك المبلغ , وقد رأيت اثر هذا العمل بفرار العقرب العالق من قدمك ألي كذلك ؟
- آه الآن فهمت سبب فرار العقرب , جزاك الله عني خير الجزاء , لقد كان يؤذيني كثيرا بشوكته , لا أعاده الله لي .
- كما انني فرحتُ كثيرا عندما علمت بهدية مرتضى إليك ومنذ ذلك الوقت سعيتُ بكل وجودي لخلاصك الأخير من جهنم حتى تمكنت من الحصول على إجازة الجليل الأعلى بمناجاته والتضرع اليه , ومن ثم إذنه تعالى بنجاتك وإخراجك من نار البرزخ , ولم اترك هذا الامر حتى اوصلتك الى المكان الذي أنت فيه الآن , كما انني هيأت لك دار استقرارك ومحل سكناك في الجنان التي سوف نرحل اليها بعد ثلاثة أيام .
- لا أعلم كيف اشكرك , جزاك الله عني خير الجزاء
- لاتنسى اني خلاصة أعمالك الصالحة , وكل مااستكثرت منها في الدنيا كانت قدرتي على الدفاع عنك اكبر و وجاهي عند الملأ الاعلى أعظم .
بينما كنا نتحدث واذا بثلاث وجوه منيرة اقبلت علينا , اقتربت اكثر فأكثر فتمعنت فيها واذا بها نفس الكائنات النورانية التي اجتمعت حولي في القبر , انها الولاية والصلاة والصوم و جاءوا ليباركوا لي نجاتي وخلاصي من نار البرزخ , اجتمعوا حولي وتذكرتُ اجتماعهم أيام القبر الاولى ووعدهم لي باللقاء مرة أخرى , كما انهم وعدوني بعد التهنئة والتبريك بإقامة حفل بهذه المناسبة في الأيام القادمة .
بقينا ثلاثة ايام في هذا المكان الذي كان بمثابة محطة استراحة مؤقته وقد توافدت خلالها وفود عديدة من الأنس والملائكة لتهنئني بمناسبة الخلاص من عذاب البرزخ .
انقضت الأيام الثلاثة فأخبرني عملي الصالح بأنه استلم الإذن بمغادرة المكان والانتقال الى وادي السلام , حيث هناك مستقر المؤمنين , وجنات عدن التي وعد الله عباده المتقين ...
ج2

تحت اجنحة البرزخحيث تعيش القصص. اكتشف الآن