نحو الحلم ( الجزء الأول )

1.8K 30 1
                                    

فقضت نادين عطلتها في العمل مع عائلتها في قطعة أرضهم الفلاحية التي يقتاتون منها قوت خبزهم فهي الكفيل الوحيد بهم فأوضاعهم المادية صعبة و حالهم الفقر و الخصاصة و لكن رغم ذلك لا تسمع من أفواههم غير كلمة " الحمد للله " ،
فورثت نادين عن عائلتها كنزا لا يفنى و هو القناعة فهي سر السعادة و مفتاح الحياة على غير ما تمتلك أيضا من أخلاق حميدة و صفات جميلة فهي طفلة محبة للحياة لا تكترث لما يقال عنها و بارة بوالديها و أجمل ما فيها برائتها و طيبة قلبها ،
فهي لا تبدو كغيرها من المراهقات المولعات بالموضة و الإكسسورات فهي ليست مثلهم فهي تواجه العالم بوجه نظيف خال من مساحيق التجميل فهي لا تحب التصنع و إرتداء الأقنعة فمبدأها في الحياة الجمال جمال الروح و بساطتها في الحياة و تواضعها يزيدها جمالا رغم سمرتها و طبيعتها الجميلة تزيدها أناقة .

فكانت تشتغل بكل جهد و لا تبالي بالتعب و الألم و بدون شكوى و ذلك فقط لمساعدة عائلتها و ٱنتشالهم من الفقر فكانت ترضى بالقليل و بدون تذمر.......

مرت الأيام و الليالي و حل فصل العودة لمقاعد الدراسة فجهزت نفسها و جمعت أغراضها و ٱستسلمت لنوم عميق .

و في فجر اليوم التالي حملت أغراضها متوجهة نحو المحطة قاصدة طريق الجامعة و بداخلها شعورا ممتزجا بالفرح و الألم معا و ذلك لأنها أول مرة ستفارق فيها عائلتها فهي ستشتاق لهم كثيرا... لوحت لهم بيدها ثم ٱستدارت و الدموع تنهمر من عينيها تاركة ورائها دعاء والديها لها بالنجاخ و بأن تعود لهم طبيبة بيطرية كما وعدتهم .

فمنذ لحظة و صولها الجامعة تركت كل همومها ورائها متشبثة فقط بحلمها فصعدت إلى غرفتها المشتركة بينها و بين فتاتان الأولى تدعى رهف و الأخرى إسمها لجين و هما طالبتان في نفس إختصاصها و لكنها كانت كالعادة تعاني من صعوبة التواصل مع الآخرين فهي أول مرة ستكون فيها صداقة جديدة و هذا أكبر تحد بالنسبة لها .

فرتبت أغراضها في خزانتها ثم خلدت إلى النوم و لا تنفك من عينيها صورة الغرفة فهي واسعة جدا ، مجهزة بجهاز تدفئة و مرتبة بشكل جميل و أثاثها باهض الثمن فهي لم يكن لها غرفة خاصة بها من قبل فلذلك شردت بتصميمها الرائع و الجذاب و لكن سرعان ما ٱستسلمت للنوم و ذلك لدفئ السرير و نعومته.

جريمة عذراء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن