الإنتقام ( النهاية )

770 17 2
                                    

مسحت نادين دموعها و عيناها ممتلئة بلهيب الحقد فكأن روحها و طيبتها دفنت لتتحول إلى وحش هائج متمرد ...
عادت إلى المبيت تحمل معها سكينة حادة خبأتها في حقيبتها و الشر يتطاير من عينيها فتحت باب الغرفة فٱستقبلتها رهف مستفسرة عن سبب غيابها المفاجئ و أخبرتها عما قالته لها إلين لكنها عند عودتها لم تجدها ثم ٱقتربت منها لتحضنها لكن نادين دفعتها و سألتها عن سر ذلك القرص المنوم فلم تفهم شيئ و لم تقل غير أنه أعطتها إياه إلين فعندها أحست هي الأخرى بالخوف و حاولت الخروج لكن نادين ٱستوقفتها قائلة
:" أين هي حصتي من النقود ؟!!؟ "
كان السؤال صادما لإلين فلم تتوقع ذلك فكرتها ستخاصمها بما أنها فتاة ملتزمة فهي خففت عنها عبء شجار لن ينتهي و همت فعلا بإعطائها النقود من حقيبتها ثم مدت يدها إليها و فيها شيك عليه مبلغ نقدي فأردفت نادين بصوت كله كبرياء :" لقد تعادلنا ." ثم غمست بالسكينة في قلبها بكل ما أوتيت من قوة فإنجرت شرايين الدماء كالشلالات الغزيرة و توقف نبضها و جمدت بداخلها الحياة فأطلقت رهف التي كانت شاردة تراقبهما و لم تفهم شيئا صرخة مدوية مفزعة فأسرعت نادين بالجري هاربة متجهة إلى منزل ذلك الحقير فوجدت باب الغرفة مفتوحا كما تركته و هو على وشك الخروج من الحمام فإختبأت وراء الباب ثم في لحظة دخوله أمسكت بالسكين و في غفلة منه طعنته بها في ظهره غفلة مثلما ٱستغل ضعفها هو و إلين لكن الآن إنتهى كل شيئ و يجب عليها الرحيل فكتبت رسالة إلى والدتها و أبيها تقول فيها
:" أمي ، أبي سامحوني ففي البداية لم أقوى على أن أكون عاهرة و أما الآن فلى أقوى على أن أكون قاتلة . أمي إبنتك لقد أصبحت مجرمة في نظرهم ...أبي لقد قتلت من حاول نزع شرفك ..ربما ستقولون أفضل أنك مت و لم ترينا يوما نهان و نذل فيه بسببك ، أمي إرفعي رأسك ، أبي ٱفتخر فإبنتك أول مرة تشعر فيها بالنصر و لكن كان المقابل ذلح باهضا جدا لطالما ٱشتقت لرؤيتكم و معانقتكم بشدة و لكن أعذروني فلن أعود لكم طبيبة بيطرية و إنما سأعود إلى قريتي في تابوت فلا تحزنوا ولا تبكوا و ٱدعوا لي بالرحمة فلا أريد شيئا غير رضاكما ...فلم يكن الأمر بإرادتي صدقوني ....
أدعوا من الله أن يسامحني على خطيئة ."
و في نفس اللحظة أعلمت رهف الشرطة و عرفوا مكانها و أسرعت إلى الغرفة لتنقذها لكن فات الأوان و قطعت شرايين يداها الإثنين و ماتت أخذت الشرطة الرسالة و فسرت ما وقع لنادين و عائلتها و بأنها كان ضحية لعبة قذرة و ظلت رهف تعاتب حالها على ذلك الدواء اللعين و أحست بالذنب بعد أن رأت ضحية بريئة تموت بدون ذنب ....
جلست أمها بجانبها في المقبرة تذرف الدمع من خديها و الحصرة و اللوعة في قلبها على فقدان إبنتها الوحيدة فكانت تقول
:" حبيبتي لقد مت طاهرة ، عذراء ، شريفة
فأنت طفلتي البريئة و ملاكي الصغير
أنت من رفعت رأسي و لطالما بك ٱفتخرت فلما أعتبرك من المحرمات و أنتي جنتي و أنسي
و لن أنساك مهما حييت
فأنت مملكتي و عندما تحطمتي أين لي البقاء
؟!
فنامي يا ٱبنتي فوق التراب فهو أرحم لك من عذاب البشر
نامي فربك أعلم بحالك
فلتهدأ روحك فأنا سامحتك أبد الدهر
فهم يقولون لي المرحومة و ينسون أنك حية بين أجفاني
فلتسامحها يا ربي و لتأخذ من حسناتي لها و فلتجعل مثواها الجنة يا إلاهي . "
فأردف أبوها قائلا
:" اللهم ٱمين ، فلن أخجل بك يا ٱبنتي فأنت نور عيني أما الآن فلقد ٱنطفئ فمهما حصل فستظلين ٱبنتي التي أحبها أكثر من نفسي فأنت سامحينا فلقد قصرنا في حقك وداعا يا حبيبتي الوداع ...."

🎉 لقد انتهيت من قراءة جريمة عذراء 🎉
جريمة عذراء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن