الكارثة ( الجزء الرابع )

823 16 0
                                    

الأجواء على غير العادة فالموسيقى صاخبة و الأضواء الملونة صاطعة في الأجواء و ضوضاء عارمة تعم بالمكان فهناك من ٱتخذ زاوية ليتفرد بها مع حبيبته و هناك من فضل الجلوس برفقة شلته و هناك أيضا من شارك قي الرقص على أنغام موسيقى شبابية .... إنه إحتفال جنوني ....
أما نادين فكانت برفقة رهف جالسة على الأريكة تراقب الأجواء بعيون شاردة و ذهن لا يكاد يستوعب شيئا فكاد الضجيج أن يغمي عليها ..
فذهبت رهف تبحث لها عن مسكن ٱلام و من ثم جائتها بقرص للصداع و مزجته في كأس من الماء ثم قدمته لها ...و بعد نصف ساعة من الزمن نادت إلين رهف لتذهب معها إلى الحمام
لتساعدها في إغلاق فستانها بعد أن إنتزع القفل منه .
و عند عودتها إلى المكان لم تجد نادين هناك فٱستغربت و أخذت تبحث عنها ولكن بدون جدوى حتى سألت عنها الموجودين في القاعة لكن لم يراها أحدا سوى إلين التي قالت لها
:" أجل لقد رأيتها خارجة من هنا و أخبرتني أن أقول لك بأن الألم ٱشتد بها و قررت العودة إلى المبيت الجامعي . "
ٱطمئن قلب رهف قليلا و واصلت سهرتها بينما نادين كانت في أحضان شاب منحرف أخذها إلى غرفة نوم بالطابق العلوي لقاعة الإحتفالات ثم ألقاها على السرير و في شفتيه رغبة في التقبيل فٱستلقى عليها و شرع في تقبيل شفتيها و من ثم جردها من ثيابها و ضاجعها طوال الليل إلى أن فقدت عذريتها أما هي فكانت تتألم و لكن الإغماء سيطر عليها إلى أن أفقدها وعيها ....و في الصباح ٱستعادت نادين وعيها و بدأت تستفيق تدريجيا ثم فتحت عيناها لتنصدم بالمصيبة الكبرى فتجد نفسها نائمة بجانب شاب لا تعرفه فأخذت تصيح و تصرخ و حاولت الخروج من سجن الجحيم الذي هي به فلم تستطع فوجدت نفسها عارية تماما فٱشتد تمسكها بالغطاء و ٱرتفع صراخها و لم تستطع تقبل الوضع و تمنت لو كان ما تراه حلما فأمرها الشاب بالسكوت و الكف عن الصراخ و بأنها ستجد نقودها عند صديقتها فجن جنونها و لم تصدق ذلك ثم تركها و ذهب إلى الحمام غير مكترث بها و ليس مباليا بوجعها فعيناها لم تكفى عن الدموع و دقات قلبها تتسارع فيكاد يخرج من مكانه ....فأول مرة تشعر فيها بأنها رخيصة إلى حد أنها أصبحت تباع و تشترى بالنقود و مما زاد ألمها أنها فقدت شرفها ، عفتها ، طهارتها و أصبحت من المدنسات بعد أن تحطم كبريائها ، بعد أن رحلت عنها أنوثتها ، و بعد أن تشوهت صمعتها و ضاعت عذريتها التي تمثل حياتها و هي أغلى كنز ملكته في حياتها فما عسى للمرء أن يفعل بعد أن يفقد أغلى شيئ عنده في الحياة عندها فقط أحست بفقدان روحها و فكرت بالإنتحار لينتهي عذابها فبأي وجه ستقابل عائلتها بعد أن دنست طهارتها و بأي وجه ستعود إلى أهلها بعد أن لوثت الساري الأبيض و بأي لوعة يمكنها أن تعزي نفسها و أي قهر جنت من هذه الحياة فمن سيصدق بأنها بريئة فمن يعلم حقيقة اللعبة التي أعدت لها غيرها و من سيحميها و لكن مم من ؟! فلقد خسرت أنوثتها الضعيفة أمام جشع المتمردين ....فقررت إنهاء حياتها ....

جريمة عذراء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن