التحدي ( الجزء الثاني )

1K 17 1
                                    

و في صباح اليوم التالي ، نهضت نادين باكرا كعادتها ثم جهزت نفسها للمحاضرة..... و لكن الأمر لم يكن بالهين فمنذ و هلة دخولها للجامعة و الكل ينظرون إليها بٱستغراب و يراقبونها بنظرات ساخرة ....
فلماذا فهي ليست بأول طالبة جديدة هنا ؟ فهناك العديد من الطلاب الجدد في هذه السنة... و لكن الأمر يزداد سوءا فهناك من يتغامزون عليها ثم ينفجرون ضحكا و هناك من يسخرون منها و بكل وقاحة يشتمونها بأنها فتاة ريفية لا تعرف عن التمدن شيئا و تمادوا في تعنيفها لفظيا إلى أن وصل بها الأمر إلى حد البكاء ...
فلماذا يتصرفون معها هكذا و لماذا يعاملونها بهذه الطريقة ؟ لماذا يا إلاهي لماذا !!
ٱ لأنها ليست متشيكة مثلهم و لا تحمل حقيبة من ماركات عالمية و لا تلبس حذاءا ذي كعب عال و لا تمتلك سيارة فخمة مثل أغلبهم و لأنها لاتفرد شعرها مثل باقي الفتيات و لا تمتلك هاتفا خوليا حديث الصنع ....
كل هذه الأشياء حزت في نفسها كثيرا إلى أن جفت عينونها من الدموع و ٱنتفخت جفونها و أصبحت تشعر بصداع من كثرة الغضب ، فخرجت من الحمام و ٱتجهت إلى غرفتها و لا زال كلام الطلاب يتكرر في أذنها مرارا و تكرارا فشعرت بالضيق لشكلها المضحك و معطفها القديم و ثيابها الرثة البالية فكانت تفكر في أن تترك الجامعة و تعود إلى أهلها و لكن الوعد الذي قطعته لهم يمنعها من ذلك فالقرار صعب بالنسبة لها فلا يمكنها العودة قبل أن تكمل دراستها و لا يمكنها البقاء أيضا هنا و مواصلة تعليمها مع أناس متعجرفين لا يظهر عليهم التمدن إلا في أشكالهم و لا يحملون في داخلهم غير التعصب و التخلف
فتبا لزمن تقاس فيه الإنسانية بالمادة ...
فكانت نادمة على قبولها بالجامعة أشد ندما و لكنها بعد تفكير طويل قررت بأن لا تستسلم لهم و ستواجههم بطبيعتها و لن تغير من نفسها شيئا و لن تصغي لهم مرة أخرى و ستقوم بتجاهلهم.
حاولت نادين جاهدة ٱظهار عدم الامبالاة لهم لعلهم يكفوا عن مضايقتها لكن ذلك لم يجدي نفعا فصاروا ينعتونها ب " باربي" و ذلك ليس مجاملة و إنما من باب السخرية و الإستهزاء . و مرت الأشهر و كأنها سنة و أخيرا تم تعليق المعدلات و تحصلت نادين على أحسن علامة في صفها فأصبح البعض يتقرب منها و يتودد إليها راغبا في صد اقتها طمعا في الرفع من علاماته و أولهم شركائها في غرفتها رهف و لجين اللتان لطالما سخرتا منها و جعلوا منها أضحوكة في الصف لكن نادين ذات قلب أبيض نقي تغفر لمن يخطئ في حقها و أحست أيضا بشعورها بالإنتصار و إثبات ذاتها أمام الكل و هذا ما أرادت الحصول عليه و لو قليل من الإهتمام .

جريمة عذراء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن