التغيير ( الجزء الثالث )

844 16 0
                                    

و في أحد الأيام بينما كانت نادين مثل العادة منغمسة في قراءة أحد الروايات في مكتبة الجامعة قدمت نحوها رهف لتخبرها بالحفلة التي ستقام بمناسبة نهاية السنة الدراسية و لتجهز نفسها و من ثم لحقت إلين بها طالبة منها أن ينصرفان و بدون أن تضيع وقتها في الحديث معها عن الحفلات لأنها ليست من مقامها فٱشتد غضب نادين و قالت لها
:" ما قصدك و لما لا تناسبني !؟! "
:"لأنك بكل بساطة لو حضرت الحفلة ستكونين أضحوكة للجميع كالعادة ههههههههه و ماذا سترتدين فستان من الثمانينات أم فستان خيطته لك أمك في المنزل أرجوك يكفي خرافات...."
فٱمتلئت عيناها بالدموع فقاطعتها رهف معاتبة
:" يكفي إلين بالله حرام عليك لما أبكيتها !
و ما شأنك أنت بفستانها ؟ "
فأردفت إلين قائلة
:" أوه ! !!! رهف هذه هي الحقيقة ، فلما كل هذه المبالغة ؟!؟!
أف منكما كم صار الجلوس معك ممل ..."
ثم أخذت حقيبتها و همت بالإنصراف .
و ظلت نادين تبكي و مستائة مما سمعته و رهف بجانبها تواسيها و تخفف عنها حزنها و أخبرتها بأنها ستعيرها فستانا جميلا لتحضر به الحفلة شماتة في إلين و لطالما أحبت نادين أن تثبت وجودها و تبرز أنوثتها لا لرهف فقط و إنما للجميع و ها قد جائتها الفرصة إلى يديها فلما لا فكانت تخاطب نفسها
:" نعم و لما لا
ٱ لا يحق لي أن أرتدي فستانا جميلا و أكون أنيقة في الحفل !
ٱ لا يحق لي أن أجفف شعري و أفرده لنسائم الهواء الدافئة ؟ !
ٱ لا يحق لي أن أضع المكياج على بشرتي الجافة ؟ !
ٱ لا يحق لي أن ألبس كعبا عال و ....و......و...
و لما لا أكون مثل باقي الفتيات فهي مجرد ليلة واحدة و بعدها سأعود كما كنت و غدا سأرجع إلى عائلتي و لكن بعد أن ألقن هؤلاء الفتيات درسا في عدم الحكم على الإنسان بالمظهر فهم لا يعرفون ظروفه و يمكن أن يتغير و ربما هم أيضا يتغيروا إلى أسوء فنحن لا نعرف و بعد كل هذا التفكير و أخيرا وافقت نادين على فكرة صديقتها لتغيضهم و تنتقم منهم و من سخريتهم المتواصلة لها على طول الوقت .
وفت نادين بوعدها و جهزتها على أحسن وجه فكانت فاتنة للغاية و لفتت ٱنتباها كل من في الحفلة من أول دخولها ٱنصدم الجميع لرؤيتها بمنظر رائع و خلاب فحقا مثل الدمية و ليست سخرية أو تهكما ولكن هي كذلك بمعنى الكلمة فشعرها مفرود و ناعم كالحرير و أسو مثل عتمة اليل ينسدل معها إلى حد كتفها و ٱتساع عيناها السوداون بالكحل زادتها جمالا و لا حديث عن سمرتها الفاتنة مع أحمر الشفاه اللفت للأنظار و فستانها الأبيض القصير الملون بورود حمراء الذي يتناسب مع كعبها العالي الأحمر .....
فٱشتدت غيرة إلين و إقتربت من رهف و قالت لها
:" أنت من فعلت هذا و لكن لماذا ؟!؟!"
فتجاهلتها رهف و ذهبت لتستمتع بحفلتها و لن تعرها إهتماما .

جريمة عذراء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن