و في أحد الأيام بينما كانت نادين مثل العادة منغمسة في قراءة أحد الروايات في مكتبة الجامعة قدمت نحوها رهف لتخبرها بالحفلة التي ستقام بمناسبة نهاية السنة الدراسية و لتجهز نفسها و من ثم لحقت إلين بها طالبة منها أن ينصرفان و بدون أن تضيع وقتها في الحديث معها عن الحفلات لأنها ليست من مقامها فٱشتد غضب نادين و قالت لها
:" ما قصدك و لما لا تناسبني !؟! "
:"لأنك بكل بساطة لو حضرت الحفلة ستكونين أضحوكة للجميع كالعادة ههههههههه و ماذا سترتدين فستان من الثمانينات أم فستان خيطته لك أمك في المنزل أرجوك يكفي خرافات...."
فٱمتلئت عيناها بالدموع فقاطعتها رهف معاتبة
:" يكفي إلين بالله حرام عليك لما أبكيتها !
و ما شأنك أنت بفستانها ؟ "
فأردفت إلين قائلة
:" أوه ! !!! رهف هذه هي الحقيقة ، فلما كل هذه المبالغة ؟!؟!
أف منكما كم صار الجلوس معك ممل ..."
ثم أخذت حقيبتها و همت بالإنصراف .
و ظلت نادين تبكي و مستائة مما سمعته و رهف بجانبها تواسيها و تخفف عنها حزنها و أخبرتها بأنها ستعيرها فستانا جميلا لتحضر به الحفلة شماتة في إلين و لطالما أحبت نادين أن تثبت وجودها و تبرز أنوثتها لا لرهف فقط و إنما للجميع و ها قد جائتها الفرصة إلى يديها فلما لا فكانت تخاطب نفسها
:" نعم و لما لا
ٱ لا يحق لي أن أرتدي فستانا جميلا و أكون أنيقة في الحفل !
ٱ لا يحق لي أن أجفف شعري و أفرده لنسائم الهواء الدافئة ؟ !
ٱ لا يحق لي أن أضع المكياج على بشرتي الجافة ؟ !
ٱ لا يحق لي أن ألبس كعبا عال و ....و......و...
و لما لا أكون مثل باقي الفتيات فهي مجرد ليلة واحدة و بعدها سأعود كما كنت و غدا سأرجع إلى عائلتي و لكن بعد أن ألقن هؤلاء الفتيات درسا في عدم الحكم على الإنسان بالمظهر فهم لا يعرفون ظروفه و يمكن أن يتغير و ربما هم أيضا يتغيروا إلى أسوء فنحن لا نعرف و بعد كل هذا التفكير و أخيرا وافقت نادين على فكرة صديقتها لتغيضهم و تنتقم منهم و من سخريتهم المتواصلة لها على طول الوقت .
وفت نادين بوعدها و جهزتها على أحسن وجه فكانت فاتنة للغاية و لفتت ٱنتباها كل من في الحفلة من أول دخولها ٱنصدم الجميع لرؤيتها بمنظر رائع و خلاب فحقا مثل الدمية و ليست سخرية أو تهكما ولكن هي كذلك بمعنى الكلمة فشعرها مفرود و ناعم كالحرير و أسو مثل عتمة اليل ينسدل معها إلى حد كتفها و ٱتساع عيناها السوداون بالكحل زادتها جمالا و لا حديث عن سمرتها الفاتنة مع أحمر الشفاه اللفت للأنظار و فستانها الأبيض القصير الملون بورود حمراء الذي يتناسب مع كعبها العالي الأحمر .....
فٱشتدت غيرة إلين و إقتربت من رهف و قالت لها
:" أنت من فعلت هذا و لكن لماذا ؟!؟!"
فتجاهلتها رهف و ذهبت لتستمتع بحفلتها و لن تعرها إهتماما .
أنت تقرأ
جريمة عذراء
Fiksi Umumنادين فتاة من الريف و هي وحيدة عائلتها تبلغ من العمر الثامنية عشر و هي سمراء ،قصيرة القامة ،متوسطة الوزن، لا تعرف غير الدراسة فمن المعهد إلى المنزل لا تعرف أحدا غير القليل من أصدقائها الذين في نفس صفها وهي فتاة مجتهدة دائما تحصل على أعلى العلامات و...