ترنيمة التحول

33 2 0
                                    


تقدمة القربان

يرفع خبز القربان المقدس نحو الصليب المعلق فوق المذبح ، ويرسم الكاهن إشارة الصليب عليه وعلى طبق القربان.

بذلك يدخل الخبز في علاقة مع المسيح ومع موته على الصليب حيث يتحول الخبز إلى"ذبيحة" أو قربان وبالتالي يصبح مقدساً.

إن مجرد رفعه فوق المذبح يجعله روحانياً ، ﻷن الرفع أساساً هو عمل روحاني.

بل إن جوستين لاحظ ملاحظة مهمة في هذا الباب فقال إن عرض المجذومين المطهرين في المعبد كان نوعاً من "الخبز القرباني" . . .

تحضير كأس القربان

وتحضير كأس القربان يتخذ طابعاً مهيباً وقوراً أكثر من تقدمة القربان وتحضير الخبز ، فللخمرة عند شاربيها بعد روحاني خاصة وأنها "مخصصة" للكاهن عند الرومان (الكاثوليك).

ويضاف قليلاً من الماء إلى الخمرة هنا أيضاً.

ومزج الخمرة بالماء كان يعتبر طقساً مهماً في الماضي ، ولذلك تفسيرات طقسية لا نهاية لها ، خاصة لشرب الخمرة أثناء القداس.

كان اليونان يسمون مدمن الخمرة بالشارب الذي لا يمزج خمرته AKRATOPOTES بينما كان الشاربون العاديون يمزجون.

وما تزال بعض الكنائس اﻷرمنية إلى اﻵن تدع الكاهن يشرب الخمرة صرفاً غير ممزوجة بماء (وهم يقولون أنهم بذلك يحافظون على الطبيعة اﻹلهية للمسيح).

والماء عندهم يعني الوجه الطبيعي أو الجانب المادي من اﻹنسان.

وتقول الكنيسة الكاثوليكية أن المزج يشير إلى طبيعتي المسيح.

ويقول مطران قرطاجنة (258م) أن الخمرة تعني المسيح بينما الماء يعني المسيحيين الذين يشكلون جسد المسيح.

ولا بد من مباركة الماء قبل مزجها بالخمرة ، ﻷن المسيحي يؤمن بضرورة تطهير جسده قبل امتزاجه مع المسيح.

وهناك تفسير غير مقنع للماء في رؤيا يوحنا (15/17) : "ثم قال لي المياه التي رأيت ، حيث الزانية (يقصد أورشليم القدس) جالسة ، هي شعوب وجموع وأمم وألسنة".

(والسيمياء تقول أن الزنا هو المرادف للمادة اﻷولى ، أو الجسد غير الكامل الغارق في الظلام.

وهذه فكرة مستوحاة من الغنوصية وفهمها للطبيعة) وبما أن الماء غير كامل أو مادة هامشية فلا بد من مباركتها وتقديسها قبل مزجها بالخمرة.

وبذلك لا تمزج الخمرة الروحانية إلا بماء طهور ، وهذا يعني أن المسيح لا يتحد إلا مع المصلين اﻷنقياء اﻷطهار.

ومن هنا فإن لتحضير كأس القربان أهمية دينية خاصة.

وفي زمن كبيريان كان يقام القربان بالماء غالباً.

اﻷصول الوثنية للمسيحيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن