إنجيل مريم المجدلية

1K 4 1
                                    




أول ما يلفت النظر في "إنجيل مريم المجدلية" أنه ينفي اﻷساس الذي قامت عليه المسيحية التاريخية ، وهو عقيدة اﻹيمان بالخطيئة اﻷصلية.

وكانت الكنيسة في لاهوتها قد جعلت هذه الخطيئة اﻷصلية مبرراً جوهرياً لمجيئ المسيح (عليه السلام) حيث تقول الكنيسة أنه "ابن الله الوحيد" أرسله إلى اﻷرض لخلاص البشرية من تلك الخطيئة.

بذلك يترتب على نفي الخطيئة اﻷصلية تقويض اﻷركان الثلاثة الباقية من العقائد المسيحية وهي الفداء والخلاص والصلب.

في هذا اﻹنجيل يقول المسيح عليه السلام لمريم المجدلية حين تسأله عن الخطيئة الكونية ، خطيئة آدم التي تقول الكنيسة أن أبناءه يتوارثونها جيلاً بعد جيل : "ليست هناك خطيئة" ، بل إنه يربط مفهوم الخطيئة بما يعمله كل إنسان ، أي بحريته واختياره كأن يزني أو يسرق ، وينفي أن تكون هذه الخطيئة قدرية متوارثة في اﻷرحام واﻷصلاب كاللعنة التي لا يلد اﻹنسان إلا بها.

واﻷمر الثاني الذي يلفت النظر في هذا اﻹنجيل هو أن المسيح عليه السلام يشير إشارة واضحة إلى أن له كتاباً وشريعة ، وأن كتابه هو اﻹنجيل ، وأن شريعته يجب تطبيقها.

وكما هو معروف فقد اختفى إنجيل المسيح عليه السلام واختفت معه شريعته ، بل إنها تزعم أن فكرة "إنجيل المسيح" فكرة إسلامية وضعت انطلاقاً من مفهوم الوحي الإلهي إلى اﻷنبياء والرسل.

أخطر ما في "إنجيل مريم المجدلية" هو حديثه عن المسيح "ابن اﻹنسان" ووصفه للذين ينكرون الطبيعة اﻹنسانية للسيد المسيح بأنهم وثنيون يؤلهون المسيح : "كيف نمضي إلى من يعبد اﻷوثان وندعوهم إلى إنجيل ابن اﻹنسان ومن سينجينا منهم بعد أن لم ينج من كيدهم ابن اﻹنسان".

وواضح من النص كله أن كاتبه متأثر بالفلسفة اليونانية ، وأنه يلجأ إلى بعض اصطلاحاتها ومفاهيمها فيما لا نجده عادة في اﻷناجيل التقليدية إلا في كلام بولس أحياناً ، وخاصة عندما يدعو اﻷثينيين.

إن أول سؤال تسأله مريم المجدلية للسيد المسيح : بأي عين يرى النائم رؤياه؟ ويجيب المسيح : بعين العقل اﻷولى للكون.

وعلى الرغم من أن هذا "اﻹنجيل" اكتشف في مكتبة "نجع حمادي" فإن أصله مكتوب باليونانية كمعظم اﻷناجيل المتداولة وغير المتداولة.

وهنالك اﻵن نسختان منه : واحدة باليونانية والثانية بالقبطية.

والنسخة القبطية أحدث من اليونانية (المكتوبة في نهاية القرن اﻷول) ، وتختلف عنها قليلاً.

ومريم المجدلية امرأة كانت خاطئة ، وتختلف اﻷناجيل في نسبها ، غير أن المتفق عليه أن السيد المسيح أنقذها من الرجم فآمنت به وغسلت قدميه الكريمتين بالعطر ، وتابت.

اﻷصول الوثنية للمسيحيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن