25 دقيقة - الدقيقة 2'

178 8 5
                                    


بمجرد شروعي في كتابة هذه الكلمات نسيت أن أعرفكم بنفسي فقد سحت في مخيلتي و لم أدرك ما أفعله.
- لا ، لا ! تجاهلوني فلست شخصا يستحق معرفته ، فالأبدان ستزول و تبقى الأقاويل.
لو كنت من النوع الذي يريد أن يكون علاقات إجتماعية ليس بالخصوص غرامية فهي في الأخير مجرد أكذوبة ، أحيانا أخلو بنفسي أتأمل غباء بعض الناس ، هل هم حقا مدركون أن الحب لا ينفع رغم ذلك يتعاملون به و يتهافتون وراءه أم أنهم غافلون عن ذلك ؟ لكن عندما أصحو أتيقن أنني كنت يوما ما منهم، فأكبر أخطائي أنني أحببت يوما . أنا أتحدث عن تكوين روابط بين أناس من مختلف الأعمار لا يهم جنسهم . لو كنت كذلك فأنت قد خدعت أو قذفت مرة واحدة أو ربما أكثر لكن كن متأكدا من ذلك . أنا لا أدفعك نحو الوحدانية لأنها سجن أنت من تبنيه ثم تدخله و توصد الباب على نفسك ثم ترمي المفتاح خارجا من بين القضبان ، أنا فقط أحاول مواكبة مشاعر الناس و الإستفادة مما يخطؤون فيه .
  الخوف من الموت أصعب من الموت في حد ذاته ، عش حياتك بحلوها و مرها استغل الفرص و استعد للشدائد و اصبر عند وقوعها . الحياة مجرد سباق  تسارع تنتظر دورك لتحكم زمام الأمور و الشعلة بيدك ، ستستغل البداية القوية لأن الإنطلاق بتعثر سيشكل حفرة ندم بالنسبة لك في ما بعد ، لن تنال سوى أفعالك فالدنيا دار فناء . أحرص على ترك بصمتك قبل حمل الحقائب
أن تخرج كلمة أصعب من أن تكبح صوتا ، مهما كانت شجاعتك سأيتي يوم لن تستطيع رمي الكلمات خارجا ستتلعثم ،ستسبق دقات قلبك الزمن و لكن حينها سيعم السكوت حولك و الفوضى و الصخب يقلبان نجواك رأسا على عقب .و السبيل الوحيد الغير مجدي و الغير مرضي الذي ستتمسك بحباله ليس للتسلق نحو النجاح بل لضمان فرصة أخرى على الأقل . الحياة نفق طويل المدى لكن لا نظن أن النور في نهايته هو الأمل بل قد تكون جهنم دنياك تنتظرك .
   وضعت الأحلام لكي لا تتحقق فإذا تحققت فهي واقع منذ البداية ، لم أرد أن أروي قصتي لكن شاءت الأقدار أن تنسكب الدموع و تملء إبريق الحمى و تفيض القلب حرارة ليقوم بما عليه من دور و يصدر صوت البخيخ داخله ، رغم أنني أود دائما أن يبقى القلب الجليدي الذي طالما تمنيته أن يكون بعيدا عن تلك التفاهات. بعيدا عن أشخاص رفعت قيمتهم لكن مع الوقت تحققت مقولة كل ما علا الشيء زادت حدة سقوطه ،و هذا ما جعلني أفكر في تقدير و تصحيح الزلات التي وقعت عيني بها و حملت يدي بأوزارها و ثقل رأسي بتفاصيلها، حتى تتسنى لي الفرصة في أن أشكر كل شخص حافظ على مقعده منذ البداية رغم خوفي من أنني إذا اعتليت منصة الشرف لن أجد أحدا لتقديم له الوسام . لن تجد حضن يلم بك كما تفعل أمك و لن تجد منصة ترفعك كنصائح أبيك ،أدرك هذا مبكرا .
  لا يهم فقد تعودت على غرفة تتسع لشخص واحد دخولها سيفتح لك المجال للتعمق في زواياها التي لا تكاد تراها لبعدها .

عقرب الساعة لسعنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن