لن أكذب عليكم لم أشء أن أكتب دقيقة اليوم و أنا في هذه الحالة ، لا بأس في الكل الأحوال لن تفهمون قصدي .
منذ الصغر و نحن نحفظ عبارة العلم النور و الجهل ظلام ، صحيح أن العلم نور لكن وضعنا لا يسمح لأن يكون هذا العلم حتى عود ثقاب . فأنا شخصيا لم أنتفع به خارج المدرسة .صعبت علي الأمور،أصبحت كالإبرة العارية أكسو غيري و أنسى نفسي . إنني في حالة لا يمكن وصفها سوى بكلمة واحدة شاملة "ميؤوس منها" . يقصدني الناس باستمرار لاستشارتي في مشاكلهم و اقتراح بعض الحلول، الغريب أن أفكاري تنجح .و لكن عندما أنظر إلى نفسي ، أقابلها و كأنها عدو فهي تخالفني الرأي في كل شيء لا ترضى بالمصالحة.
حتىّ ضميري الذي كان يقف بجانبي بدأ بالملل مني و كأنه يئس المحاولة . هل لهذه الدرجة الحياة صعبة أم أن زنزانتي هي من تخيّل لي ذلك . أردت الفرار فلا حاجة لي للرؤية من وراء القضبان دون تجربة أو خوض مغامرة . لكنني نسيت أن المفتاح رميته خارجا . و بهذا أصبحت سجين نفسي و ساجنها ظالم في حقها و مظلوم من سيئات أعمالها.
أشتقت إلى أيام كنت لا أعلم سوى بعض الكلمات . عينان بريئتان خلف تلك النظارات المدورة . حقا لقد تغيرت كثيرا فقد جربت ميادين لم يكن شريط أيامي يذكرها ...
لا بأس ، ندمت قليلا لكن تعلمت كثيرا فلا تجربة مرت علي بدون أن أتعثر في إجابة عن أسئلتها و بالتالي العقاب . قاسية تلك الكدمات لا تجعل منك سوى مثير للشفقة لا قويا كما تحسبون . فما يجعلك قويا هو ذاتك فقط بمحض إرادتك . في النهاية الحياة كسباق حواجز عليك أن تصل إلى النهاية بتجاوز العوائق التي هي التجارب . لقد فقدت الإلهام كل ما أريده هو بال مرتاح ، لا شيء يزف أذني و لا شيء يثير عيني ، الراحة فقط .ما بال هذه الحياة قاسية, أ تعرضت للتأنيب و أرادت تفريغ حقدها فينا ؟ هي لا تعلم من تواجه ،تافهة . ربما خططت لشيء لكن لا بد أن هفت عن الثغرات تلك الثغرات لا يمكن سدها . كلما زادت المنافسة زاد الشغف و كلما زاد الشغف عاد الأمل . ستهزمين في الأخير ، أعدك .