ما تُخفيه الأقنعة

الجزء التاسع

تذكير بالأحداث :

(تنهد بقوة)
-انتِ لستِ عديمة الفائدة..في الواقع برأيي انت الوحيدة التي هي ذات فائدة هنا..

ابتسمت بين تلك الدموع التي كانت تذرفها مما جعل عيناها الرماديتان تتلألأ، وقد احمر انفها ووجنتاها، هذا تاكيداً هو اجمل تعبير يظهر على وجه احدهم..

-اذا هل ستخبرني؟؟
(ابتسم لرؤية وجهها متورداً هكذا)

-اجل سأفعل.

------------------------------------------------------------------

-لأخبرك اولاً اجيبيني..هل سبق وان قابلت شخصا تنبعث منه هالة ملائكية،ثم فجأة تلمحين على راسه قرني شيطان؟؟

(بتذكرها لفايوليت اجابته):
-نعم،اعتقد اني قابلت شخصا كهذا من قبل.

-حسنا،اذا اظنك تفهمين مقصدي..الأمر اني رغم رؤيتي لقرني الشيطان ما زلت بطريقة ما اصدق تصرفاته الملائكية..هو يقوم بأشياء تحيرني..يُفترض بانه شخص طيب..لكن بالتفكير بالامر اجد انه كان ممثلا بارعا فحسب..المشكلة ان في قلبي جزءا يرفض التسليم بهذا..نحن قريبين جدا من بعضنا،وروحي تتقطع الى اشلاء صغيرة..اود فعلا ان اعرف،ما مبرره لما يقوم به؟حيرتي تقتلني..وألمي يعتصرني حقا.

-لمَ لا تسأله عن سبب تصرفاته ؟

-اظن انني خائف..خائف من اجابته..اخشى ان يجيبني بما يؤكد لي ان الملاك الذي عرفته كان مجرد قناع..عندها لا اعرف حقا ما الذي يتوجب علي فعله..!

-اذا؟..تبقى هكذا؟ اسمعني..لربما هو لن يجيبك..ربما سيكذب..وربما..من يدري..سيقول لك الحقيقة،لكن بقولك انكما قريبان من بعضكما،انت مدين له بسؤاله.

-وبعدها؟؟ ماذا سيحصل؟

-لا يمكنني الجزم بما سيحصل حقا!! لكن اي شيء سيبقى افضل من ان لا تفعل شيئا،وتطلق عليه الأحكام.

-اتظنين انه يجب ان اسأله حقا؟

-لا..انا متأكدة من ان عليك هذا.

(ابتسم وقد بدا عليه الاقتناع)
-حسنا، سأفعل..شكرا لاستماعك لي..افدتني فعلا ..
(تابع ممازحا وهو يبعثر خصلات شعرها بشقاوة)
ياعديمةَ الفائدة..
ضحك بعدها وخرج من الغرفة راكضا..

ضحكت هي بخفة..بدأ يعود الى طبيعته بالفعل..
تأملت حولها قليلا ثم انصرفت لتبدأ اعمالها..كانت تشعر براحة لذاك الحديث الذي دار بينهما،إيميت فتح لي قلبه،هو لا يفعل هذا عادةً لأي كان،إني ولسبب ما أشعر بسعادة عارمة.

وصلت للمطبخ،صاحت بها جولي:
-ايتها الصعلوكة الحالمة،لم تأخرتِ هكذا؟؟
(ناولتها عربة الطعام وهي تكمل)
-سيأتي الملك أخيرا اليوم،وستأتي معه زوجاته،سأتركك لازابيلا..هي ستعرف كيف تؤدبك!