ما تُخفيه الأقنعة

الجزء الثالث:الشاب الغريب..والخطيبتان

قررت أغير الموعد لليوم :) (الاثنين)
رجاءا لا تنسوني من الفوت
العبارات الي تعحبكم والفقرات علقوا عليها
استمتعوا

تذكير بالأحداث:

هي لم تبكي منذ مدة،كل الأمور التي حصلت في حياتها كانت كفيلة بأن تبكي حجراً لكنها لم تبكيها..
إن البكاء لا يعني بالضرورة أنك ضعيف، بل يعني أنك قد كنت قوياً لمدة طويلة ..تفوق التحمل.
غارقة بدموعها..بعيدة عن أي شيء..جسلت تحت ذاك القمر الفضي وضوءه الباهت..

خطوات سريعة خلفها..

ذراعان قويان احتضناها من خلفها..
وضع رأسه قرب رأسها وهمس:
أرجوكِ لا تبكِ ،أنا أحبك

----------------------------------------------------

أتسعت عيناها دهشة،رفعت رأسها،أرادت ان تلتفت لكن يداً حانية مرت على خدها قد جعلتها متمسمرة،

مسح دمعتها،وخطى خطوة إلى الخلف سامحاً لها باختلاس النظر لتتعرف هويته..
التفتت ببطئ..الظلام دامس..بريق عينيه هو ما كان ظاهراً من ملامح وجهه كلها..
ترددت طويلاً قبل أن تتفوه بكلمة،كانت فقط جالسة ثابتة،جسد بلا وعي..عقلها في مكان اخر..
اسئلة مليارية تطوف في دماغها بغير هدى، لكن سؤالاً واحداً كان يلح بقوة لطرحه...
لم تستطع إيقاف ارتجاف أوتار قلبها ..ولا أوتار حنجرتها..صوتها الذي بدا وكأنها تجاهد لأخراجه..نطق أخيراً
-من أنت؟!
تبسم حتى ظهر صف أسنانه،وقد بدا بياضها القمري واضحاً في ذاك الظلام..
- أنا ؟..انا من تهت في عينيك دهراً دون أن أعرف طريق الخروج..
أنا من أوقعته أنتِ في شباك سحرك دون أن تدري..
أنا من تبعت ظلال عينيك الرمادية بغير هدى..
رغم أني أعرف أن في اتّباعها ضياعي..
أنا من كنت له ملهمة..ومن كتبتُ لأجلكِ أشعاري.

ابتسمت ابتسامة عريضة..والحق أن كلامه المعسول أذاب قلبها..ونسيت مغزى سؤالها فعلا.

- لابد أنك مخطئ،أنا لست أميرة

-أنت لست أميرة،لكنك أميرتي..إني أعرفك تمام المعرفة يا ليزا..ولست بمخطئ..
ما كنت لأخطئك حتى لو أردت ذلك،فدقات قلبي دائماً ما تدلني اليك...

كانت بحاجة في ذاك الوقت إلى شخص تسند رأسها إلى كتفه..
وربما قد جاء هو في الوقت المناسب..
دفعت نفسها بين ذراعيه وكأنها كانت تنتظره منذ زمن،وغمرت دموعها وجهها مجدداً..
لم ينطق هو بكلمة،اكتفى باحتضانها كطفلة،ومداعبة خصلات شعرها الحريرية.

جلسا هكذا طويلاً..غافلين عما حولهما..
غير منتبهين لأعين تراقبهما من بين الأشجار البعيدة.

ابتسم بخبث..وخطا هاماً بالرجوع إلى الحفل قبل أن تكسر خطواته بعض الأغصان..

سمعا الصوت كلاهما،انتفضت هي..
-آسفة،علي الذهاب..لا يجب أن يرانا أحد هكذا،خاصة وأنا مرتدية هذه الثياب ..