الحمى

281 11 2
                                    

محبوس في هذه الغرفة المظلمه ، تحاول بشتّى الطرق ان تنام دون جدوى ، تغفو قليلاً ثم تستيقظ لمدة أطول من الفترة التي غفوتها ، تتذكر أنك متعب جداً من لعب الكرة أثناء مرضك ، مع أنك لم تنسى ذلك إلا أنك تذكرته فجأة ، لا تريد أن تصاب بالحمى فهذا آخر ما تتمناه ، تتقلب محاولاً الوصول لبوابة النوم البعيدة غير المرئيه ، أنت هنا تصارع النوم و خوفك من تطور مرضك للوصول إلى الحمى ، تصارع و كأنك تصارع ثوراً لا ذنب له غاضباً بعد ان غرست الرماح في ظهره ، تغلق عينيك فترى تلك النجوم المتحركة المزعجه ، تفتح عينيك فترى الظلام المحيط بك ، تحاول ان تنام جاهداً ، تحاول و تحاول ، و أخيراً تصاب بالحمى .

تيأس من محاولات نومك الفاشلة بعد ان ظهرت بنتائج عكسية غير متوقعه ، و تدرك بأن الحظ يلعب لعبته المملة معك ، تقوم من على سريرك الكبير الذي لطاما شعرت بأن حجمه أكبر من ان تنام فيه ، تترنح في غرفتك كالمخمور ذاهباً لمكان لا تعرف أين هو ، فقط تطلق العنان لقدميك بالسير و الخروج من ظلمات تلك الغرفه ، تفتح هاتفك ، ليس لسبب ما ، فقط تريد ان تفتحه ، يتحرك إصبعك نحو الصور لا شعورياً و تفتح صورة المطر تلك ، تنظر إليها ، تشتاق للمطر بعد أن إختفى تاركاً بحيرات صغيرة موزعه بمقاسات و معايير مخصصه لكل شارع ، و كأن المطر نزل من السماء ليستقر في الشوارع موضحاً أماكن الحفر ليتفاداها المارّه ، تتذكر كيف كان شعورك عندما إلتقطت هذه الصورة ، مقارنتاً بالآن ، تشعر و كأنك سُحبت بسلاسل صنعت خصيصاً لك و لهذا اليوم لكي تجرك من رغد العيش إلى سجن المستشفيات ، حيث الرائحة نفسها في كل مشفى ، و أولئك الممرضين و الممرضات يتجولون في أنحاء المشفى و كأنهم يقولون للمرضى ( لا تقلقوا ، ما زلنا أحياء ) ، و ذلك العجوز الغاضب الذي لا ترضيه أموال و خزائن قارون يذم و يصرخ على موظف الإستقبال و يصف المشفى بكومة القمامه عديمة النفع ، فقط لأن التلفاز في غرفة الإنتظار لا يبث قناته المفضلة الشعبية الممله ، عالم كئيب حيث كل الألوان بيضاء ، تكره واقعك ، لكن يبدو أنك ستذهب هناك .

- يتبع -

المَخْرَجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن