الرحيل

31 1 1
                                    

مرت الآن ثلاثة أسابيع على بقائي وظلي في الكوخ بعد ان تركني الرئيس.

لم اعد افهم شيئاً لدرجة انني قد نسيت وجوده في فترة ما من بقائي هنا. أنا حتى لا أدري كان حياً أم لا. او حتى ان كان يجب على انتظاره ، قد يكون ميتاً أصلاً ويجب على ان امضي في البحث عن المخرج.
لقد اردت ترك الكوخ قبل اسبوع او اكثر ، لكن لسبب ما شعرت انه يجب علي ان انتظر عودته.

المكان موحش هنا ، لقد قرأت بالفعل كل الكتب في مكتبة الرئيس، بل انني قد قرأت بعضها مرتين ايضاً، لكنني على الأقل لست وحدي، بالطبع قد لا يكون ظلك هو الرفيق الأمثل لقضاء ثلاثة أسابيع معه في كوخ في منتصف غابة تريد ابتلاعك في اي لحظه ، لكنه على الاقل اضاف بعض الروح للمكان. رغم انه لم يهمس بأي كلمة حتى الآن، إلا انه قد يؤنس وحدتك بشكل او بآخر.

. . . . . . .

في أثناء تحديقي بقطعة فطر أشبه بقبعة الأقزام السبعه الخاصين ببياض الثلج ، اتخذ قرار تركي للكوخ والمضي قدماً. اخذت سكينتي وجمعت بقايا الخبز التي تغذيت عليها يوم أمس وحزمت بقية اغراضي وعزمت على الرحيل. كان ظلي نائما على كرسي خارج الكوخ فلما ايقظته ادرك انني قد هممت بالرحيل فأخذ الاخر يجمع قطع الشطرنج الخاصه به ويضعها داخل بطنه. نعم هو يحمل اغراضه داخل بطنه، قد تظن ان الامر غريباً في البداية، لكن بمجرد ان تتذكر ان الشخص الواقف امامك هو ظلك سيصبح كل شيء قد يفعله أقل غرابه.

أغلق باب الكوخ والقي نظرة أخيرة للمكان وابدأ المسير. قطعت طريقي للامام من خلال غابة كثيفه من الاشجار والنباتات.كانت الشمس وقتها للتو قد اشرقت فبدأ نورها يتخلل اغصان الاشجار معطياً لمسة أشبه بالسحر.
وكما قد أخبرني الفتى المدعو هاوك، ابدأ بجرح الاشجار تاركاً اثراً لطريقي ، وكردة فعل ، يقوم ظلي بفعل نفس الشيء.
لم تمضي نصف ساعة منذ بدأت السير بين الاشجار تاركً الكوخ ورائي حتى بدا لي كوخ آخر. انا لم اغادر الكوخ قط منذ تركني الرئيس هناك لذلك لم أكن على علم بوجود كوخ آخر بالقرب. إلا ان ذلك ولسبب ما قد اعطاني قليلا من الأمل بان أجد بعض المساعدة هناك.
عجلت من خطواتي حتى اصبح الكوخ قريبا مني.
لكن مهلاً، هناك شخص ما يقف فوق سطح ذلك الكوخ بشكل إستعراضي بينما يدخن غليوناً ويبعث الدخان بكل فخامة تماماً وكأنه أحد نبلاء العصر الفكتوري.
لم تكن الرؤية واضحةً تماما من حيث اقف ، لذلك اقتربت بحذر متخفياً بين الأشجار حتى تتسنى لي الرؤية بشكلٍ أفضل.
أنظر الى ذلك الشخص بتمعن بينما يقلد ظلي التخفي بين الأشجار.
لا شك.
انه هو.
انه الرئيس.

المَخْرَجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن