أين وحيدتي؟

760 15 0
                                    

.....دخلت الأم ببطئ لأنها أحست بتغيرات في تصرفات إبنتها فأرادت أن تطمئن عليها .....أدخلت قدمها اليسرى ثم تبعتها اليمنى تجول بعينيها البنيتا اللون و الذي أتعبهما شغل المنزل ........نظرت إلى كل ركن من العرفة فلم تجد عزيزتها...ترى أين هي ؟ ....خافت الأم أكثر مما كانت عليه لم تحتمل الوقوف فاستندت على الطاولة التي أمامها ....لكن حالما وضعت يديها تحسست عليها رسالة ....أدارت رأسها نحوها ببطئ و هي تتوقع الأسوء ......ما تكاد تصل إلى الرسالة حتى أصبحت كلها مبلولة من العرق ....أخذت تحمل الرسالة بيدين ترتجفان خوفا ....لم تكن تدري ما أخافها لكن كانت وحيدتها .....أحبتها و كأنها هي ......أعطتها كل ما طلبته حتى لو كان غاليا ...كان خوفها الوحيد أن تراها تعيسة أو أن تفقدها أمامها ....فكانت كل سجدة تتخللها دعوات لله أن يحفظها و أن يميتها قبل إبنتها ..........لكن لم تتوقع أبدا أن تصل لمرحلة لا تجد  فيها إبنتها أمامها.
******
.......   فتحت الرسالة ...لاحظت شيئا سقط منها لكن لم تعره إهتماما .....  قرأت الكلمة الأولى  ....تلك الكلمة التي زعزعتها و أسقطت دمعتها المسكينة ...عبرت تلك الدمعة تفاصيل وجهها  قبلت خدها حتى نهاية الطريق أين سقطت على تلك الورقة المنكمشة ............إلى أمي العزيزة ....يالها من كلمات .....تبدو عادية لكن في تلك اللحظة كادت أن تودي بروحها .........أكملت و هي ترتجف ........"نعم .أمي العزيزة أعلم أني قصرت في معاملتك هاته الأيام .....نسيتك ....أسفة ...لا أدري لماذا؟....الحقيقة ...مررت بمشكلة"..
........توقفت الأم عن القراءة ..لقد تمنت في تلك اللحظة لو كانت أمية ....أحست أن إبنتها ذهبت بدون  رجعة و هذه ماهي إلا رسالة وداع ....أكملت بتأني و الدموع تغطي بعض الحروف ........."أمي...لقد احببت أحدا......إنه مثل أبي ...نعم إنه بارد المشاعر ....لا تخافي لم أفعل معه شيئا لأنه لا يعرف وجودي ......أردت فقط أن أودع..."
.....لم تكمل الأم قرائتها، لقد تعجبت أن إبنتها كانت تحب و لم تقل لها ...و مازادها حيرة أنها إعترفت في رسالة ...ألهذه الدرجة لم تكن  لتعترف أمامها  .....ماهذه أتودعني ؟اين ستذهب؟ .....بكت الأم بحرقة على قلب إبنتها و آلمها مجرد التفكير أنها أحبت رجلا...........تذكرت الأم أنها لم تكمل القراءة ..............."أردت فقط  أن أودعه بإعترافي لكي إنها غلطة و لن تتكرر هل تسامحينني؟"....إرتاحت الأم بعد أن عرفت أن إبنتها تستعين بها في وقت الشدائد و لم تفكر أبدا في أن تخدعها ...........نعم تلك الفتاة تلك الأميرة أحست بثقل كبير في قلبها جراء إخفاء سر كبير كهذا ....لكن أين هي؟ أين وحيدتها و لماذا ليست في غرفتها؟.............مازال قلب الأم خائفا على محبوبتها...........تذكرت أنها أسقطت شيئا عند فتح الرسالة ،إلتقطته وجدته على شكل هدية فتحتها الأم و هي تدعو أن تخبئ الأجمل ....وجدتها رسالة أخرى لكن هذه مختلفة عن الأولى ترى ماذا يمكن أن تحمل في جعبتها.........

فتاة فقيرةOù les histoires vivent. Découvrez maintenant