الفصل الأول الجزء الثالث

6.8K 133 6
                                    


- لقد اخبرتني انها تسمي سميث و لكنني كنت اعتقد ان ذلك مجرد مزاح ...
- ربما لا فهناك عدد كبير جدا من الناس يحمل لقب سمث .
نظقت هيلين بهذه الجملة الاخيرة و هي تحاول بكل جهدها السيطرة علي نفسها حتي لا تفقد توازنها امام حدة نظراته .
- انت تشبيهنها كثيرا ... ربما يكون لديك اخت توأم ؟
هزت الفتاة رأسها بالنفي، فقال هيرمان :
- شبيهة لك ؟ يا الهي كنت متأكدا ان ...
بدا تائها وسط افكاره و كأنه يتحدث الي نفسه .
قالت هيلين :
- هل ... كان بها شيئ مميز ؟
و الحق انها كانت تشعر بالفضول لمعرفة هذه الفتاة التي اتثرت في مثل هذا الرجل كل هذا التأثير .
- نعم .. شيء مميز جدا .. لقد ادركت ذلك لتوي .
- هل كنت تحبها ؟
فجاة بدا لها هذا السؤال غير معقول .
- كلا بالتأكيد لا يمكن ان تكون قد احببتها فأنت لا تعرف حتي اسمها .
- لم يكن ليدنا الوقت لنتعارف .
فهمت الفتاة مغزى كلامه فشعرت بالارتباك و تمتمت :
- حسب فهمي كنت انت و هي ...
- مجرد مغامرة عابرة ... ليلة .
فوجئت الفتاة بالأجابة ثم قال هيرمان :
- و يا لها من ليلة !
- و هل تظن انني من طراز هؤلاء الفتيات ... من النوع الذي يغامر بقضاء ليلة مع رجل لا اعرفه ؟
اكتسي وجه الفتاة بالضيق و اضافت :
- كيف تجرؤ علي ان تراني مثل الغانية ؟
- لم اكن اقصد ذلك ! كما و انني لو ارد اقول اي شيء يخصك و لكن الآنسة سميث لم تكن ابدا غانية فقد كانت عذراء و كانت في غاية الخجل هي الاخرى و اعتقد انها لن تفقد حياءها ابدا مهما اقتربت منها ...
قاطعته هيلين :
- لا داعي لذكر التفاصيل فهذا شيء لا يعنيني .
كان هيرمان قد نسي تماما الي من يتحدث و الحق انه بمجرد ان ينظر اليها كانت تشتغل رغباتها
- هيرمان ارجوك .
- ماذا ؟
كان لا يزال ينظر اليها بنفس الطريقة .
- معذره يا هيلين .. و لكنك قرينتها و اخشي ان اسبب لك ازعاجا دائما بسبب ذلك ..
سألته الفتاة بعصبية :
- ماذا كنت تفعل لو كنت انا هي .. اقصد الآنتسة سميث ؟
- و لماذا هذا السؤال ؟
شعرت الفتاة بالشك في عينيه و لاحظت انه لم يقتنع تماما بانه لم يتقابل معها من قبل ، فتمتمت قائلة بينما كان ينظر اليها هامسا :
- لأن ... جريج ...
- أه فهمت اذن لقد حكي لك جريج ما حدث بيني و بينه ؟
- بالتاكيد فنحن لا نخفي شيئا عن بعضنا .
رفع هيرمان حاجبيه متشككا .
- و هل انت متأكدة انك لم تخفي عنه شيئا ؟ اذن حسب ما فهمت انت تعتقدين انني افكر في ازعاجكما فأحاول الثأر منع باءدعاء هذا اللقاء بيننا للمرة الثانية يا هيلين . هل انت هي ؟
- كلا !
فجاة ظهر صوت هانا علي السلالم و كانت تنادي :
- هيرمان !
زال التوتر عنه و ابتسم قائلا :

- للأمهات دائما طريقة معينة في نداء ابنائهن الا ترين ذلك ؟ و مهما كان ما يردنه من ابنائهن فنحن نتساءل دائما ما السبب في طلبنا !
قالت هيلين :
- و لكنها طريقة تبعث في انفسنا الطمأنينة مهما تقدم العمر بنا فأنا افتقد والدتي دائما و ظللت حتي اخر لحظة في عمرها ابنتها الصغيرة في حين انني كنت في الثامنة عشرة من عمري و كنت اعيش بعيدا عنها انذاك .
ابتسمت الفتاة بدفء و اضافت :
- والآن تحل هانا محل أمي ... فعندما تناديني اتذكر والدتي علي الفور .
- يبدو انها تحبك كثيرا فلم تتوان عن المدح فيك في رسالتها الي عندما بعثت الي بصورتك و الآن اعذريني علي نا سببته لك من ازعاج يا هيلين ، كما انه افضل للجميع ان اكون مخطئا في ظنوني .
ثم انحني نحوها ووضع شفتيه علي خدها فشعرت الفتاة بالقشعريرة تسري في جسدها ثم ابتعد عنها مترددا و قطب جبينه بينما كان ينظر الي شفتيها فففهمت الفتاة علي الفور فيم يفكر ..
تري هل كان لشفتيها نفس المذاق الرائع لشفتي الفتاة التي تشبهها .
صاحت هيلين :
- هيرمان ، كلا .
فنظر اليها و قال لها :
- فنظر اليها و قال لها :
- اعتقد اننا نفهم بعضنا بسهولة جدا ..
ثم اضاف ببطء :
- فانا لم انطق بكلمة واحدة ... و مع .. ذلك ..
علا صوت هانا ثانية :
- هيرمان لقد اعددت لك الطعام !
تماسكت هيلين و قالت بصوت ضعيف :
- من الافضل ان تذهب .. ان هانا تتحرق شوقا للحديث معك كما انني سألحق بكما في الحال بعد ان اقوم ببعض الاعمال .
جاهد هيرمان في تهدئة نفسه ثم قال :
- اتفقنا .. لن تفوتنا الفرصة لنتعارف مادمت سأبقي هنا عدة اسابيع اخري ..
ثم ابتسم لها ابتسامة جعلتها ترتجف .. ان ذلك حقا ما تخاف منه !
قطبت الفتاة جبينها فرفع هيرمان يديه نحو السماء و قال و هو يرجع ال الوراء :
- سأتركك ! الي اللقاء !
- و كانت ابتسامته مشوبة بسخرية واضحة .
- فانا لا اريد لأمي ان تصعد الي هنا فتجدني في حجرتاك فتظن بك السوء ! .
- لا يمكن لأي شخص ان يظن بي السوء كما انني لا اسمح بذلك !
همس قائلا و هو يبتسم :
- سأتذكر ذلك .
ربما يكون ذلك وعدا مكنه ! .
بعد ان غادر هيرمان الحجرة اخذت هيلين تقطع المكان جيئة ذهابا يعصبية شديدة و شعرت انها متورطة في شيء ما بطريقة غير واضحة تري ما الذي يملكه هيرمان ليوصلها الي حد الشك في نفسها ؟

*******************

ليلة عابرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن