الفصل الرابع
تنهدت هيلين و هي مقطبة الجبين بينما كانت تجلس امام المائدة الخشبية الصغيرة و قد وضعت عليها قطعا من الأقمشة المختلفة الألوان و كان ما يشغلها هو صنع بلوفر من هذه الاقمشة و لكنها لم تنجح حتي هذا الوقت .
- يا لها من ليلة سيئة !
ثم رفعت عينيها لتري الوجه البرئ الجالس امامها كانت جيني فتاة شقراء مرحة و الحق ان هيلين كانت تعشق العمل معها .
- لنقل انها كانا ليلة متعبة .
رفعت جيني حاجبيها و قالت :
- مع شخص من ظراز جريج أظن الليلة الهادئة تصيب بخيبة أمل اليس كذلك ؟
كانت ابتسامة جيني تدل علي حيوية و سعادة مما جعل هيلين تشعر اكثر ارهاقا و عندئذ سمعت الفتاتان ضوضاء في الناحية الاخري من المحل اي من وراء الستاءة التي تفصل بين الـ اتيليه و المحل فنهضت جيني و قالت و هي تتجه بحماس نحو الطرف الآخر من المحل :
- ستحكين لي كل ما حدث بالتفصيل اثناء تناول الغداء .
كانت تقصد الاحداث التي جرت لها و التي جعلتها تظل طوال الليل ساهرة بلا نوم ارتعدت هيلين بمجرد تذكرها ذلك .
لقد فكرت في حوالي منتصف الليل ان تتصل بشقيقتها في هونج كونج و فعلا اتصلت بها و لكنها عرفت ان سوزان تنوي الخروج مع زوجها لقضاء السهرة في الخارج بعد.
- حسن ... لقد تعرفت علي شخص يدعي انه تقابل معي هناك في العيد ... و انا لا اتذكر ذلك .
- - آه تريدين ان تقولي انك نسيا ذلك ! و انا التي اعتقدت انك تريدين تكتم امر حماقتك هذه ...
- حماقتي ؟
- ممم ... اي ! اعذريني كنت احاول وضع دبوس في شعري بيد واحدة ... و الآن ... نعم ... لم أكن اجرؤ علي الابتعاد عن الفندق حيث كنت اعاني الغثيان ، كما كنت اخشي ان اسبب لك ضيقا و كان يبدو عليك انك تريدين قضاء وقتك كيفما تتمنين ! لذلك اععدت لك بعض النزهات و في اليوم التالي ذهبت لقضاء العيد في الخارج .. و لم تعودي قبل حلول الليل و كان الوقت عندئذ يسمح لك بالكاد باستقلال الطائرة في الصباح .
- سوزان ! لماذا لم تخبريني بذلك ؟
- لانني كنت اعتقد انك تعرفين كل ذلك ! و ما قيمة كل هذا الآن ؟ انها قصة قديمة !
- و لكن ... ربما كنت قلقة ...
- لقد قلت لي يا عزيزتي في المطار قبل سفرك مباشرة : ان العلاج الكيميائي يجعلك عاجزة عن استيعاب بعض التصرفات بصفة مؤقتة .. كانت هذه كلماتك بالحرف الواحد .
- آه !
- و انه لا داعي ان اقلق نفسي في هذه الامور و في نتائجها الصغيرة .
- انا لا اصدق انني قلت كل هذا .
- ارجوك لا تكوني غبية ! لقد كنت تضحكين و قلت لي : انك قضيت اروع ليلة في حياتك ... و كنت سعيدة اثناء ذهابك فقد كنت في الرابعة و العشرين من عمرك و لكنك ناضجة جدا ... و اعتقدت عندئذ انه من حقك ان تستغلي كل لحظة في حياتك قبل استقبال كل ما كان ينتظرك ... لو كنت اعرف وقتها من فتي الاحلام هذا لأعطيته نيشانا و لتذهب توصيات امي الي الجحيم !
اخبريني يا هلين ...
ثم اضافت بجدية :
- هيلين لا تخبري جريج بكل هذا ن فذلك خطأ كبير و نصيحة لا تحاولي ان تعرفي اي شيء عنه او عن ماضيه فلابد ان له بعض المغامرات كأي شاب اخر في مثل سنه و الزواج يا عزيزتي رحلة طويلة يجب ان تبدئيها بصدر رحب !
و علي كل حال بما انك لا تتذكرين اي شيء مما مضي لا داعي إذن لأن تعذبي نفسك بهذه القصة .
بعد انتهاء المكالمة لم تستطيع هيلين ان تهدأ او ان تتخذ قرارا يحدد تصرفاتها المقبلة .. لو تستطيع تذكر ما حدث بينها و بين هيرمان فقط خلال هذا اللقاء القصير ... ربما تتمكن بعد ذلك من نسيانه و لكن فكرة
عدم تذكرها و عدم معرفتها تزعجها امثر و تسبب لها عذابا دائما لدرجة انها اصبحت تشعر انها انسانة غريبة عن نفسها .
و في وقت متأخر من الليل سمعت هيلين جرس الباب فسعدت لعودة صديقتها جيني مبكرة من عملها لابد انها نسيت مفاتيح الثقة و لكنها عندما فتحت الباب وجدت امامها هيرمان و في يده نسخة من قصة ملاك في الظلمات ثم قال لها بسرعة شديدة قبل ان يرحل حتي لا يترك لها الفرصة لأن تعبر عن ضيقها لهذه الزيارة المتأخرة :
- اقرئيها يا هيلين فقد تفهمينني جيدا !
بدأت هيلين تجمع قطع القماش المتناثرة و تشبكها ببعضها بواسطة ابرة الحياكة و كان ذلك عبارة عن بلوفر صوف طبيعي تنفذه من اجل عميل حسب طلبه و عندئذ غرقت في افكارها .و عندما فتحت القصة بعد ذلك بطريقة تلقائية و قعت عينياهاعلي الاهدااء :
الي ملاكي الحارس ... في انتظار لقائنا .
ثم بدأت القصة بينما تعد القهوة و تأثرت كثيرا بكل كلمة لدرجة انها بكت كثيرا .. فقد كانت البطلة تشبهها الي حد كبير و كانت كأنها تؤامها في ادق التفاصيل حتي في اثر الحرق القديم الموجود في باطن قدمها اليسري .
انتهت هيلين من قراءة القصة و هي تتناول فطورها و الغريب انها لم تشعر بالارهاق علي الرغم من هذه الليلة قضتها دون النوم و لكنها كانت تشعر ببعض الارتباك فقط .
و عندئذ ظهرت جيني امامها و هي تقول :
- هناك عميل معجب ببأعمالك ... رجل كندي علي ما اعتقد وفقا للهجته هل تقابلينه ام اتولي انا ذلك ؟ انه حقا شاب وسيم جدا .
فانفجرت هيلين في الضحك قائلة :
- تولي انت ذلك فانا مخطوبة ز
خطيبها نعم لا بد ان تتحدث اليه كانت عندما وت الي المحل في الصباح اتصلت بجريج و طلبت منه الحضور لتناول العشاء معها في نفس اليوم ووافق جريج علي الدعوة بعد ان تردد قليلا و لكنه تحدث اليها بصوت جاد و حزين .. من يعرف ربمل\ا يكون قد توصل الي بعض النتائج عقب لقائهما مع هيرمان في الملعي الليلي ؟
- هيلين ؟
ظهر رأس جيني من بين طيلت الستارة و قالت :
- انه يوم حظك فهو يصر علي مقابلة المصممة ن هيا اسرعي !
وضعت هيلين ادوات الحياكة و قامت لتدلف الي المحل في ابتسامة مهذبة و عندئذ قال هيرمان :
- صباح الخير يا هيلين لم اكن اعرف انك تملكين هذه الموهبة .. انها فعلا لوحات حقيقة للفن الحديث .. الم تفكري في اقامة معرض ؟
- هيرمان !
كان صوت هيلين يعبر عن اليأس اكثر من تقبل الامر الواقع .
فقالت جيني بأسف :
- آه .. انت تعرفيه ؟
- ان هيرمان هو شقيق زوجي المقبل ..
- اذن انت هيرمان نايت ؟ الكاتب القصصي ؟ لقد قرأت كل قصصك و اعجبت بها .. هل يمكنك ان تهديني واحدة ؟
- بالتأكيد ، و يمكنك طلب ذلك من هيلين ن فسنتقابل كثيرا خلال الاسابيع المقبلة ..
قالت هيلين :
- يقصد خلال السنوات المقبلة ... كما انك تعرف اننا نرحب بك دائما لزيارتنا ...
- آه ... و لكني اشك في ذلك ..
شعرت هيلين ان صديقتها تتحرق شوقا لمعرفة المزيد ..
إذن فاتغير مجري الحديث بسرعة ..
و اسرعت بقةلها :
- ما الذي أتي بك الي هنا يا هيرمان ؟
- حسن .. لقد جئت لأتحدث معك بشأن البلةفر الذي وعدتني بتصميمه .. ويمكننا التحدث عن هذا بالتاكيد اثناء تناول الغداء معا .
- معذرة لقد احضرت معي طعاما خفيفا لاتناوله هنا فكما قلت لك لدي اعمال كثيرة في هذه الفترة .
- و لكن يجب ان تتناولي طعامك ايضا .. و ليكن ذلك في نزهة في الحديقة الموجودة علي الجانب الآخر من الشارع .. لو كان يضايق جيني ان تتولي مسؤولية المحل وحدها خلال هذه المدة بالتأكيد ..
اسرعت جيني بالأجابة :
- كلا بالتاكيد ! كما انه لا يوجد عملاء كثيرون اليوم .. وسأتناول غذائي فيما بعد هيا اذهبا هيا !
قال هيرمان ساخرا و هو ينظر الي هيلين ك
- سيقينا الشرف من كل شيء !
حاولت هيلين عبثا البحث عن اي حجة تمنعها من الذهاب معه و لكن رفضها سيزيد فضول جيني بالتأكيد ..
و كان هيرمان يستغل هذا الوقت ليراقب الفتاة بعناية و لاحظ ثوبها المصنوع من القطن و كان عاديا جدا و بدون اكمام و لكنه ذو لون اصفر صارخ يلائمها كثيرا و يبرز لون بشرتها الاسمر .
و بعد دقائق قليلة كان الاثناء في طريقهما الي الحديقة بينما كانت هيلين تشغل نفسها بمشاهدة التصميمات الموجودة في المحلات المجاورة و كان هناك الملابس الباهضة الثمن المصممة علي الموضة و الملابس الرخيصة الشعبية .
كان شارع فيكتوريا بارك من الشوارع المميزة بوجود مبان قديمة مع وجود محلات كثيرة و متعددة بجانب الباعة الجوالين الذين يملئون المكان ببضاعتهم .
و اكثر ما كان يشد الانتباه في هذا الشارع محلات الاطعمة المختلفة فكان هناك منتجات مكسيكية و الصينية و الايطالية و عندئذ بدأت معدة هيلين تعترض علي الطعام الخفيف الذي احضرته نعها و المكون من الزبادي و التنفاح . و في النهاية دخل هيرمان محلا لبيع الخبز فاشتري خبزا فرنسيا ثم محلا اخر لبيع الجبن و الفطئر و اثناء لهتمامه بدفع الحساب طلب من هيلين شراء سكين .
و عندما وصلا الي الحديقة وضع هيرمان حقيبة الطعام و كان يح
أنت تقرأ
ليلة عابرة
Romanceروايات عبير . . ..{ الملخص<* مفاجأة العمر · يبحث عنها منذ خمس سنوات . . . امرأة من نسج احلامه . . ملاك ، دون اسم ، نجح في هدفه الليلة في تبديد ظلام حياته الي الأبد ، حلم الصين .. حلم ليلة . . و أخيرا وجدها . . مبتسمة و مشرقة ، كانت هنا أمام عين...