الفصل الخامس

832 13 0
                                    

اوقف نيكولاس الدراجة النارية خارج السوبرماركت وترجلت كاثرين بدورها بعد مجاهدتها للتمسك بالمقبض الحديدي الخلفي كي لاتحيط خصره بذراعيها ,ومع ان ذلك كان صعبا جدا الا انها نجحت في الوصول سالمة الى هذه المحطة ...
فيما دخلا المتجر اعلن بنبرة جازمة :..
_علينا شراء بعض الاطعمة والمعلبات ...
قالت ببرودة :..
_عليك السماح لي بدفع حصتي ...
هذه افضل طريقة للتعامل معه ,البقاء باردة ومتباعدة فلعل ذلك يضعه عند حده ,كان هذا ماقررته اثناء ركوبها خلفه على الدراجة النارية قبل وصولهما الى هذا المكان...
..
قال حين فتحت فمها للاعتراض :..
_لكنك ضيفتي في سكايثوس ...
لذا التزمت الصمت وعبست خلف ظهره فيما هو يتناول سلة ليضع فيها المشتريات ,كيف يعقل انه يعالج الامور وفقا لمشيئته معها هي بالذات فيما هو ذاك الشخص الذي يعيش حياته بشكل بويهيمي فوضوي ؟.. وان كان هذا هو حاله معها فما السبيل للتغلب عليه في مسائل اكبر كمسالة المنزل او حتى ......
_ماذا ترغبين بتناوله على الغداء؟..
_اه لافرق عندي لعل العجة ستكون مناسبة ...
..
_حسنا .
رد بلهجة مرتاحة :..
_ساشتري البيض ايمكنك احضار بضع علب لبن من هناك ...
واشار الى رف قريب فطاطات راسها واتجهت الى المكان لتجد العديد من العلب المتشابهة والمغطاة بالكتابة اليونانية ...

ترددت للحظات قبل ان تتناول علبة وتقول له :..
هل هذا هو اللبن .؟..
_لا ,انه جبنة انظري مكتوب على اللعبة تيري اي جبنة تلك هي علب اللبن واسمها جياورتي..
ابتسم لها قبل ان يتابع :..
_علي فعلا البدء باعطائك بعض الدروس في اللغة اليونانية ,اه ,واجلبي ايضا مرطبان العسل ذاك ,سنتناول اللبن والعسل كفطورنا غدا ...
..
فطورنا غدا ...ياللحميمية المشتركة وهناك حميمية ما في طريقة نطقه بالكلمات تلك وكانه متاكد انه قبل انتهاء الليل سيكونان متفقين ...
_هل تحبين ذلك ؟..
سالها وابتسامة خبيثة تلون وجهه وكانه قرا الفكرة التي تجول بخاطرها ...

تجاهلت هي عن قصد مقصده وقالت :..
_اجل ,اتذكر العسل منذ المرة الاخيرة ...
ثم استدارت مبتعدة ......

**********
_ساهتم بتنظيف هذه الصحون...
قالت ذلك ثم جمعت صحون الغداء واتجهت الى المطبخ سعيدة بوجود حجة لتهربها من رفقته ,لم تلق نظرة عليه فيما هو مستلق على الكرسي الهزاز وبيده فنجان القهوة ,وضعت الصحون في المجلى ثم فتحت الماء عليها واخذت تحدق بفقاعات الماء ,لم تعرف كيف مرت فترة الغداء,كان طعم العجة الشهي كطعم التبن في حلقها ,فهي كانت محتجزة في كرسيها امام نيكولاس فيما تلك الكلمات المدمرة التي قالها في المطعم تهيم في الهواء بينهما محولة كل اعصابها الى كتلة من التوتر المتفجرة ,سنكون حبيبين ...عن قصد وتعمد رفع هو التكليف بينهما الى اقصى حد...
..
_ساجفف الصحون...
جاءها صوته من الخلف فادركت انه وصل الى المطبخ بخفة دون ان تشعر هي به اطلاقا ,انزلق الصحن الذي كان بين يديها الى الماء وقالت دون ان تنظر اليه :..
_لاداع لذلك فستجف الصحون بمفردها ...
_حسنا ...
وحين اعتقدت انه عاد الى غرفة الجلوس شعرت ودون سابق انذار بذراعيه تحيطان بخصرها واحست به يلتصق بها ,استقامت في وقفتها ثم لم تجرؤ على مجرد التحرك لشدة ارتباكها وحنقها ...

حورية بحر الجليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن