الفصل السادس

709 13 0
                                    

المحتوى الان غير مخفي
هل جنت تماما بالفعل ؟عضت على شفتها لكنها اطلقت تنهيدة تعاسة رغما عنها ,تلك الاحلام في بستان الزيتون صباحا ولان هذا ,بعد يوم واحد من وصولها الى اليونان هاهي ابنة الرابع وعشرين ربيعا الهادئة الواثقة تتصرف هي تحيا مجددا عذاب ماقبل ثماني سنوات؟ولاجل الرجل ذاته ؟مهما كان ماتمر به فعليها كبح جماح هكذا عواطف هدامة وبسرعة...
..
انتبهت ان الموسيق تغيرت وانها لم تعد رقصة الدبكة ...
وشاهدت شابين من مجموعة اصدقاء نيكولاس يتجهان الى طاولة الفتيات الانكليزيات فيما كان نيكولاس يتحدث الى العريس صديقه...
فيما حدقت هي به استدار فجاة وكانه شعر بانها تنظر اليه ونظر مباشرة اليها ثم ربت على ظهر العريس وتركه عائدا اليها...

وقف امامها وتلك الابتسامة التي بدات تعتاد عليها تلون وجهه ومد لها يده قائلا:..
_تعالي لنرقص...
كانت كلماته امرا اكثر منها طلبا مهذبا لكنها تقلصت على كرسيها ,تراقص نيكولاس على انغام موسيقى حالمة؟..
..
_لا , شكرا , لاارغب بذلك...
لكنه كان يشدها وهي تتكلم واحاط خصره بذراعه وسحبها الى ساحة الرقص متجاهلا رفضها ...
رات كاثرين عيون
الانكليزيات الحاسدة وهن ينظرن اليها لكن ذلك لم يساعدها على تهدئة اعصابها ...

ظلت مشدودة الاعصاب في البداية ,مصممة على عدم الاستسلام ومراقصته,اماريج,,لكن ذلك استمر للحظات قصيرة فقط فمع الموسيقى وضغط اصابعه على ظهرها وجدت جسدها يلين ويميل مع كل حركة من حركاته...
كان نيكولاس يقربها منه مع كل حركة وفي النهاية غمرتها تلك الموجة الساحرة وجدت نفسها تستمتع بمراقصته وبالمشاعر التي كان يثيرها قربه منها...

وحين توقفت الموسيقى ظلت مكانها للحظات تحد ق به ثم اعادتها اصوات الضحكات والاحاديث حولهما الى الواقع فانتزعت نفسها مما بدا نوما عميقا وابتعدت عن ذراعيه...
..
_سوف ..سوف اغادر الان فانا متعبة جدا لكن ابق انت هنا من فضلك...
انطلقت خارج المقهى وكادت تتعثر بالحصى لكن فور وصولها الى الطريق المؤدي الى الفيلا سمعت صوته خلفها يناديها فاضطرت لتخفيف خطاها ولحظات كان قربها ...

_نسيت هذه...
قال وهو يناولها حقيبتها فتناولتها منه دون ان تنظر اليه...
_شكرا لك...

ردت بتلعثم :..
_لكن لم يكن من داع لازعاج نفسك بهذا ,كان بامكانك اعطائي اياها صباحا...
_لاباس فقد اردت المغادرة انا بدوري ...

وضع ذراعه بخفة حول كتفيها وتركته يقودها عبر الممر,كان هواء الليل الدافئ يشعل كل حواسهل فيما رائحة ازهار الياسمين تدغدغ انفها بامتزاجها مع رائحة عطر مابعد الحلاقة خاصته...
حين اوشكا على دخول المنزل اخذ طائر ما بالتغريد ,كان تغريده بالغ العذوبة لدرجة ان كاثرين حبست انفاسها ...
..
سالته :..
_ماهذا الطير؟..
_انه عندليب لابد انه على شجرة الزيتون تلك...
دفعها برفق نحو مصدر الصوت ووقفا تحت الشجرة فيما غناء العندليب فوقهما يغرقهما بالالحان العذبة ...
لكن اخيرا علا نباح كلب ما في القرية فسارع العندليب بالرفرفة بعيدا...

حورية بحر الجليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن