يتبـع ..

31 5 0
                                    

خرج من سيارتـه وأسقـط الكتاب،خفت من أن أخرج إليـه وأحـدثه فتركتـه وعدت، كما تـرك كتابـه وعـاد هو أيضـا لمهجعه ..
*****
في الليل لا زلـت أتخيـل بأن كتابه بجانب سريري أو تحت وسادتي أو تلتف يداي عليه،أستيقظ وأجـده لازال يخيم في غيابـة المكان الأخير له ، لم أعد أستطـع الاستمـرار في تخيـله يرقد بغرفتي ، ذهبتُ للأسفـل وأحضرتـه وعـدت، وأغمضـت عينـاي على غفلـة مني، وعلـى غفلةٍ أخـرى فتح قلبـي أبوابـه التـي كانت يجـب أن تُغلـق بأصفـاد من ألمـاس ..
استيقظـت في الثالثـة فجرا على أمل بأن الشمـس قد أشرقت وبأنه قد وجد الكتاب عندي وبأنه واقف أمامي ليأخذ الكتاب وليعرف سري وسر الحجرة، رفضـت النوم إلا أن تقلع الخيالات من رأسي، أو أقتلع جذور النوم، لا يجتمـع الاثنان إلا في حلم،وإن تفرقا فلا أريد تفرقهما يكون بداخل رأسي،إما واحد بالداخل والآخر بالخارج،أو كلاهما بالخارج.
ظللت أفكـر مالي أصبحـت حمقاء؟..
هل هذا إعجـاب؟أم أنني وجدت ما ينقصني فقط؟.
وظللت أكذب وأتحجج بحجج النقصـان وخزعبلات الكمال ..
كانت تلك الحجة وسيلة لتقديـم العاطفـة علـى طبق من جمرٍ مُذهّب .
وأشرقت شمس وغربت أخرى، و وُلِدت شمس وماتت أيضا دون أن يسأل عن الكتاب حتى،أو أن أسمع عنه أي شيء -وكأنني كنت بالماضي أعرفه أصلا- يالِ حماقتي،وويح قلبي ..
في اليوم الثالث أتت حنين تسألني عن الكتاب،فأخبرتها بأنه معي رجوت الله بأن تخرج من غرفتي دون تسألني عن المكالمة ، وبأن البراء لم يخبرها شيئا البتة،وخرجت ومضى الأمر بسلام...
عدت إليها بعد ساعتين;
ـ حنين؟.
ـ هلا؟.
ـ هل ستذهبين لمكان اليوم؟.
ـ لا أظن، لماذا؟.
ـ صديقتي كان لديها عملية جراحية في الرئة وتمت بنجاح ففكرت بأن أهديها هدية لسلامتها ولا أعلم ما الهدية المناسبة فخطرت ببالي فكرة بأن أشتري لها كتاب ككتابك .
بضحكة قالت: أولا الكتاب ليس لي، ثانيا هل الخارج من هم المرض تدخلينه في هم الكتب؟.
ـ إنها تحب القراءة .
ـ أظن أنكِ من أرغمها بذلك ولكن لا بأس،سأخبر عبدالملك بأن يشتري لك كتاب مثله .
ـ لا الكتاب وحده لا يكفي .
ـ هل تريدين إهدائها جامعة الأزهر أو عفّت مثلا؟.
ـ لا أريد أن أشتري لها كأس للفرقة الموسيقية خاصتها.
ـ وأين نجده هذا أيضا؟.
ـ لقد اشتريته، ولكنه لا زال في الزاجل ويجب علي أخذه .
ـ حسنا سأخبر عبدالملك بأن يجلبه .
ـ حنين؟إنني أشعر بالملل فلنخرج وحسب .
بضحكة: ولمَ لا تتكلمين منذ البداية؟.
ـ هل إسماعيل موجود؟.
ـ لا أعتقد بأنه قد ذهب لمكان ما ولكن تجهزي فحسب دعي أمر السائق علي .
ـ 네 .
ذهبت لغرفتي وكأنني قد ملكت السماء بأسرها تزينت وكأنني لست مرتدية للحجاب، ولأول مرة لم أكترث لستر نفسي!!..
ـ ياسمين؟وينك؟.
ـ جاية جاية استني بس .
لم تستغرب منظري على غير المتوقع، ولكن تذكرت فيما بعد بأنها عروس جديدة ولم يسبق لها بأن رأت حجابي من قبل .
ـ حنين؟.
ـ هلا؟.
ـ هل الكتاب لا زال معك؟.
ـ أجل، ففي طريقنا سأعطيه البراء،ولكن لمَ؟.
ـ لأنني نسيت اسمه وأخشى أن تتشابه علي الكتب في المكتبة .
ـ تنسين اسم كتابك الأسطورة؟تناولي ما يقوي الذاكرة فإنني أستطيع رؤيتك تموتين وقد تخطيتِ مراحل الزهايمر بكثير .
ـ مدحي لرؤيتك المستقبلية ليس مسوغا لأن تُفسدي حياتي .
ـ لطالما زوجة الأخ كانت تفعل.
ـ نحن من صنعنا مواقفها في السيناريوهات المبالغة ، نحن من جعل الشر يدُبّ فيها،كما وأنني لا أظنك فاسدة .
ـ لست فاسدة،ولكنني قد أكون كذلك.
ـ كينونيتك عبارة عن شخص لطيف،ولكن ربما تكونين كذلك .
****

عادت الحيـاة صلـدًا كما كانت ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن