وصلنا لبيت عائلة حنين، دلفنا سوية لباحة المنزل ولكنني رفضت دخول المنزل بداعي الخجل والاستعجال،ولكن صدق الشعور هو أنني أردت رؤيته .
ألحت حنين بأن أسلم على أمها، وقبل أن ندخل لباب المنزل حيانا والدها وعيناه بالأرض، التفتت له حنين وحضنته فضحك وقال :أنتِ؟لمَ تبدين وكأنك فتاة أخرى؟.
ـ لمجرد غايبي ٣ أشهر نسيت شكلي؟.
ـ لا حاشاك أنتِ فلذة الكبد ونبض القلب .
خفّض صوته ولم أستطع سماع ما قال ولكن التفت حنين فجأة إلي وقالت:إنها ياسمين حماتي -أخذت حنين بيدي وقالت سلمي على أبي"وجعلتني على مقربة منه وكأنه والدي"، عدت أدراجي وقلت: كيف حالك ياعم وكيف صحتك؟.
بربك يا حنين أنتِ لا تزالين صغيرة،لم الخجل؟.
فسمعت صوتا مغايرا تماما لصوت والد حنين،وإذا به صاحب الكتاب المبجل،التفت باحثة عن مصدر الصوت لأرى القمر، وقد كان طويلا جدا فصرخت خائفة،قائلة بنفسي كيف لي بأن أكمل حياتي مع شخص فائق الطول هكذا، وهو من الخوف سحب والده وهرب به،ظن بأنني قد أكون مسحورة .
مسكتني حنين قالت: مابك؟.
ياسميـن: مين هذا؟.
ـ أنا البراء، من أنتِ؟،ما الذي أتى بك إلى هنا؟،ماذا تريدين؟.
ـ حنين: اسكت،هذه ضيفتنا .
ـ لا أنا لست ضيفة أحد كنت سأعطيك كتابك وأعود.
ـ هل سرقتيه؟.
أخذت الكتاب من يد حنين وجلبت يد البراء ووضعت الكتاب فيها، سحبت حنين متجهةً للسيارة،ولم ألبث حتى ناداها والدها وأبعدت يدها عن يدي وعادت له وعدتُ السيارة وأخرجت السائق"إسماعيل" من السيارة، ومكثت ما يقارب الخمس دقائق وتفرقوا،الوالد مع ابنتـه والابـن شُقَّ الأرض وابتلعته أتى البراء وسحـب الكرسـي بعـيدا عن الطاولـة ثم جلس علـى الكرسـي ولم يكترث بوجودي داخل السيارة ، هذا إذا كان يعلم بأنني موجودة أصلا،فتحت نافذة السيارة لينتبه فشغل سماعات رأسه،أخذت أسقط جوالي لكي أفتح الباب وأخرج لآخذه حتى ينتبه، ومن الحظ الجيد بأن طفلة نزلت من السماء أتت وأخذت هاتفي، لم أعلم أين كانت ولا متى أتت فأخذت أحدثها لعلها تعيد لي هاتفي، فدخلت للمنزل باكية ورفضت أن تعطيني إياه فكلمته: لو سمحت؟ممكن تجيب جوالي؟،لا زال متغوصـا في طقوسـه ولـم يستمع إلي كما وأن بيني وبينه قرابة الخمس أمتار: أستميحك عذرا؟هل تسمعني؟، قررت أن أقترب منه فلمح حركتي وأخيرا ثم نظر إلي وعاد إلى كتابه، فسحبت كتابه فحاول إعادة كتاب فرفضت:…
.
.
لن أعطيك كتابك حتى تعطيني هاتفي من عند الطفلة التي أخذته .
ـ أي طفلـة؟ولم أنا الذي عليهِ فعل ذلك؟.
ـ لأنك صاحب المنزل،ولأنك كريـم بالأسئلـة، وأخبر حنين أيضا أن تأتي لنعود قبل عودة عبدالمليك .
ـ نطقك لكلمة عبدالملك غريب،أأنتِ من هاتفتني ذلك اليوم ومن أغلق الخط دون أن تجيب على سؤالي ووضعت كتابي على سيارته ثم سرقتيه مني بعد أن وضعتُه بسيارتي؟.
ـ لا لست أنا .
ـ إذاً من فعل ذلك؟.
ـ إنها قرينك، -وبصوت باكي-: أخبر حنين أن تخرج بسرعة قبل أن يأتي عبدالملك .
ـ أقسم أنكِ أنتِ من تحدثتِ ذلك اليوم،أليس كذلك؟.
ـ لا لست أنا.
ـ حنين أسلوبها مختلف فهي مسالمة ولا ترد علي عندما أمازحها بالكلام،حنين يأكل الهر لسانها عندما تسمع صوتي، أقسم أنها أنتِ كما وأن صوتك مشابه تماما لصوت تلك التي هاتفتني .
ـ نعم إنها أنا ولكن قل لحنين أن تأتي بسرعة ،أرجوك.
ثم خرجت حنين ومعها هاتفي ووضعت كتابه على طاولته وهو لم يبعد النظر عني ولو جزءً من الثانية ..
أنت تقرأ
عادت الحيـاة صلـدًا كما كانت ..
Misterio / Suspensoلا أقسـى من الممات إلا حياة تخلو من الحياة ..