أحيانا لا يريد الناس سماع الحقيقة لأنهم لا يريدوا رؤية أوهامهم تتحطم .
هاهي شمس الدنيا تعلن ظهور يوم جديد ،، ولكن هذا اليوم ليس ككل الأيام بالنسبة لقرية روينا ،، فهي لديها دخيل متطفل لديه أمنيات عديدة و غريبة أيضاً .
في هذا اليوم كان الناس غريبي الأطوار يتهامسون عن شيء ما ، ليس عن عمر أو قتله ؛ بل عن سيريان ومرضها الغريب .
عندما مر الزعيم من أمام عمر وقت الظهيرة إستوقفه عمر بصوت مرتفع :
يا زعيم ! إنتظر ، أريد أن أخبرك بأمر هام .
عندما توجه الزعيم لعمر بدى عليه الشحوب ، خاطبه بإنزعاج : ماذا تريد ؟
أجابه عمر :
سيريان أستطيع مساعدتها فأنا طبيب .
دقق الزعيم نظره في عمر : حقاً ، ولماذا تريد المساعدة ؟ نحن سنقتلك ، أم إنك تنتظر منا أن نعفو عنك إن ساعدتنا ؟!
قال عمر وقد أراد أن يوضح للزعيم رحمة الإسلام : سيدي إن ديني الإسلام يأمرني أن أساعد المحتاج ، ولو كان في الحرب فإنه يحرم عليّ قتل المرأة أو الطفل أو الشيخ العجوز .
قال الزعيم بعد صمت دام برهة موجهاً كلامه للحارس : فك قيده .بعد دقائق كان عمر يجلس أمام فراش سيريان وقد كانت شابة يافعة لكن المرض نال منها ، فحصها ، ثم وجه نظره للزعيم :
سيدي إسمح لي أن أحضر حقيبتي من سيارتي ، ففيها العلاج إن شاء الله .
قال الزعيم دونما إعتراض : رومال ، إذهب معه ، وخذ معكم نيرجو .امتطى عمر فرساً قدمها له رومال ، وقد لاحظ هدوء عدوانيته تجاهه .
بعد نصف ساعة وصل عمر و أعطى سيريان حقنة بالوريد ، قال عمر بعد أن وجه نظره نحو الزعيم :
سيدي لقد تأخرتم بالعلاج ، أتمنى أن تستفيق في أقرب وقت ، إنها مصابة بإنخفاض في السكر بالدم ، لقد أعطيتها حقنة (جلوكوز ) ، ستضبط السكر بالدم إن شاء الله الشافي .نظر له الزعيم ، ثم حول نظره لسيريان يتأملها وهو يكاد يبكي ، ثم قال لعمر :
أتمنى أن يفعل دواءك مفعوله وإلا ندمت .ظل عمر بجوارها ، لاحظ درجة حرارتها تعتدل ، ولكنها لم تستفيق حتى قاربت الشمس على الغروب ، غضب الزعيم ووجه كلامه لرومال :
رومال ، أعد هذا لمكانه ، وراقبه جيداً حتى أتي إليك .أخذ رومال عمراً يجره بقوة ، استوقفه الزعيم ثم همس له بشيء ، فنظر رومال لعمر بحنق وتابع مسيره .
سرى القلق في عمر ، قلق من ألا ينجز ما جاء من أجله ، أن يكون مجيئه إلى روينا كما أسماها والده له هباءاً .قيد عمر مرة أخرى ، ولكن هذه المرة لم يكن مقيداً فقط ، بل سقطت الضربات الموجعة على جميع جسده تباعاً ، وأزداد الألم بقلب عمر وروحه قبل جسده :
هل كان ينبغي عليّ أن أتي إلى هؤلاء الناس الذين لا يعرفون الرحمة ؟!
أنت تقرأ
روينا وواحة الأسرار (رواية إسلامية)
Mystery / Thriller#مسابقة_رؤية سار سام بينما وضع سيارته بجانب صخرة كبيرة كانت هناك وأخرج غطاء السيارة الرملي وغطاها به بعد أن ترجل من السيارة. سار محمد ومعه بندقيته، وبرفقته سام الذي لا يملك إلا أن يسير كما أمره سيده، وبحوزته مسدسا قد ملئت خزنته بالذخيرة نحو تلك ال...