الحياة في سبيل الله أصعب من الموت في سبيل الله (ابن باز )
كان يمشي بسيارته السفاري في صحراء فارغة وسط أفريقيا حتى لمحت عيناه الخضراء طيف مساكن أمامه على بعد أميال قليلة :
الحمد لله وجدت مكاناً أخذ منه الطعام أخيراً ؛ ولكن ماهذا ؟
قال لسائقه ورفيقه الوحيد في سفره :
سام! فلنلقي نظرة على هذا المكان، يبدو غريبا.
أجابه سام مطيعا :
أمرك سيد محمد.
توقف برهة ثم أردف :
لكن سيدي! هذه المساكن غير موجودة على الخارطة.
تحدث محمد وقد غلفت الإثارة صوته المبحوح :
لا بأس سنضعه نحن عليها بعد أكتشافه.سار سام بينما وضع سيارته بجانب صخرة كبيرة كانت هناك وأخرج غطاء السيارة الرملي وغطاها به بعد أن ترجل من السيارة.
سار محمد ومعه بندقيته، وبرفقته سام الذي لا يملك إلا أن يسير كما أمره سيده، وبحوزته مسدسا قد ملئت خزنته بالذخيرة نحو تلك القرية المجهولة، كان هناك شجر ونخيل يحف القرية ، وما أن عبرا هذا السياج الشجري حتى وجدا الرماح تحيط رقبتهما ووجوه سود تراقب هيئتهما ، راقبوهم بهدوء ، بينما خاطب سام نفسه :
لقد كبرت يا رجل على هذا النوع من الأفلام ، ما هذه الإثارة ؟!وجد محمد أحدهم يشير على سلاحه ويصرخ بكلام مبهم ، فأنزل سلاحه بهدوء فهو لن يجازف بحياته و يحاول قتل أحدهم ، فبنهاية الحكاية الكثرة تغلب الشجاعة .
كان محمد رجلا في العقد السادس من عمره ، فيه روح الشباب المغامرة و حكمة الشيوخ العاقلة.
سام في العقد الخامس من العمر، رفيق سفر جيد يحب الاكتشاف لكنه لا يميل للمخاطرة بحياته إن كان خلف ذلك الاكتشاف يكمن تهديد حياته وكابوس أحلامه.
أحاط كل واحد منهما ثلاثة منهم و قاموا بربط وثاقٍ حول يديهما وقدميهما و علموها على عصي كبيرة ، فأصبح رأسهما مدلاً لأسفل و كأنهما في فيلم ثلاثي الأبعاد ، ساروا بهما حتى ما شاء الله .
كاد سام يبكي خوفا ، بينما القلق قد ساور محمدا بقدر مساورة المتعة في الاكتشاف له.
بعد لحظات وجدا نفسيهما في تلك القرية يحيطهما الرجال الذين يمسكون بأيديهم الرماح ، و قد تجمع حولهما أهل القرية من رجال ونساء وأطفال يلقون عليهما نظراتهم كأنهم يرون أمامهم شيئا غريبا ، يتحدثون بلغة غريبة كأنها طلاسم لمحمد المقيد حتى الآن .
_يا إللهي ! أين أنا الآن . حدث محمد نفسه بينما زادت طبول قلبه قرعاً ، بينما هو يحاول تهدئة نفسه :
إهدأ يا قلبي ماهي إلا موتة واحدة ، والأجل واحد ، إن كتب الله لك الحياة ستعيش ، ثم إني قد عشت كثيراً خمسة و ستون عاماً يا رجل إنها كثيرة حقا ، يبدو أن أجلي قد أقترب ، ماذا أريد من الحياة الآن .
ابتسم للفكرة الاخيرة التي لاعبت أفكاره . ثم رفع نظر رأسه المدلى لأسفل إلى السماء ، وتابع حديث نفسه متأثراً :
بل أريد الكثير ، هل سأموت قبل أن يهدي الله بي رجلاً إلى الإسلام ، هل سأموت قبل أن أقيم بعمرٍ وحفصة وعائشة الليل ، ألن أرانا ونحن مجتمعون في رمضان ، يارب أغفر لي ،ولا تجعلني أيئس من رحمتك .
وجه محمد حديثه القلق إلى سام :
عزيزي سامحني بحقك إن حدث لك مكروه.
أنت تقرأ
روينا وواحة الأسرار (رواية إسلامية)
Misterio / Suspenso#مسابقة_رؤية سار سام بينما وضع سيارته بجانب صخرة كبيرة كانت هناك وأخرج غطاء السيارة الرملي وغطاها به بعد أن ترجل من السيارة. سار محمد ومعه بندقيته، وبرفقته سام الذي لا يملك إلا أن يسير كما أمره سيده، وبحوزته مسدسا قد ملئت خزنته بالذخيرة نحو تلك ال...