الفصل الرابع

406 63 58
                                    

فجاءة ظهرت الحكيمة بعد وقت طويل على رؤية أحد لها وقالت :
إن ما يقوله عمر صحيح ، ونحن الحكماء نحمل إثم كل فتاة قتلت بسبب تلك الأسطورة.

تقول تلك الأسطورة :
أن أول حكيم لهذه القرية قد حلم بأن البركان يثور ،، و رأه يحرق كل شيء ويدمر القرية وحذر من ذلك ،، كان ذلك منذ عدة عقود في بداية استقرار القبيلة بالقرية .
ولكن منذ حوالي مائتي عام تقريباً أحب ابن الزعيم فتاة قرمزية و أراد الزواج بها ولكن لأن ذلك محرم فقد خطط الزعيم لقتلها ، لكنه لم يعلم كيف يفعل ذلك، وصادف ذلك زلزال وثوران غير مكتمل للبركان ، فخطط مع الحكيمة(وكانت شخصا مقدسا عندهم) لقتل الفتاة، وأجتمع الناس بعد أن أمرهم الزعيم وقالت :
إن ما حدث أمس مصيبة كبيرة ،، ولا حل لذلك سوى شيء واحد ..صمتت ثوان وتابعت وهي تنظر أرضا وقالت بصوت يشوبه الحزن:
يجب علينا إلقاء فتاة في البركان،، وكل عام الفتاة التي تبلغ سبعة عشر عاما في الليلة القمرية أو الأقرب اليها تلقى في البركان وإلا ستتحقق نبؤة الحكيم الأول ويثور البركان ويقتل الجميع .
قالت هذا ثم استدارت وقالت وهي مولية ظهرها لهم : سأسكن الجبل ،، فهذه العقوبة المغلظة حصلت لأني كنت بينكم ولم ترتدعوا ولا أريد أن يحدث هذا مرة أخرى .
وقع إختيار الحكيمة على روينا فهي قد بلغت سبعة عشر عاما انذاك
عندما ألقيت الفتاة في البركان قتل ابن الزعيم نفسه بعد أن سمع الحكيمة ووالده يتحدثان عما حدث .
بينما ارتفعت شهقات البعض تعجباً وهمسات آخرين استنكارا ؛ سأل عمر :
أريد أن اعلم من منكم يريد تصديق تلك الاحلام ؟!!
حتى وإن كانت حقيقية !
من منكم يريد إلقاء ابنته في البركان وهي لا ذنب لها سوى أنها فتاة ؟!!
لماذا تلعب الفتاة دائما دور المظلوم والرجل دور الظالم؟؟
لماذا ترون الفتاة ضعيفة ؟؟
كان صوته قد ارتفع قليلاً ، فحاول الهدوء ثم أردف :
تلك الفتاة ليست أبداً مخلوقاً ضعيفاً صدقوني إن ثارت عليكم يمكنها ان تدمركم ،، هناك نساء بنوا مجتمعات وحققوا نجاحات ، و علمن الكون العديد من الأشياء ،
حتى وإلم تفعل شيء في نظركم ؛ لكنها تربي الأجيال و هذه من أعظم المهام الكونية .
قاطعه شيرلو :
هل تود تفرقتنا وإيقاع الحرب بيننا ؟ !
ما الذي تود الوصول إليه يا ...ما اسمك ؟

أجابه عمر بابتسامة صغيرة مجاملة له :
اسمي عمر يا سيد ،صدقوني لا أود أبداً التفريق بينكم ، فهذه الأسطورة ذات يوم هي التي ستوقع الحرب بينكم ،جل ما أريده أن تفكروا بعقولكم في هذا الشيء الذي ترتكبونه ، هل ما تفعلون صحيح ، هل هو عادل بالنسبة لكم ؟
أخبروني أين العدل في ألا يكون للنساء إله يعبدنه ؟
أين العدل في أن نفرق بين الأبيض والأسود.

صمت و ألقى نظرات على من حوله ثم تابع :

سأخبركم شيئا هذه الفتاة المسكينة التي تلقى في البركان أنتم ظلمتموها كما ظلمها الأوربيون ، أنتم تصنعون بأيديكم حقداً دفيناً بداخلهن كما فعل الأوروبيون معكم ، لكن الإسلام أنصفها .هل تعرفون الأوربيين تسألوا طويلا عن ماهية المرأة ، أجتمعوا في عام 586 ميلادي لحل هذا الأمر (هل المرأة إنسان) ؟ وانتهوا بعد مناقشات بأن المرأة إنسان خلق لخدمة الرجل !! ولم يمض سوى 30 عاما على ذلك الإجتماع حتى أتى الرسول صلى الله عليه وسلم ليعلن للعالم أجمع أن (النساء شقائق الرجال ) وليعلن أن (من سعادة ابن آدم المرأة الصالحة) وليعلن (رفقاً بالقوارير) محمد بن عبدالله محرر المرأة الحقيقي .

روينا وواحة الأسرار (رواية إسلامية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن