الجزء الخامس

353 34 14
                                    

عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ ؛ قَالَ : كَانَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ الله عنه إذا عَزَّى رَجُلا ؛ قَالَ: لَيْسَ مَعَ الْعَزَاءِ مُصِيبَةٌ، وَلا مَعَ الْجَزَعِ فَائِدَةٌ، الموت أهون ممّا بعده وأشدّ مما قبله، اذْكُرُوا فَقْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَصْغُرُ مُصِيبَتُكُمْ، وَأَعْظَمَ اللهُ أُجُورَكُمْ.

هب محمد نحو سمية و قد أفزعه الموقف :

سمية سمية ! هيا لا تقلقي سنداويكِ .

نظر لشيرلو وقد امتلأ غيظاً : أيها السافل ماذا فعلت لك ؟!

قال شيرلو وهو يتشنج بسبب خنق محمد له : لم أقصد ، هي من وقفت أمامي فجأة ، كنت أريد قتل ذلك الدخيل ، إنه السبب في كل ما يحدث .

ضربه محمد وأسقطه أرضا وانكب بلكمات قوية على وجهه ، بينما تلطخ وجه شيرلو بالدماء جراء تلك اللكمات .

بينما اجتمعت النساء حول سمية ، وقد أمسكت ألفينيا بيدها :

عزيزتي ، سيريان !

قالت الحكمية بفزع :

ابتعدن يا سيدات عنها ، دعوها تتنفس .

بينما قال عمر : لا بأس ابتعدوا عنها ، سأعالجها نريد غطاءا.

ناولته سيدة غطاءا قد لفت به طفلها ، وغطاءا أخر قد تلفحت به أخرى .

نزع السكين بهدوء فتألمت سمية إثر نزعه . وجد الجرح غير عميق فأمرهم بأن يسرعوا في النزول للقرية بعد أن وضع رباطا يخفف من سيلان الدم .

بعد دقائق كانت سمية ممددة على الفراش و بجوارها والدها و عمر بعد أن أحضر له محمدا حقيبته الطبية ، إستخرج عمر ما يمكنه استخراجه من آلات جراحية يمكنه إستخدامها .

شرع في عمله بعد أن سمى الله والجميع ينتظر بترقب وخوف ملء صدورهم ، تمسك محمد بأمل بالله عز وجل ، رغم أنه حديث عهد بالإسلام إلا إنه آمن أن من يعبده سيحمي أخته .

مرت ساعة وقد إنتهى عمر من العملية التي قد انهكته بسبب الأدوات القليلة التي كانت معه .

قال عمر بتأثر ظاهر على وجهه : فعلت ما أستطيع والله هو الشافي ، أتمنى أن تعود سالمة في أقرب وقت .

مرت الليلة و نامت سمية، وإستضاف الزعيم عمرا في بيته وأعطاه حرجة لينام فيها ؛ ولكن عمر لم ينم فقد ظل مستيقظا فكر في زوجته وابنته الصغيرة كيف يكونان الآن ، ليس هناك وسيلة للإتصال بهما و الإطمئنان عليهما ، حدث نفسه :

لا تقلق فالله حاميهما ، لقد تركتهما لله ، ولن يضيعهما الله ، اللهم أحفظهما لي ؛ ترى كيف حالك يا صغيرتي عائش ، اشتقت إلى ضحكتك .

فتح هاتفه وشاهد صورها التي ملئت شاشته .

فجأة طرق بابه طارق ؛ تعجب عمر و لكنه أجاب :

روينا وواحة الأسرار (رواية إسلامية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن