♡الُامٌلُ الُبّْعيَدِ ..قًصُّه وَاقًْعيَُه♡الجزء الرابع

455 21 18
                                    

استجاب الله لدعائي.. ففي ذات يوم سمعت صراخ الجيران من حولنا وهم ينادون علي(((يا ام فلان ..زوجك..زوجك..)))
ركضت انا واطفالي مسرعين خرجنا من الدار لنرى ما حدث.... لقد قام زوجي السكير بالعراك مع رجل من زبائنه اختلفت وإياه على مبلغ معين فتطاعنا بالسكين فطعنه زوجي طعنات قاتله فمات على الفور..

لقد شاهدت زوجي الهرم وقد تلطخت ملابسه بالدماء وهو يرتجف بين ايدي رجال الشرطه, كما يرتجف الفأر المذعور حين يقع في المصيده, كانت شفتاه تميلان الى اللون الابيض من هول الموقف, وأطرافه بالكاد تحمله, أما عيناه فكانتا زائغتين ينظر الى الناس من حوله بذهول أما انا فلا تسألوني عن مشاعري المضطربه حينها, لا ادري اهي لحظات سعاده, ام شماته انتظرتها من زمن طويل, ام هي مشاعر الم هيجتها ذكرياتي المؤلمه, لم اشعر الا وانا اردد لا شعوريا,

الحمد لله....الحمد لله,تذكرت تلك الليله الحزينه ليله زفافي الاليمه تذكرت تصرفاته القبيحه وقسوته المريره وثيابي الممزقه, وارتجافي بين يديه بخوف, لم اكن اعرف الى اين افر??

ولم يكن لي مهرب تذكرت دموعي الساخنه في تلك الايام السوداء, يا إلهي ها هو الزمن يعيد تصويره العجيب انه اليوم في نفس موقعي بالامس, يا لها من دنيا عجيبه. وبعد اسبوع فقط من القبض عليه وقبل حتى ان تبدأ محاكمته, اصدرت عداله السماء حكمها فمات بعد ارتفاع الضغط واصابته بنزيف دماغي, اتتخيلون البلبل الصغير حين يفتح لا باب القفص فجأة فيتردد في الانطلاق ظنا منه ان ذلك حلم, كنت انا مثله تماما, بصقت على دولاب ملابسه وعلى كؤوس خمره القذره وعلى سوطه الذي ألهب جسدي وجسد اطفاله من ضرباته المؤلمة بسقت على كل شبر في منزلي سار عليه ودنسه برجليه الكريهتين وجاءت اسرتي تعزيني بوفاته وانا التي لم ارهم منذ سنتين فكانت اول كلمه قالتها امي حتى قبل ان تقبلني الله يرحمه ...هل عنده ورث؟! ولولا خوفي من الله لطردتها وطردتهم جميعا, ومن تصاريف رب القدر ان زوجي كان مدينا وحين علمت اسرتي بذلك لم اعد اراهم, فقد خافوا ان اشكل عليهم عبئا اضافيا انا واطفالي, شعرت بالألم الممزوج بالقهر, فيا لها من بيعه خاسره تلك البيعه التي ابرمها اهلي ما ذلك الجلاد .. خمس سنوات من عمري ضاعت وحين كان اهلي يستعدون لجني الارباح وجدوا ان الاسهم كانت خاسره ..

ففضلوا الهرب بعيدا, جلست افكر مليا فأنا الان امام مفترق الطرق, فأنا ارمله جميله في العشرين من عمري لدي ثلاثه اطفال, وليس لدي مورد رزق ...ماذا افعل؟!!
امامي طريقين اسلكهما الاول هو طريق الكفاح والصبر..والامل البعيد, والثاني:طريق الكسب السريع حين ابيع انوثتي للراغبين في امرأه جميله ووحيده, اخترت الطريق الاول دون تردد ..فاهم شي حصلت عليه من رحلتي المؤلمه انني اصبحت حره ليس لهؤلاء عديمي الرحمه والشفقه قيد علي فكان اول ما فعلته بعت اخر قطعه ذهب خبأتها عندي بمبلغ لا بأس به ورحلت عن هذا المنزل الكريه الذي شهد اسوأ ذكرياتي .... وانتقلت انتي واطفالي الى مدينه بعيده وهناك استأجرت غرفه صغيره بحمامها واشتريت موقدا صغيرا وسريرا مستعملا ليضمني انا واطفالي, وبعض الاواني القديمه المستعمله, اعترف انها كانت غرفه حقيره حتى في نظر الفقراء ولكن ما جعلها مثل الحلم بنظري هو انني وحدي فيها مع اطفالي فأنا التي احدد مصيري بعد ارادة الله طبعا فلا احد بعد اليوم سيرسم لي طريق حياتي البائسه.


..................................
هلوو
بلييييييييز تعليق محتخسرون شي

لا تقرأني قرأءه سطحيه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن