المهرجان .

78 9 2
                                    


"حينما تأخذ الحياة منحنى آخر كل ما عليك فعله هو أن تنعطف في كل مرة وأنت تجهل نهاية الطريق أو ما هي وجهتك اصلاً ولكن الأهم من كل شيء هو أن تبقى على قيد الحياة وتناضل لآخر لحظة.."
هذا ما بدأت به سافانا كتابتها وهي تستلقي على قطعة قماشٍ طويل ربطته بين شجرتين بجوار الكوخ ، توقفت عن الكتابة لوهلة وحدقت في السماء وهي تفكّر بعمق حتى أوقظها صوت تورا وهو يُبعد بعض النباتات ليقترب منها وهو يقول
' كنتُ امرّ من هنا لشراء بعض الحاجيّات واردت ان اسلّم عليكِ ، كيف حالك؟ ألا زلتي تكتبين مذكّراتك ؟ '

' مرحباً تورا انا بخير ولكن لقد فاجأتني ، كنتُ أظنك أحد المتسللين او اللصوص '

ارتسمت ابتسامة جانبية على محياه وقال ؛ ' حقاً ! وماذا كنتِ لتفعلي لو كنتُ كذلك ؟ '
رفعت احدى حاجبيها وضحكت بغرور وقالت ؛
' سوف اقطع رقبتك بلا رحمة بالطبع وهل كنت تظن انني سأخاف وأبقى ساكنة بلا حراك ؟ '

أمسك رقبته بجزع وسخر قائلاً ؛ ' يا إلهي كم انك قاسية و بلا قلب لن اتسلل مرةً أخرى '
اقتربت منه و دَعته يدخل للكوخ ولكنه رفض لانه اراد الذهاب للتسوق ، تركته يذهب واخذت رواية كوخ العم توم وجلست على الأريكة وقرأت حتى حانت الساعة الخامسة مساءً ، دخلت سيلين ومعها الخالة منريس تحدثوا مطوّلاً وعاد ابيها توبياس من جولته حول القرية ، وتجمعوا حول طاولة الطعام للغداء وحالما انتهوا جلسوا امام المدفأة يرتشفون الشاي وهم يتحدثون عن مدغشقر ،

بدت الخالة منريس سعيدة وهي تتحدث عن الايام الخوالي وقد فرحت سافانا لانها ساعدتها على نسيان حزنها ، مرّ وقت طويل حتى حان منتصف الليل وقام الجميع للنوم إلا سافانا فقد كانت تُكمل قراءة روايتها على ضوءٍ خافت لكي لا توبخها والدتها ولكنها ما لبثت قليلاً حتى أقفلت الكتاب ووضعته جانباً وارتمت على سريرها ،

استيقظت صباحاً وسط ازعاج الجميع كانت تحاول استراق السمع وفي اثناء ذلك سمعت ابيها توبياس
يقول :
' لا تقلقي سوف تذهبين معنا اليوم يا خالة منريس إلى المهرجان '
ما ان سمِعت ذلك حتى قفزت من مكانها بلهفة لِتحدث زلزالاً وهي تركض اليهم وتقول بصوتها المتقطع وشعرها المبعثر ؛
' اوه نسيت حقا ان المهرجان اليوم يا للروعة لقد ظننت انه سيكون يوماً مملا آخر ، لا استطيع الانتظار اكثر !! '
ضحكوا جميعاً من شكلها وقالت سيلين ؛
' تنامين مثل الدببة القطبية ثم تأتين هكذا ، عليكِ ترتيب شكلك قليلاً يا إلهي '

زفرت سافانا وهي متضجرة ومررت اصابعها على شعرها وارتمت على الاريكة ؛
' وإن يكن ؟ إنني جميلة في كل حالاتي ليس علي ترتيب شكلي في كل مرة استيقظ'

أخبرتنا أشجار الباوباب .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن