بعد صباحٍ طويل مليء بالعمل عادت سافانا وهي مرهقة فقد غابت عن العمل اياماً كثيرة وكان ينبغي عليها تعويض ما فات وقريباً ايضا سيتوقفون عن العمل لمدة لكي يسافروا الى تنزانيا فتضاعفت ساعات عملها ..
في مكان آخر عند ميراي بعد ان قرأت رسالة سافانا وقد كان محتواها ؛
"مرحبا عزيزتي ميراي ، كيف حالك ؟ اشتقت اليك بالرغم من مرور يومين فقط ..
كنت اريد اخبارك بأنني سأذهب مع والديّ الى تنزانيا بعد ثلاثة ايام لمدة اسبوعين فوددت ان نخرج معاً اليوم او غداً قبل ان اسافر اخبريني ان كان يناسبكِ ذلك و ردي علي في اقرب وقت ممكن ، وداعاً.
سافانا توبياس"
ابتسمت ميراي وقد واتتها فكرة وحينما تلقت سافانا رسالة ميراي التي كانت تخبرها فيها بأن يذهبوا لمتحف الآثار في اليوم التالي وافقت بسرور فقد مر وقت طويل منذ آخر مرة ذهبت اليه وقد نامت مبكراً لتستيقظ في اليوم التالي.
بعد إفطار عائلي لطيف خرجت سافانا من الكوخ بخطى ثابتة الى منزل ميراي ، كانت ترتدي تنورة سوداء وقميص وردي وشكلها يوحي بالبساطة كعادتها ، كانت تفكر بأمور عدة ولكن ما جعلها تتوقف قليلاً هو انها تذكرت نسيان وعدها لسيندري وقد شعرت بالإحباط وهي تكمل سيرها ، حالما وصلت خرجت ميراي من الكوخ قبل حتى ان تصل للباب وعانقتها بلطف.
سافانا : هل كنتِ تراقبينني ام ماذا؟
ميراي : ليس تماماً ولكن كنت انتظر وصولك من عند النافذة.
سافانا : حسناً.
عندما وصلتا للمتحف ؛
ميراي : سافانا انظري لما كُتب هنا ، حيوان منقرض منذ ٦ آلاف عام ، بالرغم من انني قرأتُ هذا الكلام مراراً من قبل الا انني ادهش في كل مرة فالعظام لا تزال كما هي!
سافانا : انه شيء يستحق التأمل.
اكملت بعد تمشوا في الأنحاء قليلا : تعلمين؟ لطالما تخيلت مذُ كنت صغيرة ان باستطاعة البشر العودة الى الماضي والذهاب الى المستقبل فمثلاً يمكننا العيش مجدداً مع كل هذه الحيوانات المنقرضة ولكن تخيلي كيف ستكون اشكالنا؟ بدائيين وقبيحي المنظر وثيابنا متسخة حسنا ً سأصمت لن نكون كذلك حتماً ياللقرف..
قاطعتها ميراي : الآن اصبحت متيقنة من انك تنتمين لعائلته. واشارت الى مكان وراء سافانا.
التفتت سافانا ببلاهة : عائلة من؟
حينما رأت سافانا تمثال لشمبانزي التمعت عيناها شراً وكتمت ضحكتها وهي تصيح : ميرااي سأقتلك.
وما ان التفتت حتى لمحت ميراي تركض بسرعة الريح ، لحقت بها سافانا وهي تضحك : لن تصمدي طويلاً .
اصدرا ضجة وهما يركضان كانتا تصرخان كالأطفال بينما يضحكن بغباء ، امسك بهما حارس الامن ودفع بهما خارج المتحف : حسناً كفاكما لعباً ايتها الصغيرتان ولتخرجا ولا تعودا.
سافانا : كل ذلك بسببك لولاك لكنا بالداخل الآن.
ميراي : اوه نعم على الاقل لم اكن اصرخ كدجاجة هاربة من الحظيرة.
اصدرت سافانا ضحكة وهي تقول : حسنا ماذا سنفعل الآن؟ فقد طُردنا بالفعل.
ميراي : اوه لقد جاءتني فكرة مذهلة.
سافانا وقد اتسعت عيناها : ماذا؟
ميراي : نذهب لشراء المثلجات ونجلس قليلاً عند الساحل .. ومن ثم الى منزلي ؟ ما رأيك؟؟ وبالطبع ستبيتين عندي الليلة.
سافانا : اممم تبدو فكرة مذهلة ولكن لم اخبر امي انني سأبيت عندك؟
ميراي : اذاً ليكن غداً؟
سافانا : حسناً هذا افضل.
ميراي : اذاً لنذهب .
اظلمت السماء وظهر الشفق الاحمر ليعطي مسحة فاتنة ، كانت المنازل بسيطة كأصحابها تماماً وهو ما يجلب الطمأنينة فالأشخاص فاحشي الثراء غالباً ما يكنّون الحقد في قلوبهم وكل ذلك يكون بسبب المال ، انه الشيء الذي يعيشون من اجله ويموتون بسببه ولكن هنا لا يوجد شيء كهذا ابداً وهو ما يبعث على الراحة .
-
انتهى الفصل السابع .
اعلم جيداً أن لا أحد يقرأ وربما قد يكون هذا سبباً في عدم إكمالي الرواية ، كتبت هذا لمن يكترث هذا ان وُجد ايضاً
لأنني أحياناً اشعر بأنني اكتب لنفسي !
وداعاً
أنت تقرأ
أخبرتنا أشجار الباوباب .
Adventureوضعت يدها على يده الدافئة وقالت وهي تهمس ؛ أحبّ أن أكون معك ، لا أريد أن أكون وحيدة مرة أخرى ، فكلّ تلك الأيام التي عشتها بجوارك كانت أفضل لحظات حياتي .. - قصتي نسجتُها من وحي الخيال وربما قد تُوجد في الواقع ، بطلتُها سافانا -وهي ذاتُ ٢١ عاماً والتي...