أسرار مُخبئة .

34 4 4
                                    


كانت الأمواج هادئة على غير المعتاد وقد كان القمر في أبهى حُلة .
جلست ميراي حافية القدمين بجانب سافانا وهي تأكل آخر ما تبقى من المثلجات ، تأملت سافانا ميراي بشعرها البني المجعّد الذي يتناسب مع بشرتها السمراء وأهدابها الطويلة ..
قطعت ميراي حبل افكارها ؛ سافانا
-نعم؟
-سأذهب وانعش قدماي بالماء.
-حسناً سآتي معك.
رفعت سافانا تنورتها قليلاً وادخلت قدمها الاولى بحذر وتبعتها الاخرى وهي تصيح بصوت منخفض : يا إلهي الماء باردد.
اخذت ميراي حفنة من مياه البحر ورشتها على سافانا .
سافانا وهي ترشها بالماء : خذي هذه.
وضحكت بصوت عالي ، صمتت حين رأت ميراي تحدق الى ما فوق كتفها والتفتت هي الاخرى.
التمعت عينا ميراي .
ميراي : هل تفكرين بما افكر به؟
سافانا وهي تجري : نعم بالتأكيد! ما الذي تنتظريه؟
ميراي وهي تلحق بها : اشعر بالإثارة تجري في عروقي.
ما رأوه لم يكن سوى مجرد منزل مهجور منذ وقت طويل تركه مالكه لسبب مجهول .
دفعت سافانا بمرفقها الباب فقد كان مفتوحا وادخلت رأسها بحذر وببطئ شديد .
همست ميراي : بالله عليكِ وكأنك في فيلم سينمائي!
اشارت لها سافانا بأن تصمت وتقدمت بخطوات حذرة ، دفعتها ميراي قليلاً ودخلت الغرفة في اليسار ، كان الكوخ غارقاً في الظلام ولهذا شغّلت ميراي المصباح اليدويّ الذي تحمله دائماً معها ورمقتها سافانا بإعجاب لذلك ، كانت جميع الغرف فارغة تماماً لم تكن تحوي اغراضاً شخصية او أيّاً يكن ولم يكن المنزل كذلك يثير الاهتمام ولهذا وفي غضون نصف ساعة قررتا الخروج وحينما أوشكت ميراي على الاقتراب من الباب سمعا صوت اشبه بالهمس وتمتمات غير مفهومة ، نظرت ميراي لسافانا بذعر
سافانا : اركضي!
لم تنتظرها ميراي لتقول لها ذلك فقد ركضت بالفعل ولحقت بها سافانا وما ان خرجتا حتى اطلقت ميراي تنهيدة طويلة.
سافانا بخوف : يا الهي ما كان ذلك؟
ضحكت ميراي : لا اعلم ولكننا جبانتان حقاً!
ابتعدت سافانا وارتدت حذائها وبينما هي كذلك احنت ظهرها قليلاً وابتسمت : حسناً لنعد الكرّه في اقرب فرصة.
ميراي : نعم نعم ، اذاً لنتمشى لبعض الوقت ومن ثم نعود.
اومأت سافانا بسرعة
سافانا : ااه تبا لقد اتسخت تنورتي .
وكزتها ميراي بمرفقها : اششش هناك من يتتبعنا ، لا تلتفي ودعينا نسرع.
قلقت سافانا وشعرت بالرعب يدبّ في اطرافها ، اسرعتا في المشي وحين احست سافانا بانه اقترب اكثر امسكت بيد ميراي وركضت باقصى سرعتها ، رمقتها ميراي بهلع وشدت على يدها وفجأه اعترض احدهم طريقهم .
قال الرجل بينما هو يلهث : كفى!
وضعت سافانا يدها على فمها : اوه يا الهي اكنت انت من يلاحقنا!
تورا : لم اكن اقصد اخافتكما..
قاطعته سافانا بضحكة طويلة وقد سقطت على الأرض .
ميراي وهي تجهل تماماً ما يحدث حولها وقد ابتسمت ببلاهة : ما الذي يحدث هنا؟
سافانا وهي تقوم : انه تورا صديقي.
مدت ميراي يدها : تشرفت بمعرفتك ، ادعى ميراي.
تنهد تورا وهو يصافحها : اعتذر حقاً كنت اريدُ ان اكلم سافانا فحسب.
سافانا : لا بأس ، كيف حالك؟ لم ارك منذ فترة.
تورا : بخير ، سمعت انكِ ستسافرين؟
سافانا : اوه نعم بعد يومان تقريباً.
ابتسم تورا : حسناً رافقتك السلامة ولا تنسي ان ترسلي لي.
لوّحت سافانا : بالتأكيد ، وداعاً .
وابتعد عنهما وهو يضع يده في جيبه.
لحظات حتى انفجرت كلتاهما بالضحك.
سافانا : لم ارى حمقاء مثلك من قبل.
توقفت ميراي عن الضحك : - -
سافانا : ماذا؟
ميراي : لا شيء.
مشيتا حتى وصلتا لمفترق الطرق.
سافانا : حسناً اذاً اراك غداً. وعانقتها سريعاً
قالت ميراي بلطف : كان يوماً جميلاً ، الى اللقاء.
ابتسمت سافانا : وداعاً .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 07, 2016 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أخبرتنا أشجار الباوباب .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن