هاهو ذا يومٌ آخر في مدغشقر هذه البلاد التي احتضنتني أنا وعائلتي منذ ان كنتُ صغيرة ولم أحبّ موطناً مثلها قط بالرّغم من فقرها الشديد ولكنني لستُ من مواطنيها ، حسناً نسيت أن أعرّفكم علي ؛ أُدعى سافانا وعُمري ٢١ خريفاً وقد ولدت في عام ١٩٩٤ م
أسمتني أمي كذلك لأنه عندما حانت ولادتي رأت أمي في طريقها للمشفى حشائش السافانا ، حسناً يبدو أمراً سخيفا ولكنني أحب اسمي على أي حال ، يقع منزلنا في العاصمة 'انتاناناريفو' ولكنني أقضي معظم ايامي في منزل صغير بجوار الساحل قريباً من البحر وذلك لأنني أنا وأمي نعمل في تلقيح جميع الناس والفقراء تحديداً ضد الملاريا لتكون المسافة التي تفصلنا عن منازلهم اقصر ، يعود أصلي إلى أستراليا ولكنني ولدت وعشتُ في مدغشقر ما يكفي لأسميها وطني ولا أزال وقد تسألون عن السبب ؟ لما مدغشقر ! ،
حسناً إنها قصة طويلة تتعلق بأبي فعمله يتركز على استخلاص مادة تستخدم في دواءٍ ما لا أذكره وهو يوجد بكثرة في شجرة الباوباب التي تنتشر في أنحاء مدغشقر ..
قطعت والدة سافانا حبل أفكارها وهي تصيح :
- سافانا ماذا تفعلين ؟ أتكتبين مذكراتك مرة أخرى ! سأقتلك حتماً يا فتاة .
- أمي أرجوك ليس مرةً أخرى أريد الكتابة بهدوء حقاً إن هذا العالم لا يقدّر العُظماء يا إلهي .
أخذت مذكرتها وابتعدت وهي عابسة ، اقتربت سيلين -والدتها- وهي تمسك برقبتها وتضحك : حسناً أيتها الصغيرة العظيمة سأتركك وحدك الآن ولكن قبل ذلك عليك تنظيف غرفتك القذرة فهي لا تُحتمل حقاً !
-بالله عليكِ تقولين أنها قذرة لأنها غير مرتبّة فحسب ؟ إنكِ شديدة الحساسية اتجاه هذه الأشياء ، ربما عليك زيارة الطبيب.
سخرت سافانا من والدتها سيلين و ابتعدت ، خرجت من منزلها واتكأت على شجرة باوباب قريبة ، تنفست بعمق وفتحت مذكّراتها وبدأت بالكتابة مجدداً ؛
حسناً ماذا كنتُ أقول ؟ نعم مدغشقر إنها دولة لطيفة وبسيطة جداً وهذا ما أحببته فيها وحتى أفريقيا أخذت حيّزاً كبيراً من قلبي لأنني أظن أن جميع الدول فيها تشبه مدغشقر ،
حين كان عُمري ١٧ عاماً سافرت مع والديّ إلى تنزانيا وزرتُ جبل كلمينجارو حقاً لن أنسى ذلك أبداً ؛ ذلك المنظر الذي يطلّ على غابات كثيفة وخضراء وجبال مُذهلة والمزارع والمواشي التي كانت بجانب الطريق الذي يوصلنا إلى جبل كلمينجارو ولن أنسى ذلك الحيوان الذي رأيتهُ وأنا ألتقط صورة للجبال فقد رأيته من بين الأشجار وهو يحدّق بي لقد كان لطيفاً وعيناهُ جذّابتان ودائريتين على نحوٍ مُضحِك إنه يُدعى "كوالا" ولكن هنا في مدغشقر بالأخص في الغابات يتخفى حيوان يوجد فقط في مدغشقر يسمّى ؛ الفوسا او أياً يكن فهو له مسميات كثيرة إنه ليس سوى حيوان غريب ونادر يقتات على الاعشاب والنباتات ولم احبه قط لانه يبدو بغيضاً فقد سرق لوحتي التي رسمتها في ذات يوم بينما كنتُ اروي ظمأي ..
حسناً لأخبركم عن أصدقائي ؛ أحدهم يُدعى تورا وهو شابٌ ودود وعمرُه لا يتجاوز ال ٢٣ عاماً ، تعرفتُ عليه حينما أنشئنا أنا وأمي سيلين عملنا التطوعي وقد انضم إلينا ، صحيح أن مرض الملاريا قد خفّ مؤخراً ولكن نفعل ذلك تحسباً للظروف فقد يعود مرة أخرى في الصيف..
سيلين وهي تصرخ بملئ حُنجرتها ؛
سافانا تعالي لقد جهزت الغداء أيتها الكسولة عديمة الفائدة.
-حسناً يا أمي اخفضي صوتك فأنا بجانبك ألا ترين ذلك ، يا إلهي !
لم تُعرْ سيلين لها اهتماماً ودخلت بسرعة ، لحقت بها سافانا ومعدتها تزمجر ، ضحكت سيلين عليها ورمقتها سافانا بخجل ..
-
انتهى الفصل الأول ، أتمنى أن ينال إعجابكم أحبائي 🌸
تعليق لطيف ؟
أنت تقرأ
أخبرتنا أشجار الباوباب .
Aventuraوضعت يدها على يده الدافئة وقالت وهي تهمس ؛ أحبّ أن أكون معك ، لا أريد أن أكون وحيدة مرة أخرى ، فكلّ تلك الأيام التي عشتها بجوارك كانت أفضل لحظات حياتي .. - قصتي نسجتُها من وحي الخيال وربما قد تُوجد في الواقع ، بطلتُها سافانا -وهي ذاتُ ٢١ عاماً والتي...