خُ ~ خُرافَة المُسَاواة

220 21 47
                                    

للمساواة ألملم شتات الكلمات وبقايا الأساليب لأصفها واحدة تلو الأخرى علها لا تخونني كعادتها في التعبير عن موضوع هذا الفصل .. صحيح أنه مستهلك تم طرحه من قبل، وأنه نوقش مراراً وتبنى أفكاراً متضاربة شتى .. لكنه يظل ما وقع عليه قلمي واختارته أبجديتي. إنه موضوع منهك من تجاوزات البشر، واستغلالاتهم لمصطلح بريء سحبوه من لسان العرب وتاج العروس ليلقوا به في بحر الوحشية البشرية وانتهاك محارم اللغة والجزالة.

في لجة الجهل الذي ألقى شباكه حول أدمغة البشر وطوق أعينهم من كل الجوانب، استسلم هؤلاء للخراب الذي طال تفكيرهم وشل حياتهم، ليجعل منها جوفاء خالية كتلك المدن التي دمرها احتلال نازي، ليلقي بذلك ستار التشتت وتقضم جرذان الفشل ما تبقى منه.

والأدهى، أن الجميع يعلم ولا يتملص من الخضوع لكل ما هو غريب عن ثقافتنا ومبادئنا !

~.

وقفة اعتراف، تلك التي سأقفها معكم هنا لأصرح ب - أنني أمقت من يساوي بين المرأة والرجل، وأمقت من يطالب بهذه الخرافة ... ... ... وأمقت أكثر، ذلك الجاهل الذي لا يفرق بين المساواة والعدل ومع ذلك يفتح فمه ليطالب بما لا يفهمه للذي لا يفهمه !!

وموضوعي، سيكون أربعة قواعد بسيطة .. لي ولكم .. وكلي أمل في عقلانية القراءة منكم، دون إسقاطات، ودون خلفيات .. فقط فكر(ي) في القادم ... ... ... وكفى !

~.

القاعدة الأولى :: لا تخلط مالا يقبل الخلط

فالعدل هو إعطاء كل ذي حق حقه، وإنصاف المظلوم ورد الحقوق، ووضع الأمور في نصابها الصحيح. أما المساواة فتعني التمتع بمختلف الحقوق الأساسية سواء الاقتصادية منها، الاجتماعية، السياسية، الثقافية ... دون أدنى تمييز للغة أو العرق أو الدين ...

القاعدة الثانية :: لا تعمم مالا يقبل التعميم

فأن يحقق العدل والمساواة آنياً، ويتشابه اللفظان في موقف ما أو حدث . فيأخد بذلك كل ذي حق حقه ويتضح أن هذا الأخير مشابه .. فهذا لا يقبل تعميم الوضع وإسقاطه كقاعدة حقة على بقية الحقوق.

القاعدة الثالثة :: لا تقارن مالا يقبل المقارنة

فكيلو غرام ذهب لم يعادل يوما كيلو غراماً من صوف قيمةً، وإن كانت كميتهما ووحدة قياس كليهما متساوية. لهذا، فمن الاسلم الاحتكام للعدل والجوهر واللب، بدل الاعتماد على المساواة. وإن عدم تحقيق المساواة أحيانا عين العدالة ! كونها لن تعدل كفة الميزان أبدا ..

القاعدة الرابعة :: لا تطالب بمالا يقبل المطالبة

فأن تطالب بالمساواة مع الرجل في كل خطاباتك وندواتك، وتعود لتطالب في نفس المكان وأمام نفس الجمهور بمراعاة طبيعة المرأة الجسدية مثلا والتي تؤول دونما قدرتها على أداء بعض الأعمال التي تخص الرجل، والمطالبة بنقص سن التقاعد وغيرها .. فهذا يدل على واحد من الاحتمالين، أن تكون جاهلا بتناقض قولك وبمعنى المساواة من الأساس .. أم أن تكون غبياً تعلم جيداً تعريف الكلمة لكنك تسير على خطى البلاهة بثبات !

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

قواعدي هذه تعد على رؤوس الأصابع، بينما صدى { (خُ)ــرافَة المُسَاواة } فيتراقص على رؤوس البشر

ولنا لقاء في الفصل القادم لننسج مع { (دُ)ودَة القَز } حرير معجزتها.

أَبَجَدِياتٌ نَاطِقَة ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن