شاربان و أعراف !

487 16 3
                                    

شق صغير في زاوية فمي ..

حدثت عندمة كانت شهقة دخولي أكبر من اتساعه ..

لم يكن يجدي أن أغمض عيني بشدة ..

لأمحو صورة الموقف الذي بتر بطن الأمل في حياتي ..

وأطفأ الضوء في طريقي إلى الآتي ..

ودفعني إلى الوراء مسافة طويلة ..

لا تقيسها وحدة المسافات !

خطأ واحد فقط قد يغير مصائرنا ..

وينعطف بنا فجأة إلى المجهول !

جيش من الخوف أبصرته يزحف نحوي ..

نساء تشققن عن صدورهن و تلطمن وجوههن ..

قرع نعال ..

طرقات باب عنيفة ..

عويل أطفال ..

رنين هاتف ..

صرخات استغاثة متقطعة ..

هشيم زجاج ..

وركلات ..

وصغعات !

هل تجدي الأقراص في مواجهة مأزق نووي كهذا ..

سيمحو الأحلام عن خارطة أيامي ؟

ويرسم خرابا ..

لا يكفي لإعادة إعمار ما تبقى في رصيدي من سنوات !

أصابعي ..

تلك الجريمة التي أقمت بها علي حد الفراق ..

وجعلت من الأيام القلائل التي كانت تفصلنا سنوات عجاف ..

الآن .. وأنت تلقي على كاهلي فداحة الموقف ..

وتتوارى خلف شاربين و أعراف ..

ألم تكن أصابعي أمرا هنيا و مباحا ..

أمام وحشية المنفى الذي دفعتني إليه عن قصد أو حتى دون قصد ؟

لم أكن أقصد الموت يا صغيرتي ..

في سلة الغسيل ملابس متسخة ..

وعلى مكتبي عمل لم أنته منه بعد ..

ومازالت هناك ستون صفحة في الكتاب لم أفرغ من قراءتها !

لم أكن أقصد الموت يا أمي ..

وجبة غذائي ساخنة ..

وسجادة صلاتي ممدودة ..

وهاتفي متصل بالشاحن !

لم أكن أقصد الموت يا الله ..

كنت أشتت انتباه قلبي فحسب ..

وأشيح بوجهه عن بشاعة الصدمة !

باعني بثمن بخس ..

عندما لم يجد ما يطعم به نزعته السادية !

لم يكن رجلا ..

كان ظلا له رأس ..

ومنكبين عريضين ..

في كل قلب مقبرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن