كنت أسير في احدى الشوارع وكان الظلام سيد على عرش الليل
فاذ تقع عيني على فتاة صغيرة، تسير بين السيارات تائهة
فتاة، من هذه الدنيا
من هذه الحياة
ولكنها غير
فهي تسير بين السيارات والمارة كي تجني الأموال
كي تطلب المال من الغريب
ترتدي ملابس مبقعة، سوداء، ممزقة وبالكاد تكسو جسدها
تنتعل حذاء مقطع وممزقتقدمت نحوها اذ بها تطلب مني المال فأعطيها
أسألها عن اسمها، وماذا تفعل هنا...
أين أهلها؟؟؟
ولكنها هربت مني،
وتوجهت الى القاطع الآخر من الشارع
اذ برجلين يتحرشان بها
هربت منهم
وبدأت تهرب، طالبة النجدة، تهرب ببراءة
تهرب بضعف
تهرب من الوحشيةركضت نحوها، كي أحميها
واذ أسمع صوت سيارة، وأرها على الأرض ممدة والدم يغمرهافهذه الشوارع قتلتها
قتلت البراءة والطفولةفما ذنب هذه الأطفال
أين الأهل والدولة؟
أين المؤسسات والجمعيات؟
أين الضمير؟؟فهذه الأطفال كست جسدها البراءة
انهم يدفعون ثمن اللامبالاة، ثمن القساوة وعدة المسؤولية...
فهذه الشوارع تعرّت من الانسانية وارتدت الوحشية
هذه الشوارع تعرت من الأحاسيس وارتدت القسوة
هذه الشوارع تعرت من البراءة وارتدت الخبثلأنها شوارع عارية، نعم عارية