شوارع عارية

461 18 19
                                    


كنت أسير في احدى الشوارع وكان الظلام سيد على عرش الليل
فاذ تقع عيني على فتاة صغيرة، تسير بين السيارات تائهة
فتاة، من هذه الدنيا
من هذه الحياة
ولكنها غير
فهي تسير بين السيارات والمارة كي تجني الأموال
كي تطلب المال من الغريب
ترتدي ملابس مبقعة، سوداء، ممزقة وبالكاد تكسو جسدها
تنتعل حذاء مقطع وممزق

تقدمت نحوها اذ بها تطلب مني المال فأعطيها
أسألها عن اسمها، وماذا تفعل هنا...
أين أهلها؟؟؟
ولكنها هربت مني،
وتوجهت الى القاطع الآخر من الشارع
اذ برجلين يتحرشان بها
هربت منهم
وبدأت تهرب، طالبة النجدة، تهرب ببراءة
تهرب بضعف
تهرب من الوحشية

ركضت نحوها، كي أحميها
واذ أسمع صوت سيارة، وأرها على الأرض ممدة والدم يغمرها

فهذه الشوارع قتلتها
قتلت البراءة والطفولة

فما ذنب هذه الأطفال
أين الأهل والدولة؟
أين المؤسسات والجمعيات؟
أين الضمير؟؟

فهذه الأطفال كست جسدها البراءة

انهم يدفعون ثمن اللامبالاة، ثمن القساوة وعدة المسؤولية...

فهذه الشوارع تعرّت من الانسانية وارتدت الوحشية
هذه الشوارع تعرت من الأحاسيس وارتدت القسوة
هذه الشوارع تعرت من البراءة وارتدت الخبث

لأنها شوارع عارية، نعم عارية

خواطرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن