الفصل السادس

3.1K 149 20
                                    

اجتمعت بأهم رجالي انا وكمال .. كنا نجلس على طاولة دائرية .. في مكاننا المعهود ككل مرة .. نظر لي كمال باستفهام ليسألني : على شنو ناوي ؟.
وزعت نظري على الجميع قائلا : مبدئيا اريد تعرفولي حازم وين ضام فلوسه .. للعلم ان هو محاط فلوسه بولا بنك برة ولا جوة .. وهذا شغلكم .. مرح ترتاحون الا لما تعرفون مكانهم .
قال كمال معلقا : بس اعتقد المكان الي حاط بيه فلوسه مكان سري جدا ..
نظر للجميع ليردف : يعني هو مرح يروح هالمكان الا اذا احتاج مبلغ جبير من الفلوس .
سال احد الرجال : والحل ؟.
اجبته قائلا : نخليه يحتاج مبلغ جبير .
سألني كمال : شلون ؟.
قلت وانا ابتسم له : تدري شقد يكلف اعادة اصلاح مبنى متهدم !.
كانت علامات الاستفهام ظاهرة على وجوههم .. عدت بظهري على الكرسي موضحا : النايت كلب ماله والفندق الي بصفه اذا تفجروا رح يكلفون.
قال بسرعة كمال محتجا : علي اتفقنا مانموت احد .
اجبته ببرود : منو قال حنموت احد !.. محد حيصيرله شي ..
وزعت نظري للرجال قائلا : اذا كل شي صار بطريقة صحيحة محد حيتأذى .
.....

بمحض ارادتي ذهبت لمنزل سهر .. كمال رأى ان ما افعله جنون .. ولكن يجب ان افعل هذا .. اوقفت السيارة عند الباب لأرتجل منها .. رأيت الحراس الذين امام البوابة توجهوا امامي ليقفوا امامي .. ابتسمت قائلا : اريد رؤية السيد .
قال احدهم بصوته الغليظ : انتظر هنا .
تحدث احدهم بالهاتف ليعود الي قائلا : مد ذراعيك .
مديت ذراعي لمستوى كتفي .. ليفتشاني .. فتح احدهم البوابة لي ليسير داخلا امامي وانا اتبعه وابتسامة السخرية على وجهي ...
....
تذكرت عندما اخذت سهر للاقليم الثاني وصارحتها بحقيقة انني استقر هنا .... بل انني خدعتها وكذبت قائلا انني كنت اتلاعب بها .. ربما الجزء الذي يخص تلاعبي بها كان في البداية فقط قبل ان احبها حقا ...
دلفت للغرفة وجدتها تجلس على السرير وعيناها متورمتان .. تنظر امامها ببرود لكل شئ .. وجودها معي اكثر سيقتلها .. بل قد يقتل حبها لي .. وهذا ما اخاف منه .. سرت بأتجاه الخزانة لأخرج لها فستاناً جميلا يليق بها لأخر مرة اكون معها .. لا اعلم لم افعل هذه الطقوس وانا اكاد ان اقتل نفسي .. اكاد ان انهي كل شئ بيننا .. ارغمتها على ارتداء الفستان .. سحبتها من يدها لأجلسها على الكرسي الذي امام طاولة التزيين .. بدأت امشط لها شعرها .. شعرت ان ضربات قلبي تخترق صدري .. ازداد تدفق الدم في اوردتي .. وانا امسح على شعرها .. اخر لمسة .. بدأت اضع رتوش بسيطة من مستحضرات التجميل وانا اضحك قهرا .. اضحك ندما .. قلت لها : انتي جميلة لاتحتاجين لهذا .. ولكن اردت ان اريكِ انني استطيع فعل ذلك .
ابتسمت هي بسخرية .. اخذتها لاحدى قاعات منزلنا الجديد .. لأبدأ بمراقصتها .. بدأنا حياتنا معا برقصة وها نحن ننهي مابيننا برقصة .. وفي كلتا الرقصتين انا نادم .. تذكرتها عندما تزوجنا كانت هي سعيدة تراقصني والسعادة تشع من عيناها .. مقبلة عليها بفرح .. بأمل .. والليلة هي قطعة من جليد .. متبلدة .. محطمة .. دارت حول نفسها وانا ممسك بيدها لأسحبها واجعل ظهرها يصطدم بصدري .. اقتربت من اذنها وانا اغمض عيني لأخر مرة سألامسها بها .. قلت بصوت منخفض وانا اجز على اسناني اكاد ان اختنق : انتي طالق .
.. تركتها لتلتفت الي بصدمة .. عادت الحياة لوجهها ولكن وجهها بات كأنه مصفوعا .. تهربت من النظر اليها لأزيح بنظري وامسك بيديها اللتان ترتعشان .. رفعت يدها الى فمي لأقبلها قائلا بتصنع : انتهت اللعبة .
تركت يديها وهي متجمدة فسرت خارجا وشئ رطب لامس وجنتي لأول مرة ... انطلقت متوجها لمنزل كمال .. لا اعلم ولكنني لا ارغب هذه المرة بمعايشة احزاني بمفردي .. دلفت للداخل كان هو في مكتبه يجلس كالعادة ليقرأ كتابا .. دفعت الباب بقوة وانا الاحق انفاسي كأنني استوعبت للتو : طلقتها .
....

عدت من ذكرياتي وانا ارى حازم يخرج للحديقة ورجاله خلفه يبتسم بسخرية ليقف امامي معلقا : ههههههه اول مرة اشوف واحد جاي للموت رجليه .
قهقهت قائلا : ههههه شفت شلون !.
تبلدت ملامحه ليسألني ببرود : شتريد !.
قلت بثقة لأستفزه : اريد اشوف سهر .
ضحكت بصوت عال .. صوت رج المكان كله ..
صفق بيده بعد ان انتهى من ضحكه معلقا : ههههه خوش نكتة .
- ههههههههههههه جديدة مو !.
- كلش ههه .
رفعت يداي قائلا باستسلام : لتخاف اشوفها قدامك .
قال بتحدي : اوكي .. موافق .
...
بعث احد رجاله ليحضروها .. خرجت هي من الداخل لتصدم برؤيتي .. حاولت ان تجري تجاهي وهي تناديني : علي .. علي ..
اوقفها والدها من مرفقها بقوة وهو يقول : هنا حدودج .. وانت قول الي تريده .
لم انظر لها بل ركزت نظري عليه وانا ارفع كتفي قائلا : ماريد شي .. بس حبيت اقول ان التمثيلية خلصت لهنا .. وفزت اني بالجولة الاولى ..
نظرت لها لأفجر القنبلة التي رغبت بقولها : وهي انج جنتي جزء من لعبة .. ابسط شئ انج وقفتي ضد ابوج وياي .. وهالشي يكفيني لحد هنا .
اتسعت حدقتا عيناها بصدمة ليرتخي جسدها .. التفت لأوليهم ظهري قائلا : بنتك انتهى مفعولها .. باجر حدزلها ورقة الطلاق .
وخرجت من منزلها بعد ان انهيت عملي وتخلصت من ذاك الحمل الثقيل لأبدأ بتنفيذ بداية النهاية ...
....
بعد منتصف الليل وعبر البوابات الخلفية .. تم ادخال متفجرات تم صناعتها في الاقليم السادس ...
هذا ما اخبرته لرجالي ونحن نتحدث عن الخطة قلت لهم : المتفجرات حتكون من مصنع الاسلحة الي يملكه شريك حازم .. نظرت لكمال لأردف قائلا : نارهم تحرق حطبهم .
قمنا برشو رجال الامن في الفندق والمقهى الليلي ليتعاونوا مع رجالنا .. بالاضافة اننا احتجنا لخبير بأجهزة الحرائق ..
قال كمال بابتسامة : هاي سهلة اعرف واحد شغله مضبوط .
قام هو بتوقيت اجهزة انذار الحريق في الفندق والمقهى الليلي لتعمل في ان واحد لتطلق ايضا المياة فيخرج الجميع من المبنيين ..
في الساعة الواحد والنصف رنت اجهزة الحريق لتتوقف الموسيقى في المقهى الليلي ويبدأ الجميع بالتدفع للخروج من المكان .. كذلك خرج الجميع من غرفهم في الفندق .. الجميع بدأ يتراكض بينما انا جالس في مكاني اراقب برفقة كمال الشاشات والناس جميعهم يخرجون .. راقبت الساعة .. بقي سبع دقائق .. التفت لأحد رجالي الذين يراقبون الشاشات قائلا له : باقي شقد ويوصل الاطفاء !.
خلعت سماعاته ليقول : دقيقتين .
نهضت من مكاني قائلا : عطلوهم .. بأي طريقة اخروهم عالاقل ميوصلون الا بعد سبع دقايق .
بدأ كمال يتحدث عن الهاتف بتوتر طالبا منهم بفعل ماطلبته ... قال احد الرجال لي : النايت كلب فرغ .. والطوابق الاولى من الفندق فرغت .
ابتسمت لأقول له : يلا .
انهيت جملتي لأنظر للشاشات .. بلعت ريقي وانا انظر للنور الساطع المتوهج .. نور قوي بضغط عالي دفع كل شئ بعدها ظهر صوت مدوي .. نيران بدأت تأكل كل شئ .. هرج ومرج خارج المكان .. كل شئ يتكرر كما عهدته .. التفت لكمال الذي ربت على كتفي ولكني لم اشعر به .. ابتسم الي .. حاولت ان ابتسم واستمتع بمشاهدة هذا المنظر ...

اقليم القمامةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن