في صباح اليوم التالي بعثت لمنزل حازم هدية خاصة .. كانت عبارة عن قفص به غراب اسود ورسالة كتبت بها : انها شرارة فقط ..
قهقهت بصوت عالٍ وانا اراقبه وهو جالسا في مكتبه عبر الكاميرات التي اراقبه بها .. هو تحت نظري طوال الوقت .. رمى القفص على الارض وقطع الورقة بهستيرية .. نظر الي كمال الذي يتوقف خلفي قائلا : وشوكت الخطوة الثانية .
التفت اليه مجيبا : بعد .. خليه ع نار هادية .
....
اتذكر انني سالت كمال بعد ان اخذني للاقليم الثاني لأعيش هناك .. استغربت مدى اهتمامه لي منذ ان كنت صغيرا عندما ماتت جدتي الى اليوم .. لم يفعل كل هذا ولم انا تحديدا ..
ابتسم ليجيبني : جان عندي ابن بنفس عمرك ..
تنهد قليلا ليكمل قائلا : مات بأنفجار قبل التقسيم وهو عمره عشر سنين .. من ساعدتك من بيبتك ماتت جان موقف عادي .. بس يوم بعد يوم جنت اشوفك وحيد .. جوعان .. حسيت اني دأشوف ابني مكانك .. لو اني الي ميت وابني بقى عايش جان حيعيش كل شي انت عشته .. جان حيحتاج احد يساعده .
لمعت عيناي متذكرا ابي وجدتي عدت بظهري للوراء قائلا : الموت ليش بس ياخذ الي نحبهم !.
ابتسم بحزن ليرفع كتفيه : مادري .. سألت نفسي هواي ليس مات هو مو اني .. شمعنة شعبنا تعبان .. وليش وليش .. مالقيت جواب .. بس لقيت حل .
سالته : حل !.
ابتسم بثقة : اني اتوكل ع الله وارضى .. كل شي يصير النا اله مسبب واله نتيجة .. احيانا السبب للي صار هو نفسه النتيجة .. صارت احداث معينة حتى توصلنا لهاي النتيجة ..
نهض من على كرسيه ليسير بأتجاه مكتبته قائلا : كل شي يصيرلك اله سبب .. اني لوما موت ابني مجنت يمكن حساعدك واوقف وياك .. وانت لوما موت ابوك وبيبتك مجنت حتصير هيج قوي .
قلت بسخرية : يعني هالشي حلو !.. ومنو قال اريد اصير هيج !.
التفت الي محاولا اقناعي : الانبياء مصاروا انبياء من فراغ .. الابطال .. كل شخص مؤثر كان عليه ثمن لازم يدفعه يلا يصير هيج .. ادم دفع ثمنه انه نزل من الجنة وسكن الارض .. بس بالمقابل صار ابو البشرية كلها وانشأ ذرية .. يوسف وقع بالبير وسجنوه .. والكل صار ضده بس هو لولا كل هالاشياء مجان حكم بالنهاية .
قلت له بجزع : هذولة انبياء .
سألني ليتحداني : يعني انت متقدر !.
دار سؤاله في رأسي .. هل استطيع ان اكون مؤثرا .. ان اكون كأبي واحقق العدالة !..
.....
عدت من ذكرياتي وسرت لأخرج من المنزل .. كانت السيارة تنتظرني في الخارج .. نظرت لساعة يدي .. مازال امامي بعض الوقت .. لفت انتباهي توقف سيارة بجانب الرصيف .. دهشت عندما رأيت سهر تترجل منها !... سحقا مالذي تفعله هنا وكيف خرجت من منزلها .. سارت بخطوات سريعة وانفها اصطبغ باللون الاحمر وعيناها متورمات .. زفرت لأقف ببرود امامها توقفت امامي وعيناها تتوهجان تتفحصني بدقة كأنها ترى شخصا غريب .. تجاهلت نظراتها لأسألها : انتي شلون طلعتي من البيت !.
ابتسمت بسخرية لتجيبني : ههه عدوك فرح من الي سويته بية .. يقول ان الي اني بيه احسن عقاب من انه يحبسني .
زفرت لأزيح نظري عنها شعرت بيدها وهي تدير رأسي وتجبرني على مواجهتها .. صرخت بصوت ضعيف : قولي انك دتمثل علية .. قول الي سويته علمود تقنع ابوية ان مابينا شي .. قول واني حصدقك .
امسكت بيدها التي تمسك بفكي لأنزلها قائلا : للاسف ماعندي شي اقوله اكثر من الي قلته .
صمتت لثوان كأنها تستوعب ماقلته على مسامعها .. بعدها ضربت صدري لتصرخ : انت مجنون .. كل هذا علمود الانتقام .. واني شنو ذنبي .. انت مريض اسوأ من ابوية نفسه .
امسكت بمعصميها بقوة لأوقف حركتها الشرسة قائلا وانا اجز على اسناني بقوة : سهر روحي منا اخلص شغلي واطلقج .
حاولت التملص من قبضتي وهي تدفع بجسدها للوراء قائلة : طلقني .. انت حقير .. طلقني .
تركت يدها وانا اقهقه لأزيد نيرانها لهيبا : لن اطلقكِ .. سأدعكِ تتعذبين قليلا .. معلقة .
ارتخى جسدها لتنظر لي ببلاهة كأنها مشتتة بين الوعي واللا وعي .. قال بصوت ضعيف : ماذا عن حبي لك !.. بهذه البساطة !.. ما مررنا به !.
زفرت وسرت لأتركها وهي متصلبة في مكانها لأرتاد سيارتي وانطلق بها بعيدا عنها ...
....
وصلت الى المقهى الذي اتفقت عليه معها لألتقي بها .. دلفت للداخل لأبحث ببصري عنها فاستوقفني الرجل البدين النادل الذي يستقبل الزبائن .. سألني قائلا بلطف : سيد علي !.
اومأت برأسي بأيجاب .. ليشير لي بيده بأتجاه معين .. سرت خلفه بأتجاه الغرف المنفردة في المطعم .. توقف عند باب الغرفة ليومأ برأسه قائلا : تفضل سيدي .
فتحت الباب لأدخل للداخل .. كانت الاجواء رائعة في داخل الغرفة والشموع تنتشر في كل مكان .. اقفلت الباب خلفي لأقترب من الطاولة التي تجلس عليها فريال عشيقة شريك حازم .. ابتسمت بثقة لأجلس امامها نظرت حولي للشمس والشمعة التي تتوسط الطاولة التي تطفو على في وعاء زجاجي شفاف به ماء .. انحنيت للشمعة لأنفخ عليها فينطفأ لهيبها .. قال وهي تلاعب احدى خصلات شعرها الاشقر قائلا بغنج : ظننت انك رومانسيا تحب هذه الاجواء .
ضحكت بسخرية لأقول : ادخريها لسعيد .
نظرت للجهاز اللوحي الملصق على الطاولة لتسالني قائلا : تحب النبيذ ؟.
قلت بأختصار : ستنفذين ماطلبته منكِ !.
نظرت لي وهي ترفع كتفيها للاعلى : هذا يعتمد على ماستقدمه لي .
حككت قليلا ذقني قائلا : فكرت ان افجر شركتي حازم ولكن لن استفاد من ذلك .
سألتني بشك : اهذا يعني انك تعرض شركاته علي !.
سألتها : الا تكفياكي ؟.
ابتسمت بثقة قائلة : بلى .. ولكن كيف ؟.
اجبتها بثقة : دعي الامر لي .. المهم ان تجعلي سعيد ينهي شراكته مع حازم .
عادت بظهرها للوراء وهي تقول بثقة : هذا الامر سهل علي .. والان هل يمكننا ان نحتفل .
ابتسمت اخيرا معلقا : لنحتفل .
.....
بعد ان خرجت من المطعم اتجهت لمقرنا المعتاد لأن كمال ارسل الي اخبرني ان الجميع قد اجتمعوا بانتظاري .. اتجهت الى المنزل الذي يقابل منزل سهر عبرت عبر بوابته الخلفية ودلفت للداخل .. فتح احد الحراس لي باب القبو لأنزل عبر السلم القصير المؤدي اليه .. كان هناك احد الحراس ايضا .. فتح الباب الي لأدلف للداخل واجد الجميع بانتظاري .. من بينهم كمال كان يحادثهم .. فتح ذراعيه عندما رأني وهو يبتسم قائلا : وينك يمعود .
قلت وانا اسحب احد الكراسي واقربها من الطاولة جالسا : بعدين احجيلك .. بشر !!.
نظرت له بنظرة متفحصة متأملا ان اسمع ما اردته .. فأبتسم الي قائلا وهو يهز رأسه : اي عرفنا وين يحط فلوسه .
عقدت حاجبي بفضول لأسأله وضربات قلبي تتسارع : وين ؟.
اجابني : بالاقليم السادس .. بمبنى مهجور المفروض بس عليه حراسة مشددة .. للعلم انه دخله بحده .. بدون ماياخذ احد من حراسه .
حككت انفي لأسأله : وشدرانا ان فلوسه هناك .
قال احد الرجال متسائلا : لعد شلي يوديه هيج مكان بهالسرية !.
حركت رأسي وانا لست مقتنا لأقول : مو مقتنع .. لازم نتأكد .
اضاف كمال : شلون والمكان كله مليان حرس .
نظرت للرجال لأسأله : صورتوا المبنى ؟.
اومأ احدهم وهو يمد الجهاز اللوحي الي .. لأنظر لصور المبنى رباعية الابعاد تظهر امامنا ..
سألت كمال : نقدر نشتري واحد من الحرس !.
بقي صامتا يفكر .. ليجيب : مو مشكلة ندبرها بس شرح تسوي ؟.
- نعرف منه معلومات اكثر .. عن الحرس الي بالداخل .. الوضع كله .. هالمكان يزوره احد غيره !.. اريد معلومات وافية .. خلال هاليومين وهمين اريد خبير متفجرات نفس الي اشتغلنا وياه من يومين .
سألني كمال : ع شنو ناوي .
ابتسمت قائلا لأنهض : كل شي بوقته حلو .. المهم نعرف الفلوس موجودة هناك فعلا .
....
انتهينا من الاجتماع لأخرج لأصعد للاعلى واتجه لغرفتي .. فتحت الباب فوجدتها مستلقية على السرير على بطنها .. التفت الي وهي تقول بتذمر : تأخرت .
اغلقت الباب خلفي وانا ابتسم قائلا : هههههه متوقعت حتجين بهالسرعة .
نهضت سهر من على السرير واقتربت مني لتحتضنني وتطبع قبلة على رقبتي قائلة : اشتاقيتلك .
اغمضت عيني ويدي تطوق خصرها اخيرا هي بين يدي .. اكاد ان افقد وعي ورائحتها تنتشر في صدري .. اخيرا هي معي .. ابتعدت عني لتعقد حاجبيها باقتضاب قائلة : انت غبي .. كيف تفعل بي هذا !.
حاوطت رقبتها بذراعي لنجلس على السرير قائلا : بس تمثيلج يجنن هههههههههه ردت اتأثر وشون تبجين وانت جرحتني ههههههههههههههههه .
قالت بطفولية وهي تلوي شفتها : انت استفزيتني تقمصت الدور .
....
عادت بي ذاكرتي قبل ليلتين من ذهابي لمنزل سهر .. كنت اتحدث معها عبر الجهاز اللوحي .. اخبرتها بالخطة هذه قائلا : ابوج لازم يصدق ان احنا انتهينا .. ع الاقل حتى ننفذ باقي الخطة .
سألتني قائلة : وتتوقع رح يصدق .. بعدين متخاف من حتجي للبيت يروح يسوي شي اني مرعوبة .
قهقهت قائلا : كم مرة قتلج لتخافين مرح اموت ع الاقل هالفترة هههه .
تغيرت ملامح وجهها وهي تفكر لتقول وهي تعض على شفتيها قائلة : موافقة .
....
عدت للواقع وهي تضحك من شدة ضحكها اغمضت عيناها الجميلتان : ههههههههههه مشفت شكله من شاف الغراب هههههههههههههه شهالفكرة .
قرصت ذراعها وانا اضحك قائلا : هههههههههه انتي مجنونه هذا ابوج ترا !.. شمتانة .
قالت وهي تلتقط انفاسها بعد ان توقفت عن الضحك : انا مع الحق .. معك .
كيف تمنحني هذا الكم من الحب !.. تشابكت اصابعي بأصابعها قائلا : لو لفيت العالم كله مرح القى وحدة مثلج .. جدتي كانت تدعو لي .. اعتقد ان الله اجاب دعائها عندما احببتني انتي .. انتي الدعوات التي ظننتها في وقت ما انها ليست مجابة .. جميعها تشكلت لتصبحين انتي ..
......
اخذت يدي لتقربها من شفتيها لتقبلها .. نظرة الحب التي كانت في عينيها فجأة تحولت للهيب من الغيرة لتسالني وهي تاركة يدي : شصار ويا فريال ؟.
قهقهت لأستفزها : كانت جميلة جدا .
نظرت لي بصدمة !.. فانفجرت ضاحكا : ههههههههههه لا ولو تشوفين مسوية اجواء رومانسية وقدمتلي واين .
شعرت تقصرني وهي تجز على اسنانها قائلة : ندمت عرفتك عليها .
جررتها لاضمها : ههههههههه فشلتها لتخافين .. بس طلعت علاقاتج قوية قدرتي تقنعيها .
- يعني وافقت !.
- اي ..
ابعدتها قليلا عني لأقول لها : هسة عوفج منها ومن كل شي وممكن تهتمين بزوجج شوية !.
احمرت وجنتيها وهي تعض على شفتيها .. مسحت على وجنتها لأمست شعرها الذي انتهت اطرافه عند نهاية رقبتها .. اقربت لأقبل رقبتها .. كم اشتقت اليها .. حلمت بنزول المطر من مواسم .. ارتفعت بقبلاتي لوجنتيها المتوردتان .. اغمضت عيناها فقبلت جفنيها اللذان يحتضنان لون الشمس بالداخل .. حتى هبطت مرة اخرى لشفتيها .. لأتذوق الشهد بعد مرارة كادت ان تنسيني هذا الطعم .. قبلتها بقوة .. وددت لو انني اندمج معها لنصبح واحي .. لتحبس بداخل صدري .. غرقت معها بدوامة لا منتهى منه .. دلفت للجنة عبر شفتيها .. وبت اتجول بداخلها وانا ارتع في مفاتنها ...
لوهلة كدت افقد الامل في لقائنا .. في شم حتى رائحة الجنة .. ولكن الان انا بداخلها .. معها .. رغما عن الجميع
......