prat9

4.2K 194 2
                                    

ثم تنهدت وأضافت:
" رفضت وأعرف أنه كان يتوجب علي الإصرار على رفضي...ولكن...أوه ، يستحيل علي الآن أن أشرح بالتفصيل ما حدث ذلك اليوم".
"ألم يهمك أبدا أنه رجل متزوج؟".
تنهدت بأسى ظاهر وقالت:
" لم أعرف أنه متزوج . أنت لم تخبرني ، وهو بالطبع لم يتبرع بإبلاغي ذلك. حتى أنني كنت أتوقع فتاة في إستقبالي، تصورت أن كريس تصغير لكريستين وليس لكريستوفر ! كيف كان من المفروض علي أن اعرف أنه متزوج ؟ لم يتصرف معي أبدا كأنه رجل متزوج!".
أصدقك! إني اصدق كلامك !".
ووقف ثم قال:
"وماذا عن أنابيل ؟ أتصور أنها تحبك كثيرا. من المؤسف أنك قد لا تبقين هنا".
حدقت به إيما بذهول وحيرة وهي لا تصدق ما سمعته أذناها. إنه يمزح ! إنه لن يطردها لأنها لم تصل في اليوم الذي حدده لها ! إنها مستعدة لخسارة مرتب ذلك اليوم اللعين إن كان يهمه تطبيق القانون بحذافيره ! وسألته بإستغراب واضح:
" وماذا علي أن افهم من ملاحظتك هذه ؟ إنك سوف تطردني ؟ وإنك سترسلني إلى لندن، وتعتبر أن مشكلة أخي وكأنها لم تكن؟".
" هذا بالضبط ما أفعله مع أي موظف آخر ليس لديه مثلك شقيق متورط بهذه القضية. ولكن يؤسفني أن وضعك يختلف عن أوضاع الآخرين . فأنت لديك حصانة ضد الطرد...إلا إذا عدت وقررت تحويل قضيته إلى القضاء".
صرخت إيما بذهول ولهفة :
"ولكنك لن تفعل ! لن تفعل! "
قطب دايمون حاجبيه وقال لها بهدوء وجدية:
" لا ، لن أفعل وسأنسى هذه الحادثة مع كريس "
" وهل سأبقى ؟"
درس دايمون بتمعن ملامحها المبتهجة. وحذره عقله ومنطقه من إبقائها لحظة واحدة ، بينما لا يزال قادرا على ذلك. ولكنه لأول مرة تجاهلهما وقال لها وهو يهز رأسه موافقا :

" لا أعتقدذلك".
إبتسمت إيما فعقد دايمون جبينه مرة أخرى وقال لها:
" يبدو الآن أن موقفينا تعاكسا. فقد كان لدي انطباع بأنك كنت تريدين البقاء في لندن ...بأن عملك هناك...وبأنك سوف تحصلين على ترقية!".
" كان هذا قبل لقائي آنابيل . إنها طفلة رائعة "
" هل هي حقا ؟ على الرغم من أنها إبنتي أنا ؟ "
" وما يجعلك تظن أن لذلك أي تأثير سلبي "
" يجب أن يكون ، أليس كذلك؟ اعني أن هذا هو صلب الموضوع، أم ترى انا على خطأ ؟".
ثم إستدار نحوها غاضبا وقال:
" مرت اوقات شعرت خلالها بأنني أريد قتلك بسبب ما فعلته بي!".
شدّت إيما يديها بتوتر ظاهر. إنهما يعودان الآن إلى الموضوع الأساسي، وهي على وشك أن تفقد أعصابها.لماذا أعاد إلى حديثهما النبرة الشخصية ؟لماذا لم يحتفظ بلهجة رب العمل مع موظفته؟
" كانت خطوة نحو الأفضل ".
وسارت بعصبية نحو الباب ولكن صوته أوقفها في مكانها عندما سألها بحدة:
" إنك لم تتزوجي أبدا......ألم تشعري بتاتا بالندم ؟ "
." ندم بسبب عدم الزواج ؟ "
تقدم نحوها بسرعة وقال لها، فيما كانت عيناه تتأملان جسمها بإعجاب يصل إلى درجة الإحراج والإهانة:
" أنت تعرفين جيدا ماذا أعني ".
إرتعش جسمها بقوة .فعندما يكون قريبا منها إلى هذا الحد تشعر بالضعف أمامه.ليس عليها إلا أن تخطو نصف خطوة نحوه لتلتصق به وتشعر بدفئه وحنانه. وشعرت بألم وعذاب شديدين عندما أحست بأنه لا ينتظر منها إلا أن تفعل ذلك . وفي تلك اللحظة الوجيزة تذكرت بوضوح أدق التفاصيل في العلاقة التي كانت بينهما. إنه لا يعرف انها تركته لأجله هو..... لصالحه ! وتذكرت الليدي ماسترهام وهي تقول لها:
" ولكن ، يا إيما أعتقد أن دايمون يتصرف بشجاعة فائقة ، ألا توافقيني الرأي على ذلك؟ أعني.....رجل بعمره ونفوذه ، وفتاة صغيرة جميلة مثلك لا تملك جنيها واحدا ! أعني ، يا عزيزتي، إن الناس سيحكون.....من المؤكد أنهم سيحكون ! ويخيل إلي أنه سيكون لكلامهم تأثير سلبي وغير سار على مؤسسته عندما يعرف منافسوه بضعفه إتجاهك. ثم إن هذا التصرف لا يدل على خلق رفيع وشخصية قوية ، ألا تعتقدين ذلك ؟".
تذكرت إيما ايضا أن عيني الليدي ماسترهام كانتا تسألانها كيف أن رجلا مثل دايمون يجد أي إهتمام بحشرة مثلها ! إلا أن الليدي نفسها لم تتجرأ على الإفصاح علنا عن مثل هذه الآراء المذلة. ولكن البذور زرعت بصورة جذرية، وكان على إيما أن تسمع العديد من الملاحظات المماثلة.وكانت كل ملاحظة أسوأ وأشد قساوة من سابقتها.....إلى أن إقتنعت إيما بأن وجودها معه سوف يلحق الدمار بعمله..... وبحياته.
رفعت رأسها وتطلعت فيه غير قادرة على التفوه بكلمة واحدة. حدّق بها دايمون لفترة قصيرة. وعندما شعرت بأنها لم تعد قادرة على الوقوف طويلا ، أزاح وجهه عنها وتمتم بصوت متوتر وغاضب:
"! اخرجـي ".
صباح اليوم التالي ،تناولت إيما طعام الفطور في غرفتها ثم نزلت الى الطابق الأرضي لتسمع من لويزا أن رب البيت وإبنته خرجا سوية منذ بعض الوقت .
" أنت وانا اليوم في عطلة إلزامية . فقد أوضح السيد ثورن انهما سيستقلان اليخت ولن يعودا قبل المساء . أعتقد انه سيأخدها الى الدورو".
نظرت إليها لويزا وإبتسمت بمكر قائلة وهي تشير إلى احد الزوارق :
"هذا هو الزورق الذي يقوده جوزف ، إن كنت ترغبين برحلة قصيرة إلى ناسو ".
ثم وقفت وأضافت:
"فعلا ، وبكل جدية ، أنا لا أمانع ابدا برحلة كهذه . وبما انه ليس لدينا اي شيء نقوم به ....".
وتوقفت عن إتمام جملتها عمدا. إبتسمت إيما دليل الموافقة وقالت :
"فكرة لا بأس بها على الإطلاق. كنت أتمنى لتوي أن أحضر بعض الأقمشة....ولكن ماذا عن السيد ريميني ؟ ألن يتوقع منا البقاء هنا ؟ ".
إبتسمت لويزا :
"بالنسبة إلى السيد ريميني .فالسيد ثورن أوصله إلى سانت كاترين حيث سيمضي النهار مع كريس وهيلين. بول وكريس يعرفان بعضهما منذ عدة سنوات ، إنهما زميلا دراسة".
." إذن ، اعتقد ان علينا الترفيه عن نفسينا....أليس كذلك؟"
أعادهما جوزف بعد أن تناولتا عشاء من السمك والخضار في الهواء الطلق ، ولكنهما شعرتا بشيء من الذنب لأنهما تغيبتا مثل هذه الفترة الطويلة. وفيما إقترب زورقهما من سانت دومينيك ، شاهدتا اليخت رأسيا في مكانه وعلمتا ان دايمون ثورن عاد إلى الجزيرة قبلهما . وعندما دخلتا البيت وهما تحملان حاجياتهما لم تجدا أحدا. كانت الساعة آنذاك تقارب الثامنة فقررتا أن تذهب كل منهما إلى غرفتهما لتغتسل وتغيّر ملابسها إستعدادا للعشاء. وقالت لويزا لإيما فيما كانتا تصعدان الدرج :
" لا تقلقي بشأن أنابيل . تانزي تهتم بها عادة عندما لا يكون أحد منا هنا ".
شعرت إيما بالإرتياح، فقد كانت على إستعداد تام للعودة الى الجزيرة في وقت مبكر ، إلا أن لويزا أصرت على أن لا حاجة لذلك . وقبلت إيما ذلك بدون إعتراض أو إحتجاج لأنها شعرت بأنه لم يكن لديها أي يوم عطلة منذ وصولها الى الجزيرة قبل أسبوع .
إستحمت بسرعة وإرتدت فستاناً أزرق اللون ثم نزلت الى القاعة لتجد دايمون جالسا في إحدى زواياها يشرب كأسا من العصير البارد .كان يرتدي بزة رمادية داكنة تضيف الى سمرته وجاذبيته أناقة وهيبة. رفع حاجبيه إشارة الى انه أحسّ بدخولها، فوقفت لا تدري ماذا تفعل او تقول .وبعد لحظات ، إستجمعت شجاعتها وسألته بهدوء :
" هل أمضيتما يوما جيدا ؟ "
" أعتقد ذلك. وأنت ، هل أمضيت يوما ممتعا؟".
". نعم .ذهبت ولويزا إلى ناسو حيث إبتعنا بعض الأغراض"
أحنى رأسه قليلا وهو يقول:
". تانزي أبلغتني بذلك بذلك "
ثم أشار الى كرسي مجاور وقال لها:
"تعالي ،سأحضر لك شرابا. ما رأيك بعصير التفاح ؟ كنت تحبينه كثيرا ".
أعد لها الشراب وأعطاها الكأس فأخدته شاكرة، ثم دخلت لويزا وبدأ الثلاثة بتناول العشاء، فيما كان دايمون يقول للشابتين الجالستين معه :
"بول باق بعض الوقت في سانت كاترين. سوف يعود في وقت لاحق ".
سألته لويزا عن رحلة اليخت والى أين ذهب .وأرادت إيما ان تسأله عن أنابيل وهل تمتعت بنزهتها الطويلة .إلا أن صوتها رفض الإنصياع لأوامراها وقررت ألا تتكلم كثيرا حتى تتمكن من السيطرة على نفسها وأعصابها .
: وبعد العشاء إعتذر دايمون منهما وتوجه الى غرفة المكتب.رفعت لويزا رأسها وقالت لإيما ضاحكة
" أعتقد أن وجودنا لم يكن مفيدا على الإطلاق. ألا تشعرين معي بذلك؟".
ثم إبتسمت وأضافت قائلة قبل أن تنتظر جوابا
"هيا ، لنقم بنزهة خارج البيت. إنها ليلة رائعة ".
وافقتها إيما على ذلك بدون تردد. لقد كانت فعلا ليلة جميلة جدا وكان من الخطأ البقاء داخل البيت . لفت إيما عنقها بوشاح خفيف وسارتا نحو الشاطئ تتمتعان بالنسيم العليل وضوء القمر الساطع وإنعكاسه البهيج على سطح الماء وكان واضحاً أن لويزا تريد التحدث بأمور خاصة. وقفت فجأة وقالت لإيما بجدية قائلة
"أريد تقديم إعتذاري الخالص لك ،فقد تصرفت معك في اليومين الأولين لوصولك بطريقة سيئة وفظة للغاية ، ولكني سأحاول الشرح...".
لا حاجة لذلك مطلقا". "
" أعرف ،ولكني سأخبرك . عندما أتيت الى هذه الجزيرة قبل عامين لأعطي أنابيل دروسا تمهيدية ثم ننتقل الى أسلوب برايل في الحروف النافرة، تورطت عاطفيا مع كريس ثورن. كانت خطوة سخيفة....أعرف ذلك ،وكان علي بعد أن تجاوزت الثلاثين أن أتصرف بحكمة وروية. ولكنه جذاب للغاية، وأعتقد أنني بدأت أشعر باليأس ".
وتنهدت لويزا ثم مضت الى القول
"أقمنا علاقة إتسمت بالعنف. كنت أعلم بوجود زوجته هيلين، على العكس منك كما تبين في وقت لاحق ،إلا أنني لم أهتم أو أكترث، تعرفت اليها.....إنها باردة وقلبها قد من حجر، بينما كان كريس دافئاً وحنونا.....ويحبني ".
وعبست ثم قالت:
"كم كنت سخيفة وغبية ورعناء !كريس كان يلعب معي ،لعدم وجود فتيات أخريات . برندا بالتأكيد لم تكن من الطراز الذي يعجبه. لم تدم علاقتنا طويلا . فبعد حوالى تسعة أشهر تعب مني وبدأ يتطلع الى ضحية جديدة وإنتصار جديد، هذه هي القصة الفاسدة بحذافيرها ! أعتقد أنك تظنين أن ما فعلته بهلين يدل على الأنانية وحب الذات ".
تنهدت إيما وقالت بنعومة وهدوء:
"أنا لست في موقف لإصدار أحكام. ولكني آمل في ان نصبح الآن صديقتين مخلصتين ".
إبتسمت لويزا بحرارة ومودة وقالت:
" طبعا، طبعا. لقد لاحظت منذ بعض الوقت إنك إنسانة طيبة جداً. ما رأيك في العودة الآن ، أيتها الصديقة ؟ ".
عادت الفتاتان الى البيت ، كما عادت اليه الحياة العادية والنمط اليومي المعتاد. دايمون يمضي معظم وقته إما في مكتبه يراجع التقارير والوثائق التي تصله يوميا ، وإما على اليخت مع بول ، أو في زيارة إبن عمه في سانت كاترين وكانت أنابيل تراه لفترة قصيرة مساء كل يوم قبل ذهابها الى النوم ولكن إيما كانت تشعر بأن عليه تمضية المزيد من الوقت مع إبنته. ومع ان أنابيل لم تتذمر كثيرا، الا أن إيما أحست بأن الطفلة الصغيرة مصابة بخيبة أمل كبيرة لأنه لم يظهر أي إهتمام يذكر بتعلمها السباحة. كما أنه لم يسبح معها ولا مرة في البركة.
وفي مساء اليوم الخامس ، شعرت إيما بأن عليها التحدث مع دايمون قبل فوات الأوان . لم تكن تعرف طول الفترة التي ينوي تمضيتها في الجزيرة .وبالإضافة الى إحتياجات أنابيل ، فإن إيما تريد التحدث معه بشأن المواضيع النفسية المتعلقة بالطفلة وفقدانها النظر . وبعد العشاء تلك الليلة ، توجه دايمون الى مكتبه فلحقت به ودقت الباب المغلق . مرت بضع لحظات قبل أن تسمعه يقول:
"نعم ؟".
فتحت الباب ودخلت ثم أقفلته وراءها بعزم وثبات . كان دايمون يجلس وراء مكتبه يدرس بعض الوثائق . وبدا عليه الإستغراب عندما رفع رأسه وشاهد إيما أمامه
أزاح الاوراق جانبا ووضع يديه وراء رأسه ثم قال لها بتهكم:
." أوه ، إيما ! ماذا يمكنني أن أفعل لك ؟ "
ليس لي ، بل لأنابيل . أعتقد انك تهملها كثيرا".
إنقبض دايمون في كرسيه وقال لها بعصبية:
" حقا ؟ وبأي سلطة تتحدثين فيها عن إهمالي وأخطائي؟"
" إنها الحقيقة. أمضيت يوما واحدا معها من بين الأيام الخمسة التي مرت على وجودك هنا . إنها لا تتحدث كثيرا عن هذا الموضوع ، ولكنني أرى من خلال عينيها ونظراتها بأنها تشعر بإهمالك".
هب دايمون واقفا بحدة وإنفعال وقال لها بلهجة ساخرة وقاسية: "آنسة هاردينغ ، أنك تقومين بعملك بطريقة تثير الاعجاب ،تصبحين على خير!".
حدقت به إيما وقد أغضبها موقفه وتصرفه ، وصرخت به بيأس واضح:
" ألا يهمك أن تحصل إبنتك على الحب والعاطفة الإبوية ؟ هل مصاحبة إبن عمك وأصدقائك أكثر أهمية من طفلة واحدة عمياء ؟".
" إحذري من التحدث معي بهذه اللهجة او هذا الاسلوب ! انابيل ليست بحاجة إلي ما دامت معها لويزا مرديث وتانزي....وأنت بالطبع! ".
إنهمرت الدموع من عينيها وأحست بإنقباض شديد. ولم تقدر على ضبط أعصابها فقالت له بتأثر بالغ:
" هذه سخافة ! حماقة ! "
قام دايمون من وراء مكتبه وإقترب نحوها بحدة وغضب، وأمسكها بذراعها وشدها بقسوة شعرت بأنه يكاد يحطمها .نظرت إلى عينيه فرأت الشرر يتطاير منهما . وأحست إيما بأن جسدها بدأ يخونها.....يضعف أمامه، مع ان لسانه كان يلسعها كالسوط وهو يصرخ بوجهها قائلا لها أنها آخر شخص يحق له التحدث عن إحتياجات أي إنسان في الدنيا. حاولت التملص من قبضته بدون جدوى. فهو رجل قوي وكان يبدو عليه أنه يتمتع بعذابها ومحاولاتها المتكررة والفاشلة للتخلص منه. توقف عن الكلام ولكن عينيه ظلتا تقدحان شررا . إلا ان الشرر هذه المرة كان مختلفا.....يتطاير من نار تشعلها مشاعر اخرى. أحست بموجة من الحرارة تلف جسمها ، فتوقف عن الحركة.....وراحت تحدق به بهدوء غريب.
شدها نحوه ببطء وضمها إليه بقوة. ثم أمسك بخديها ورفع رأسها بإتجاهه وعانقها برغبة جامحة. بذلت جهودا خارقة كي تتمكن من عدم التجاوب معه، وشعرت بأنه يحاول ضبط أعصابه بصعوبة بالغة . توقعت أن يدفعها عنه بإزدراء وأحتقار، ولكنها نسيت على ما يبدو إصراره وعزيمته . ظل يعانقها بقوة ويداعب ظهرها بأصابع فولاذية، إلى ان ضاعت وما أن أحست بنفسها تغرق في بحر من العواطف الهائجة ، حتى أبعدها عنه بوحشية بالغة إضطرتها للامساك بأحد المقاعد كيلا تقع على الأرض.
شهقت بدهشة وإستغراب وحدقت به لتواجهها نظرات حقد وكراهية, أحست بالخجل والعار والإذلال....إنها لم تتمكن من إخفاء عواطفها نحوه وسمعته يقول لها بخبث ومكر ظاهرين :
" شكرا لك إنني أشعر الآن برضى وإرتياح تامين . فعلى الرغم من نفيك مرات ومرات إلا انك لست حصينة إتجاهي كما كنت تريدينني أن أعتقد!".
."! انك حقير ومبتذل "
" لا ، بالتأكيد لا ! أنا رجل ذو أحاسيس ومشاعر ورغبات ، هل كنت تتصورين حقا أنني سأحتفظ لك بأي إحترام بعد ذلك التصرف؟ لقد سرني ورفه عني جداً أن أزعزع هذه الواجهة الحزينة والتعيسة التي تتظاهرين بها أمام الناس!".
." هل يمكنني الذهاب ؟ "
" خارج هذه الغرفة ، نعم . خارج سانت دومينيك، لا. فلديك ذنوب كثيرة يجب التكفير عنها".
كتمت شهقتها وفتحت الباب ثم جرت بسرعة نحو غرفتها. لم تعد تهتم بما يقوله أي إنسان عنها.تريد أن تختبئ...بعيدا عن سخريته اللاذعة وإنتقاداته القاسية، وأكثر من ذلك كله......عن لمسة يديه.

احبك ولو طال إنتظاري.. فإن لم تكن قدري.. فقد كنت اختياري..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن