الرسالة الثانيه :
الحب ..
شئ معقد ، اليس كذلك ؟
حسناً لا ..
انه شئ في غايه البساطه وبشكل ما هذا هو سر تعقيده ، اراه انا بسيطاً ولكنك ترسم تكشيرة على جبهتك بعدم رضى ومن ثم تظهر لي بعض الصور لبعض المسائل الحسابيه المعقدة التي اشتركنا في حلها وتعاود تقول " اترى استطيع حل هذا بسهوله ولكن .." تقف قليلا لتعرض علي صورها .. تلك الفتاة ذات النمش والشعر البني الكثيف ..
تلك العينان الواسعتان ذات الرموش الطويله ،
احدق انا فيها ، فاجد تلك الاشياء الذهبيه تتلألأ حولي حتى تمتلئ الغرفه ، اقاوم ما اعانيه من دوار واجلس ببطئ فتخاطبني بانتصار " ارأيت " ..
تعبث في خصلات شعرك بحيرة وتعاود الكلام وانت تبحث عن صوتك " انا ... انا لا استطيع ، لا اعلم ماذا يحدث لي عندما اراها " ..
احاول تفسير الامر لك ، ادقق قليلا في تلك الصور والمقاطع المحفوظه لها ،
هل السبب هو شعرها الناعم ، هل اغراء منظره او لعلها تلك الشفاه الصغيره الممتلئه ، يمكن ان يكون الامر محض انجذاب ذكوري لانوثتها ( مع انها ليست انوثه مبالغ فيها او فذه ) ..
اقلب في الصور الى ان اصل لصورة لها وهي تضحك ناظرتاً اليك بعينيها الواسعة .. ادقق اكثر لعلي اكتشف سرهما فاسمعك تتنهد .. وتخبرني بثمالة ويأس
" لا تحاول يا صديقي ، انه الحب " ..
ارفض كلامك لانه ليس بمنطقي ، اترك صورها جانباً وابدأ بتشغيل تلك المقاطع التي حفظتها ، اشاهد ذاك اليوم عندما جلست انت وهي في مدرجات الملعب الفارغه ، كان هذا يوم خسارة فريقك ،
جلست بجوارك تعبث في يد حقيبتها وقالت بصوتها الهادئ ( الرقيق كما علقت انت ) ..
* اسفه لهذا ، لا عليك انت لم تكن سبب خسارتهم على اي حال *
فتهز رأسك بيأس ( عندما كنت انا مكتئباً بالداخل )
ومن ثم ...
يحدث هذا الشئ الغير مفهوم ..
كانت المرة الاولى التي يمتلئ المكان بتلك الاشياء الذهبيه من حولي ، بدون انذار عندما كنت اتكوم واعيد الاخطاء التي فعلتها لتكون سبباً في هزيمتنا وجدت شيئاً ما يهبط بخفه على يدي اشبه باوراق لامعه او تراب ذهبي خفيف لا استطيع تمييز ماهيته الى الان ولكنه رائعه لانه فورما يلامس جسدي ابدأ بالاسترخاء حتى يصل الامر بي الي الثماله وكأنني اريد ان ابقى هكذا الى الابد ، اندهش منه فاقترب من الغشاء الرقيق الشفاف لارى ماذا يحدث ، فاجدها قد وضعت يدها باستحياء على يدك ..
انتظرك لتتكلم لتخبرني ماذا تريد ان تفعل ..
ولكنك لا تتفوه بشئ ، ادور حولي مقاوماً الاستلقاء والاستمتاع بتلك الاشياء الغريبه وافتش عن تصرف منطقي ، ولكني لا اجد ..
ارى المكان يتوهج من حولي ، اعيد النظر للخارج اراها تضغط على يدك برفق وتخبرك بصوتها الهادئ ( الرقيق كما عاودت الاشارة )
* لا بأس سيكون كل شئ على ما يرام *
يبدأ ذلك اللون الاحمر يغزو اذناك وتنظر الى عينيها وفجأه تكتسب ثقه لا منطقيه ، فاشاركك انا بحماس لا منطقي واخبرك ان كل شئ سيكون على ما يرام ..
تذهب هي وتعود انت الي منزلك يبدو كل شئ جيد فجأه ، تقابل والدتك بابتسامة مشرقه عندما تفتح لك الباب .. تخاطبك ببهجه " تبدو سعيداً ، كيف كانت المباراة " ..
اتذكر اننا خسرنا .. تبدأ تلك الاشياء الذهبيه تختفي تدريجياً ولكن مازال هناك بعض العالقين بملابسي ..
تحك رأسك وتقول بصوت متذبذب " لقد خسرنا .. "
تراها تذم شفتيها بحزن لكن ما تلبث ان تقول بروح عاليه * لا عليك يا عزيزي ، ستفوز المرة القادمه انا واثقه من هذا لا تدع هذه الليله تثبط عزيمتك ، انا واثقه فيك يا بطلي *
تبتسم قليلا وتساعدك كلماتها وتساعدني انا ايضاً فها قد اصبح المكان دافئاً حولي ..
تحدثك مرة اخرى * هيا اذهب لتغيير ملابسك لتتناول الطعام لقد قمت باعداد وجبتك المفضله *
تصعد في حماس وقد وجدت ان اليوم لم يكن بهذا السوء ، تبدل ملابسك ريثما انزوي انا الي بقعتي المفضله وابدأ الكتابه لك :
( انا احبها ، وهذا يسعدني ..
اتمنى حقاً ان تبقى بجانبي ، اريد لهذا الشعور ان يستمر ، اتمنى لو كانت هي قدري وكنت انا قدرها ، حقاً اتمنى .. )
أنت تقرأ
رسائل من ساعي البريد
Paranormalاكتب اليك الان .. لانني علمت بشكل ما ان النهاية لا بد اتيه .. طريقنا اوشك ان ينتهي ، وقد كنت صديقاً رائعاً معي منذ البداية ، كانت رحلتنا سوياً مذهلة ، لقد مررنا بكل شئ ، واستطعنا بشكل ما ان نحدث فارق ... ولكن قبل ان نرحل ، اليك بعض رسائلي يا صديق...