1.2 قبل الصفر

96 4 1
                                    

الرسالة الثالثة :
جلسنا وحيدين نستمتع بما حولنا ..
تلك اللحظات التي كنا نقضيها سوياً في التفكير في كل شئ واللاشئ هي اعظم ما مررنا به ..
نفكر في عبث تلك الحياة ، كيف اننا خلقنا وسنذهب الي الفناء ..
كان لدينا منطق ينص على اننا لا نموت ولكننا نفنى تدريجياً ، وكأن كل يوم يمضي ومعه قطعه من روحنا ، الى ان نصل الى ذلك اليوم الذي سيقوم بسحب اخر قطعه مخلفاً وراءة الفراغ والعدم ..
كنت تخاطبني بقلق " وماذا بعد ؟ " ..
اجلس انا واشعر بكل الاشياء التي لايفترض بي ان اشعر بها .. اتحد مع هذا الكون وكأنني غرست بارضه ، استشعر ادق صوت واعلى ايقاع الى ان اتمكن من الشعور بالارض وهي تدور ..
احدثك بتردد " لا اعلم " .. اغمض عيني لافكر قليلا ثم اعاود " ربما سنتمكن من التحليق بعدما نفنى ، ربما هناك مكان ما خارج هذا العالم قد اعد لنا "
تتنهد انت وتنظر الى السماء " ولكن ماذا سيحدث ان لم تتمكن روحنا من التحليق ، ربما تلك الروح مثقله بالظلام كما نحن ، ربنا ستدفن في الارض وتمضي قدماً الي القاع ، ربما الى الجحيم .."
ابحث حولي بتفكير " ولكن نحن لم نؤذي احداً ، بشكل ما ليس ذلك الضرر الذي قد يجرك الى الجحيم " ..
تغمض عينيك ، يخبو النور حولي ..
وتقول بصوت مثقل بالألم وقلة الحيلة " ولكننا آذينا انفسنا ، نحن من اختار هذا الطريق سعياً الى البؤس "
اصرخ فيك بغضب " نحن لم نختار ، لقد اجبرنا ، هم من دفعونا الى هذا الطريق ، هم من انتزعوا النور من داخلنا ، هم السبب " ..
تفتح عينيك باصرار وتوافقني ، ترجع رأسك الى الوراء مستنداً على جذع الشجرة الكبيرة التي تجلس تحتها ، تتنهد وتعاود تحديقك في السماء ..
اتجه انا الي بقعتي المعروفه وامسك قلمي وابدأ الكتابه ..
( اخاف من كل ما لا اعلمه ،
واعلم كل ما اخافه ،
اخاف من الموت ..
اخاف ان تدفن روحي في الارض . اخاف ان انتهي في الجحيم ، اخاف ان لا اتمكن من التحليق وحتى وان كنت مجرد روح بلا قالب ..
اخاف ان تسحب اخر قطعة من روحي بدون ان اودعها .. )

رسائل من ساعي البريد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن