الرسالة الرابعة :
انهم يحتفلون ..
لم افهم ابداً كيف يحتفل البشر كل عام بيوم مولدهم ،
اليست تلك هي الطبيعة البشرية؟ أوليس كل يوم يولد الملايين ؟ ما هو الشئ المميز الذي يدعو للاحتفال ؟
هل من الممكن ان يكون هذا احتفالاً لانك استطعت ان تنجو بحياتك لعام اخر ، استطعت ان تقاوم وتعافر وتتشبث بتلك الحياة ..
وهل هذا الانتصار المخزي هو الشئ الذي يدعو للاحتفال ، تخرسني بضجر وانت تنظر الى كوم الهدايا المتراكمة حول مكتبك الصغير ..
تذهب اليها وشكلها الجميل يغيري عينيك ويجعلني اتخيل الكثير والكثير من الاحتمالات ..
هذا نصف جيد .. الحماس ، السعادة ، التوق والاحساس المفرط بالاهمية ، لان هناك شخص قد اهتم بهذا اليوم ولم يقتصر فقط على تهنئتك بل انفق من ماله الورقي السخيف ليشتري لك شيئاً ، ولكن هذا تصرف طيب منه وهذا يسعدك حتى انك لا تلقي بالا لثمن الهديه اطلاقاً فقط تتمنى ان تكون مفيدة لك ، ان تحبها ..
ولكن هنا يأتي النصف السئ ..
المفاجأة ، عدم الرضى ، وفي النهايه القليل من الحسرة ، .. تفتح هداياك واحدة تلو الاخرى لعلك تجد شئ يلمس قلبك ، شئ يسعدك بحق ..
ولكنك لا ترى سوا اشياء بلا قيمه ، اشياء تدل ان من حولك لم يستطيعوا رؤيه ما بداخلك حتى ولو قليلاً .
لا يوجد منهم من يعرف ما تحب .. لم يجلب احد منهم كتاباً ولم يهديك احدهم حذاء بلونك المفضل ، لم يصنع احدهم لك قفازاً معبراً لك عن امتنانه لوجودك ..
تنقل نظرك بين الساعات الرخيصه والعطور النفاذّة والاحذيه الرياضيه الحديثه .. ولكنها لم تعجبك ..
تترك كل هذا ولكن مازال هناك بعض الامل يتألق بداخلك ، يجعلك تعبث في تلك الهدايا باحثاً عن تلك الكروت الصغيرة ، الاوراق السحرية التي تحمل كلمات التهاني ، هي اهم من كل تلك الأشياء ، تبحث على امل ان تواسيك كلماتهم وتجعلك تغفر تقصيرهم في معرفة ما تحب وتتمنى ..
تجد كلاماً مختصراً على اغلبها ، كلام محفوظ ، لا يثير اي منها انتباهك ..
اخاطبك باستخفاف " قلت لك لا داعي للاحتفال " ..
تسكتني بغضب " كفى لا اريد التفكير في هذا هم يحاولون لكن ربما انا لم اذكر لهم مسبقاً ما احب " ..
عم الصمت قليلاً ..
وكلانا يعرف انك تكذب ..
اتجهت الى مكاني المعتاد وبدأت اكتب ..
( في عيد مولدي ال٢١ ..
كان كل ما اتمناه هو ان تأتني هدية واحدة ، في الواقع حصلت على الكثير..
ولكني كنت اتمنى هدية واحدة..
واحدة فقط كما احب ، كما اريد ،
كنت اتمنى ..
ان يهتم احد بي ..
يهتم بي بصدق .. )
أنت تقرأ
رسائل من ساعي البريد
Paranormalاكتب اليك الان .. لانني علمت بشكل ما ان النهاية لا بد اتيه .. طريقنا اوشك ان ينتهي ، وقد كنت صديقاً رائعاً معي منذ البداية ، كانت رحلتنا سوياً مذهلة ، لقد مررنا بكل شئ ، واستطعنا بشكل ما ان نحدث فارق ... ولكن قبل ان نرحل ، اليك بعض رسائلي يا صديق...