1.5 قبل الصفر

48 6 1
                                    

الرسالة السادسة ؛
لم نتحدث منذ وقت طويل ، لا اعلم كم غفيت ولكن احدنا لم يوقظ الاخر ..
وقفت استند على الجدار المجاور لي ولكن شئ ما قد تغير ! لا استطيع تحديده ولكنني اشعر به ..
اتجه الى النافذة التي نرا العالم منها ،
اجدها مغلقه والظلام يعم جميع الارجاء .. هناك خطب ما ..
ادور في الظلام .. وفجأة اصتدم بشئ ما ..
احاول معرفته ، اتلمسه ببطئ ادفع اطراف يدي لتشعر بملمسه ... اجده ليناً .. ولكني لا اتذكر وجود شيء كهذا هنا .. انا احفظ كل ركن في هذا المكان ولكن هذا الشئ يبدو جديداً ..
اتقدم الى النافذة مرة اخرى وانادي عليك ..
لا رد ..
انتظر قليلاً ، وبشكل ما يبدأ المكان يصبح اكثر اختناقاً ، انادي عليك مرة اخرى ، هذه المرة اسمع صوتك يأتي من بعيد حتى اني بالكاد اميز ما تقول ،
اناديك وقد ارتفعت حرارة المكان من حولي ..
تقول انت والقلق يلون نبرت صوتك " انا هنا ! ، لا استطيع ان افتح عيني ! لا استطيع الاستيقاظ .. ماذا حدث لي !! " ..
ادور هنا وهناك محاولاً استيعاب ما يحدث ..
تعاود انت الكلام " كم من الوقت مضى ونحن في هذه الحاله ؟" ..
اجلس في مكاني محاولاً استنشاق بعض الهواء " لا اعلم ، ربما يوم او يومان " ..
تسألني بضعف " وماذا سنفعل ؟ " ..
اجيب بتردد " ننتظر قليلاً ونرى ماذا سيحدث " ..
يمضي بعض الوقت ولا يحدث اي جديد ..
تبدأ في خوفك المعتاد وتتكلم بيأس " هل من الممكن انني قد مت ! هل هكذا ما يبدو عليه الامر عندما تنتهي حياتنا .." .
لا اظن اننا قد ذهبنا بهذه الطريقة نحن حتى لم يتسنى لنا الوقت لنشهد اخر لحظاتنا في الحياة هذا ليس عدل من المؤكد اننا لم نمت .. مازلنا هنا بشكل ما ..
تعاود الكلام ولكن هناك صوت قوي يأتي ليسكت كلانا ..
صوت رخيم يتكلم بوضوح " كما ترين انه على هذه الحاله منذ اسبوعين ، لا نملك شيء سوا الانتظار ، حالته الصحيه مستقرة ونمدة دائما بالمواد التي يحتاجها جسمة ليبقى حياً " ..
تمضي بعد الدقائق بلا اي صوت اخر ، ولم يتجرأ احد منا على الكلام ..
يعاود صوت اخر اختراق فضائنا ولكن هذه المرة صوت ما معرفه .. يصلني صوتك ببطئ " انها أمي ! " ..
يبدأ الصوت بالكلام " لا اعلم هل تستطيع ان تسمعني يا بني ، يقولون انني يمكنني اخبارك بما اريد .."
ثم صوت ضحكة متعبه " هل تعلم ان هناك الكثير والكثير مما اريد اخبارك به ، ويا ليتني فعلت ..
لا اعلم لما تركتك تذهب ! ، هل كنت احتاج لان اراك في هذه الحالة لاخبرك كم احبك ! كم ان حياتي لا تعني شيئاً بدونك .. طالما كانت حياتي من اجلك ، تحملت الكثير لأراك تكبر أمام عيني وتصبح شاباً رائعاً ،
عندما ذهبت ، اعتقدت انك اردت هذا .. لماذا لم تخبرني السبب ! لماذا جعلتني اظن ان هذا ما تريده ؟ "
صوت بكاء ..
" كنت اجلس في غرفتك كل ليله ، اتأمل اغراضك ، احاول استدعاء ما تبقى منك فيها ليواسيني ..
احيانا كنت انهر نفسي واخبرها انك بخير ، انت تختار حياتك ، تمضي في طريقك كما تريد ، اقول ربما هو الان في مكان ما سعيد ربما مع تلك الفتاة التي يحبها ، ربما هو الان ينظر الى السماء ويتطلع للمستقبل ، لم اكن اريد ان اردعك ، لقد خفت .. " .
صوت تنهيدة متقطعه ..
" خفت ان اكون عائقاً في طريقك ، خفت ان امسكت بيدك في ذلك اليوم واخبرك ان لا ترحل خفت انك .. انك بشكل ما ستبقى معي ولكنك ستتخلى عن كل الاشياء الجميله عن كل المغامرات والذكريات التي يصنعها من هم في مثل سنك " ..
قالت بصوت حزين " لم اكن اعلم ان العالم الخارجي ليست مكانك ! "
صوت بكاء ..
تقول انت ببطئ " ليس مكاني ."
اسند ظهري نحو الحائط اضم ركبتي الي صدري اغمض عيني واردد ببطئ ..
" ليس مكاني ." ..
لم اكتب لك هذا اليوم ولكنني تخيلت ما سأكتبه ..
( العالم الخارجي ليس مكاناً لي ...
خلق البعض ليعيشوا فيه ،،
اما البقية ،
خلقوا ليحاولوا النجاة منه ) ..

رسائل من ساعي البريد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن