الفصل الثامن

6.1K 113 5
                                    


مر على وجود جونيور في نيويورك شهران تعرف على المدينة جيدا و تعرف على اصدقاء جدد و بدأ بتجهيز نفسه للفصل الجديد الذي سيكون اول خطوة لتحقيق طموحه حمل كتبه الثقيلة و خرج متجها سيرا الى الجامعة التي تبعد عن سكنه عشرة دقائق أي مسافة شارعين تقريبا وقف عند مقهى قريب من الجامعة و اشترى ثلاث اكواب من القهوه و عند مدخل الجامعة رأى الكسندرا و جنيفير فقدم لهم القهوه الدافئة لتنشطهم قليلا فدائما ما يكون اول اسبوع من الدراسة متعب لان المرء تعود السهر في الصيف لكثرة الاحتفالات و التجمعات الشبابية
اخذت جين القهوه و ابتسمت لجونيور بامتنان لانقاذها من النعاس الذي سيطر عليها
-" اه جنير لقد انقذتني و ستكمل معروفك اذا حملتني و وضعتني على الكرسي في قاعة المحاضرات "
-" و انا من سيحملني اذا حملتك ؟" و غمز لها بعينيه
-" هيا لندخل "
ثم دفعها بلطف يحثها على التحرك
جلسوا في القاعة التي تكتظ بالطلبة و الطالبات المزعجين و كأنهم ناموا بالامس مبكرا فهو لا بعرف سبب نشاطهم و حركتهم الزائد
علق جونيور معترض
-" يا الهي هل سكان نيويورك دائما بهذا النشاط "
اجابته الكسندرا ضاحكة
-" لا فقط في اول النهار ثم ستنتهي هذه الطاقة مع انتهاء الوقود "
" بالطبع لان هذه الطاقة تأتي من القهوة التي بيدينا " قالت جين مكمله
-" لكني لا ارى أي مفعول لها انني اتخيل سريري و غرفتي و بيجامتي ارييييييد ان انااااااام "
دخل الاستاذ و سكت الجميع تقريبا وضع حقيبته على الطاولة و اخرج اوراق منها و قام بتوزيعها على الحاضرين
-" هذه الاوراق مهمة جدا انها تشرح لكم قوانين المادة و الجامعة و طريقة رصد الدرجات و ما الى ذلك الرجاء الاطلاع عليها و الان سنبدأ المحاضرة الاولى كي لا نضيع وقت فهذه المادة كثيفة تحتاج الى وقت لنفهمها فارجوا منكم التعاون اذا اردتم النجاح في مادتي لنبدأ.. اسمي دكتور توماس وليامسون ....."
تثاؤب جنير و نظر الي صديقتين الناعستين و ابتسم

في لوس انجلوس بدأ اليوم الدراسي للفتيات بنشاط تام فهذا اول يوم تذهب فيه جولي و آلي الي جامعة في امريكا فهم اعتدتا الدراسة في لندن موطنهما
-" يا الهي انه شعور جميل لكن الجامعة هنا لا تختلف كثيرا عن الثانوية هناك " قالت آلي
-" حقا, اين هم الشباب ؟"
اخذت جولي تلتفت تبحث عنهم او بالاخص تبحث عن جاك صديقها الحميم فبعد مرور شهرين من وجودها في لوس انجلوس توطدت العلاقة فيما بينهم بشكل جيد كما ان آلي اغرمت باليكس ايضا و بدأت علاقتهما تنضج يوم عن يوم بينما فيرو التي تفتقد جونيور قررت ان تحاول ان تعيش و تنسى المها لفراقه مما فتحت المجال لمارك ان يدعوها للعشاء بين حين و اخرى و يخرج معها كلما سمحت الظروف لكن كما يقول المثل " القلب يعشق مرة واحدة "
-" مرحبا يا حلوتي "
التفت جولي على الشخص الذي التصق بها فابتسمت له
-" مرحبا يا وسيم "
-" كيف الحال هل نمت جيدا بالامس ام كنت تفكرين بي طوال الوقت ؟"
-" لا لم اكن افكر بك ايها المغرور "
-" اشك في ذلك "
و قبلها
-" هيا لنذهب لقد تأخرنا نراكم يا شباب في المحاضرة التالية الى اللقاء " قالت فيرو
-"الى اللقاء يا جميلات " قال جاك

ثلاثة اسابيع دراسة مرت بخير و تعب قليل و اقتراب فصل الخريف و الامتحانات
-" اين جونيور لم اره اليوم " قالت الكسندرا
-" لقد اتصلت به لكنه لم يجيب هل تعتقدين انه نائم و نسي ان يستيقظ " قالت جين
-" لا بد من ذلك "
-" لنذهب و نرى "
اخذ جرس الباب يرن و يرن و يرن
-" اين هو بدأت أخشى عليه " قالت جين و الاضطراب يكسو ملامحها
-" لا لا تقلقي لابد انه يستحم او ..."
فتح جونيور الباب و كان يبدو بحالة يرثى لها فوجهه احمر و انفه احمر و عيناه تدمعان و بالكاد يفتحهما شعره مبعثر ويلبس شورت و جاكيت .. ترك الباب مفتوح لتدخلا رمت جين بنفسها عليه تضمه
-" يا الهي لقد انشغل بالي عليك اين كنت ؟ ماذا يجري؟ لم لا ترد على الهاتف او جرس الباب ؟ يا الهي هل انت بخير تبدو ..."
قالت الكسندرا مهدئه و هي تسحبها بعيدا عنه
-" اهدئي يا جينيفير ان جونيور مريض و كفي عن هذه الاسألة "
-" اه ان رأسي سينفجر لم انم بالامس اسف يا جين لقد كنت نائم "
-" لا بأس اتريد بعض المهدئات تبدو بحالة سيئة "
-" سيئة جدا "
جلس على الكنبة و تلحف بالغطاء
-" اسف تفضلوا "
جلست جين و وضعت يديها على جيبنه
-" يا الهي انت حار جدا "
قهقه " شكرا لك " ثم اغمض عينيه
-" يا سخيف انت مريض جدا و تمزح ايضا "
-" الم تذهب للطبيب؟" قالت الكسندرا
-" لا لا داعي صديقي هذا بسبب تغير الجو سآخذ بعض المسكنات و اخلد للنوم و سأصبح بعد ان استيقظ عل خير ما يرام "
-" لا اعتقد ذلك ان حرارتك مرتفعة يبدو انك مصاب بالحمى جنير ارجوك دعنا نأخذك للمستشفى "
قالت جنيفير و هي مازالت تضع يديها على رأس فاخذ جونيور يديها ووضعها بين يديه
-" جيني يا عزيزتي شكرا على اهتمامك بي لكن لا تقلقي فانا استطيع ان اهتم بنفس اذا ازدادت حالتي سوءا سأذهب بنفسي و الان ارجوك اذهبا الى الجامعة كي لا تتاخرا على المحاضرة الاولى و انا سأنام "
-" كما تريد جونيور هيا جين "
-" لكننا سنأتي لنطمئن عليك بعد ان تنتهي المحاضرات "
-" حسنا جدا شكرا على اهتمامكن "
-" اعتن بنفسك " قالت الكسندرا
-" سأفعل الى اللقاء "
بعد الانتهاء من المحاضرات الطويلة و المملة ذهبت الفتاتان لشراء حساء دافيء لجونيور المريض طرقا على الباب لكن لا احد يجيب
-" يا الهي انه يحب ان يفعل ذلك لم لا يرد ؟ايريد ان يوقف قلبي؟ " قالت جين
-" اعتقد بانه نائم لنحاول مرة اخرى "
ظلت تطرق على الباب لمدة عشرة دقائق فساورهم الشك
-" لا اعتقد بانه لا يسمع رنين الهاتف و دقات الباب " قالت جين
-" لنادي حارس البناية ليفتح لنا الباب هيا "
و بعد دقئق فتح الحارس الباب فركضت جين الى غرفة جنير فلم تجده ذهبت الى الصالة و المطبخ و اخيرا وجده على ارض الحمام منبطح
-" النجده"
سمعت الكسندرا صراخ جين فركضت هي و الحارس مسرعة
-" هيا لنحمله و نأخذه الى المستشفى "
حمله حارسا البناية الى سيارة الكسندرا و أخذوه الى اقرب مستشفى وضعوه على الفراش و ادخلوه غرفة الفحص و بعد نصف ساعة خرج الدكتور
-" ما به يا دكتور هل هو بخير ؟" سألت الكسندرا
-" نعم هو بخير لكنه يعاني من حمى شديدة و اعتقد انه لم يأكل شيئا فمعدته فارغة "
-" و الى متى سيظل هنا ؟"
-" تقريبا ثلاثة ايام الى ان ننتهي من فحصه و عمل أشعة للدماغ و للجسم لنتأكد من صحته "
-" شكرا دكتور "

روايات عبير / حب غير متوقع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن