في لوس انجلوس دخل الاب ليو منزعجا
-" ما بك يا ليو تبدو مستاء " سالت مليسا
-" انا قلق على جونيور "
التفت اليه فيرو و تركت ما بيدها من اوراق و قالت له
-" ما به جونيور ؟"
-" لا اعلم انا قلق لقد اتصلت عليه اكثر من مرة لكنه لم يجيب على هاتف الشقة و لا المحمول احس بان مكروها اصابه "
-" لا يا حبيبي يمكن انه لم يسمع او انه كان يستحم او نسي الهاتف المحمول و خرج من المنزل مع اصدقائة "
-" لا لا جونيور حريص على هذه الاشياء و اذا لم اتصل انا هو يتصل و في اوقات معينة فدائما يتصل علي في العمل انا جدا قلق و لن ارتاح الا اذا ذهبت و اطمأنت عليه"
-" متى ستذهب ؟"
-" الان سأتصل على سكوت يحجز لي تذكرة في اسرع وقت اسف يا عزيزتي "
-" حسنا سأرتب حقيبتك "
و بعد ساعات طارت الطائرة متجها الى نيويورك و بمجرد وصول الاب اسرع لختم جوازة و خرج مسرعا و استقل تاكسي و ذهب الى شقة ابنه الذي ارسل له العنوان على البريد الاكتروني دفع للسائق و خرج دق على الباب اكثر من مرة فجن جنونه نزل ليسأل الحارس الذي قال له بان ابنه في المستشفى و قال له ما حدث بالتفصيل فاسرع ليو و ذهب الى المستشفى و بعد دقائق كان يقف عند باب الغرفة التي ينام فيها جونيور و الاجهزة مثبته عليه من كل جهة وقف ينظر اليه و هو يلهث من التعب ثم سأل الفتاتان ...
-" كيف حاله ؟"
سأل جين و الكسندرا و هو يدخل و يضع يديه على رأس ابنه و يمسح على شعره
-" انه بخير انه فقط يعاني من حمى شديدة "
اجابت الكسندرا و هي مستغربة من الرجل الذي دخل فجأة
-"اه الحمد لله لقد جن جنوني عليه كنت اعرف بان مكروها اصابه "
جلس بالكرسي بالقرب منه و اخذ ينظر اليه ثم استوعب وجود الفتاتان الغريبتان
-" انا اسف لم اعرفكما على نفسي انا ليو غارسيس ديلفالي والد جونيور و لقد وصلت للتو من لوس انجلوس فقد احسست بان مكروه اصاب ابني فاسرعت بالمجيء و من انتما ؟"
-" انا جنيفير و هذه الكسندرا لقد تعرفنا على ابنك من اول يوم في الطائرة و اصبحنا اصدقاء "
-" اهلا و سهلا تشرفت "
مد يده يصافحهما
-" و نحن ايضا "
-" ماذا جرى له؟ ان جونيور قوي البنية و لم يصل في المرض لان ينام في المستشفى من قبل الا عندما انكسرت ساقة و هو في الثانوية و انكسرت يده مره ايضا انه احمق و شقي لكنه قوي "
ابتسمت جينفير لسماعها شيء عن حياة جونيور الغامضة فهو لا يحب ان يتكلم كثيرا عن حياته الشخصية و له اسبابه الخاصة
-" لا اعلم ماذا جرى له يا سيدي فقد كان بالامس يتعشى و يلعب الورق معنا بكل قواه البدنية و العقلية "
-" سأذهب لاكلم الدكتور لأسأل عن حالته عن اذنكم "
قبل ان يخرج فتح جونيور عينيه ثم اغلقهما ثم فتحهما فجأة و كانه رأى شبح امامه
-" ابي ؟!" قال بصوت خافت
-" اه يا جونيور لقد اشتقت لك يا بني ماذا جرى لك ؟"
اقترب منه و اخذ يربت على رأسه
-" ابي اين انا ؟ " و اخذ يلتفت
-" لم اشعر بالبرد و دوار "
-" انت في المستشفى لقد اغمي عليك و احضرتك اجين و الكسندرا الى هنا "
-" و كيف عرفت انت ؟ و متى اتيت ؟ و كم يوم اغمي علي ؟"
رفع نفسه و جلس على الفراش مسند ظهره على الوسادة
-" لقد اتصلت عليك مرارا لكنك لم تجب على أي من اتصالاتي فشعرت بوجود شيء خاطيء و ان مكروه اصابك فقررت ان اتي الى هنا فحجز لي سكوت اول طائرة تقلع اليوم و اتيت "
-" شكرا ابي لوجودك فانا مشتاق لك و اريد ان اريك كل شيء "
-" و انا يضا مشتاق يا عزيزي "
-" كيف حال الشباب ؟ و فيرو و جولي وآلي "
-" الجميع بخير و يسألون عنك و قال لي جاك بانه سيأتي و مارك لزيارتك قريبا "
-" خبر جيد "
ظلا يتحدثان حتى دخلت الممرضة تقاطعهما و تخبها بان وقت الزيارة انتهى
-" انا اسف يا بني يجب ان اذهب هلا اعطيتني مفتاح شقتك "
-" بالطبع انه هناك فوق الجاكيت اذهب و ارتاح يا ابي و ساكون بخير "
-" سأفعل الى اللقاء في الغد "
خرج ليو و ذهب الى الشقة اخذ يتمشى بالشقة و هو يبتسم لما يراه ان ابنه يعرف كيف يأثث له ذوق رائع في اختيار الالوان و الاثاث البسيط دخل الغرفة فوجد بالمنضدة القريبة من الفراش اطار يحمل صورة ليو مع زوجته السابقة والدة جونيور حمل الاطار و نظر الى وجه زوجته السابقة
-" اه يا سارة عزيزتي كم انا مشتاق اليك .. لا تقلقي على ابننا جونيور فقد غدا رجلا يتحمل المسؤولية و سيصبح مهندس يدير شركاتي و اضمن لك يا سارة بانه سيكون بخير انا لم انساك و لن انساك ابدا و الان تصبحين بخير و شكرا لانجابك جونيور و حسن تربيته شكرا جزيلا "
وضع الاطار مكانه ثم وضع رأسه على وسادة ابنه و غط في نوم عميق ...
في اليوم التالي دخل ليو مكتب مكتب الدكتور الذي يعالج جونيور ليساله عن حال ابنه
-" يا سيدي ان ابنك مصاب بورم صغير في الرأس حديث النمو و سنقوم باستئصاله فورا و كلما اسرعنا كان افضل له "
انصدم ليو لهذا الخبر السيء
-" كيف يحدث هذا ؟؟ ان ابني شاب ... شاب قوي و ذو صحة جيدة كيف يحدث له ذلك؟؟ يا الهي لا استطيع ان افقده لا استطيع "
-" لا تقلق يا سيدي ان نجاح هذه العملية مضمون و لن ينتشر الورم في رأسه لانه كما قلت حديث النمو أي يسهل السيطرة عليه لانه صغير و ليس له الياف و لن تفقد ابنك يا سيد غارسيس ديلفالي سأبذل جهدي يا سيدي "
-" و كم سيبقى هنا بعد اجراء العملية ؟"
-" اسبوعان او اقل "
-" و متى ستقوم باجراء العملية ؟"
-" غدا صباحا سأخبره بنفسي لا تقلق "
-" يا الهي "
اتصل ليو على زوجته يخبرها بالخبر السيء
-" يا عزيزي سأتي لاقف بجانبك يا حبيبي "
-" لا انا بخير "
-" انك لست بخير انا ارعف من صوتك سآتي غدا تبدو تعبا يا عزيزي و لن اسمح ان يصيبك مكروه ارجوك اريد ان اكون بقربك سأتصل بسكوت كي يحجز لي اليوم مساءا و سأخبر فيرو لتنام عند جولي و آلي لا تقلق"
-" كما تريدين "
اغلقت مليسا الهاتف و ذهبت الى غرفة فيرو و القلق باد على وجهها
-" ماذا بك لم انت شاحبة ؟"
سألتها فيرو بقلق
-" اتصل ليو .."
قاطعتها " هل جونيور بخير ؟"
-" اتمنى ذلك "
-" ماذا به يا امي تكلمي ارجوك "
-" سيقوم بإجراء عملية له غدا صباحا لاستئصال ورم صغير حديث النمو في رأسه "
فتحت فمها و عينيها من الصدمة و لم تستطع ان تنطق بأي كلمة سوا
-" يا الهي "
وضعت يديها على فمها و ذهبت الى غرفتها و الدموع تتساقط كالشلال من عينيها قفلت باب غرفتها و أكملت بكاءها حتى غشاها النوم و نامت حتى الصباح
سمعت طرق شديد على باب غرفتها
-" فيرو افتحي الباب هل انت بخير؟"
كانت جولي تضرب على الباب بشدة
- " فيرو سأجن اين انت ما بك ؟"
فتحت الباب فيرو و القت بنفسها على جولي تحتضنها
-" هل انت بخير تبدين شاحبة و عينيك منتفخة هل كنت تبكين ارجوك اخبريني ؟"
-" اين امي الم تقل لك شيئا ؟"
-" لا انا لم أر امك لا اعتقد انها هنا فالمنزل لا يوجد به احد قولي لي انت "
بدأت تبكي فيرو
-" انه جونيور "
-" ما به هيا تكلمي ؟" قالت بعصبية و خوف
-" انه في المستشفى و سيقوم بإجراء عملية في رأسه لانه مصاب بورم "
-" انه مصاب بالسرطان ؟" قالت في دهشة
-" نعم لكن الورم صغير و حديث النمو أي لم ينتشر بجسمه "
-" لا بأس اهدئي ان بعد اجراء العملية سيكون أحسن حالا و كما كان سابقا "
-" اتمنى ذلك من كل قلبي "
-" و انا ايضا يا عزيزتي لنصلي له "
-" سأنتظر قرب الهاتف فأنا أعرف بأن ليو سيتصل ليخبر امي "
ذهبت لتبحث عن امها في كل المنزل لكنها لم تجدها ووجدت ورقة من أمها على الثلاجة معلقة تقول فيها
( فيرو انا سأذهب الى نيويورك لاكون بالقرب من ليو
أنه يحتاج الي ارجو ان تكوني بخير لن اغيب طويلا و ارجوك اذهبي عند جولي و آلي الى ان أتي اقفلي ابواب المنزل جيدا و اهتمي بدراستك و لا تقلقي سأخبرك بكل شيء
ملاحظة: اسفة لاني ذهبت فجأة فأنا لم أشأ ان اوقظك
احبك )
حطت الطائرة في مطار نيويورك نزلت مليسا مسرعة لتحتظن زوجها الذي استقبلها شاحب الوجه و غير حليق مسكت وجهه بين يديها و أمعنت النظر فيه
" هل انت بخير متى أكلت اخر مرة ؟"
ضحك بالم فلم يكن بمزاج يسمح له بان يضحك
- " لا عليك انا بخير هيا لنذهب بعد ساعتين سيدخل جنير غرفة العمليات "
-" اريد ان اراه "
دخلت و رأت شاب ضعيف حليق الرأس يجلس على الفراش و على جسمه اجهزة معقدة يشبه الى حد ما جونيور الشاب قوي البنية ذو الشعر الرائعالكثيف رأته بشفقة عندما رأت نظرات الألم و الحزن في عينية الجمليتين الزرقاء البراقة التي ذهب وميضها..كان يقرا كتاب بين يديه فرفع رأسه ليراها
-" مليسا ؟!"
-" كيف حالك يا عزيزي ؟"
اقتربت منه ووضعت يديها على يديه و قبلت رأسه
ابتسم بألم " كيف حالك انت و فيرو و باقي الفتيات ؟"
نظرت الى زوجها ثم اجابت
-" الجميع بخير و الكل قلق عليك "
دخل الدكتور قاطعا عليهم كلامهم
-" اسف لمقاطعتكم "
-" لا بأس " قال ليو
اقترب الدكتور من جونيور و كلمه بصوت هاديء و واثق
-" هل انت مستعد يا بني "
هز جونيور رأسه ايجابا
-" بالطبع خلصني يا دكتور من ذلك المتطفل الغريب الذي في رأسي"
ضحك الدكتور
-" انت ولد شجاع يا جونيور "
و بعد ساعتين اصبح جونيور مخدرا في غرفة العمليات و الاجهزة على جسمه و الاطباء من حوله
كان ليو متوترا يجول في الفرفة و يخرج الى الممر يمر قرب غرفة العمليات ينظر بين حين و اخرى
-" لقد تأخر مرت ساعتين على وجوده في غرفة العمليات "
-" اهدأ ارجوك و اجلس سيكون بخير "
-" لا استطيع ان اهدأ و ابني بين الحياة و الموت لا استطيع "
-" لن يموت ارجوك اجلس قليلا "
جلس و ارخى جسده و اسند رأسه هدأ قليلا
-" سأتصل على فيرو هل ستكون على ما يرام اذا تركت دقيقتين؟"
-" نعم ارجوك اذهبي و احضري لي فنجان من القهوه رأسي سينفجر "
ابتعدت عنه لتتصل على فيرونيكا
-" الو "
-" امي كيف حالك و ليو ؟ و هل جونيور بخير؟"
-" انا بخير لكن ليو تعبان جدا يحتاج الى النوم لكنه عنيد و لا يسمع لي .. و جونيور المسكين مازال في غرفة العمليات انه شجاع و واثق من الدكتور لا تقلقي عليه سيكون بخير , ماذا عنك ؟ "
-" انا في شقة جولي و آلي و الشباب جاك و اليكس هنا ينتظرون اتصالك لتخبرينا عن جونيور ارجوك امي لا تتأخري في الاتصال لنرتاح"
-" حسنا يا عزيزتي .. يجب ان أذهب فليو ينتظر فنجان القهوة ..اتصل لاحقا "
-" الي اللقاء"
اغلقت السماعة و احضرت القهوة لزوجها رأته مع جنيفر و الكسندرا و ما ان وصلت حتى فتحت غرفة العمليات و اخرج منها جونيور النائم تجمع الجميع حوله ينظرون اليه و الى رأسه الملفوف بالشاش اقترب الاب من الدكتور ليسأله عن حال ابنه فأجابه الدكتور
-"انه بخير و بعد ساعة سيفيق من المخدر و يستطيع ان يتكلم معكم "
تنهد ليو و بكى من الفرح
اتصلت مليسا على ابنتها تطمئنها على جونيور و ما ان اغلقت فيرونيكا السماعة اخذت تبكي فيرو ظمنتها جولي
-" هل جونيور بخير ؟" صرخ جاك
-" نعم نعم " اجابت و الدموع تكاد تخنقها
-" الحمد لله " قال الجميع
-" لنذهب و نحتفل بسلامة جونيور هيا يا جميلات " قال اليكس
-" اذهبوا انتم انا اريد ان ارتاح و انام " قالت فيرو
-" لا سنذهب جميعا و بعد الاحتفال ارجعي و نامي اذا رفضتي طلبي سأظطر لان احملك على اكتافي هيا اذهبي و غيري ملابسك نحن نتظرك بالسيارة هيا " قال جاك مازحا
-" حسنا اذا.. بما اني لا استطيع ان اجاريك سأذهب لأبدل ملابسي.. اعطني عشرة دقائق "
-" خمسة " و اشار بيده الى الساعة
-" حسنا خمسة "
ذهب الجميع الى مطعم مكسيكي شربوا و اكلوا و رقصوا حتى الفجر ثم رجع الجميع ليناموا مطمئنين البال إلا فيرو التي كانت تفكر بجونيور و كيف التقته و كيف كانت علاقتها تشوبها الصراعات و المشاحنات و فكرت بتلك الليلة التي اخذها بين احضانه و قبلها بحنان مازالت تشعر بقبلاته و لمساته على جسدها انها تحبه و ستحبه الى الابد..
أنت تقرأ
روايات عبير / حب غير متوقع
Romanceالملخص: " كم انت جذابة و انت مغتاظة " " قل لي اذا ماذا تريد ؟" " اريدك انت " اقتربت منه لتحثه على الخروج لكنه جرها الى حضنه فصفعته و وقفت قرب الباب و اشارت له بالخروج قام بعصبية ينظر اليها بتحد ثم همس لها " اعرفي بان ذلك لن يحدث و لن تتزوجي به الا...