أشباح الماضي||02

401 30 1
                                    


أنتهي اليوم الممتلئ بالأحداث القاتلة للعادة ، وها قد عاد الجميع الي منازلهم بقصص و احاديث سوف يتبادلون تفاصيلها لفتره ، ليست بالقصيرة ابدا ان ما حدث هو شئ خارق للعادة في تلك المدرسه ، وحتي الأن لم يتسع  اي عقل لاستيعاب ما قد حدث و علي رأس تلك العقول يقبع عقل ذلك المغرور الذي قد تحطم كل ما قام بالبناء له في اعوام وسقط فوقه فقط في دقائق تعد علي انامل الكف الواحد ، بالرغم من مرور العديد من الساعات إلا ان وضعه لم يتغير ، جالس وسط اصدقائه ولكنه ليس معهم !!
《يا يولي اين انت!!》 
قالت بالقليل من الدلع و هي تلوح بيديها امام عينيه لعله يشعر بما يحدث حوله ، نظر لها بعينين قد نال منهم الذبول و ملامح خاليه من كل شئ و أي شئ ، هو حقا ليس هنا معهم بل ليس في اي مكان يبدو كمن ذهبت الصدمه بعقله
《ما بكي هيومين انا هنا معكم ، ما هذا السؤال الأخرق ؟》

اجابها بشئ من الغضب و العصبيه تزامنا مع انقباض ملامحه و تحول عينيه من بريئه ذابلة إلي اخري حاده غاضبة ، تناقل بنظراته حول الجميع يقوم بتقييم وضعهم بين جفون عينيه ، مما تسبب في تفشي التوتر فيما بينهم .

نظراته  الحاده لا تختلف عن خاصه الصقر في لحظه الانقضاض علي فريسته ، انه حقا يتمني ان يخطئ احدهم حتي يفرغ كل الشحنات السالبة التي به ، في ذلك المسكين الذي سوف يقدم كبش فداء لمواجهة ذلك الثور الذي قد بداء في الهياج
《اخي لا تعقد الامور هكذا ، ما حدث هو امر متوقع فكما تعلم الحياه تدور و اسد اليوم هو غزاله الغد   》
ابتسمت وهي تلقي بتلك الكلمات اللاذعة في وجهه ، و تعالت الضحكات تزامنا مع نهايه حديثها ، ظل ينظر لها بحدة و غضب و عروقه تستمر في البروز ، ها قد بدء الوحش الذي بداخله يظهر وحقا مظهره مخيف ، ولكن يبدو انها هي ايضا  لا تخاف منه فقد قابله ردها علي نظراته الغاضبة بأخري مستفزة تزامنا مع ابتسامه شفتيها التي ازدادت مع رقصه مميزه من حاجبها ، غير مهتمة للشرار الذي يتطاير من عينيه و لا تبدي اي تأثر لتنبيهات سيونج جو الذي يستمر بارسال اشارات محذره لها
《يا هايرا عن اي غزاله تتحدثين ؟ ليس بإمكانك وصف ابن عمي يول بعزاله 》

لمعت عيني ذلك المجروح بأمل و ظهر شبح ابتسامة علي شفتيه ، تزامنت سعادته  اللحظية مع نظرات فخورة ارسلها سيونج جو تجاه شقيقته بسعادة كونها عاقلة ، و القي نظره بطرف عينيه لهايرا يريها كيف هو الفرق بينها و بين شقيقته ، اجابته هايرا بابتسامة واسعه و هي علي وشك الضحك ، مما اثار شك الجميع من ثم عادت الانظار إلي تلك العاقلة لكي تنهي ما بدئت من حديث محبب لغروره المجروح
《تشان ابن عمي لا يمكنه ان يكون غزال بالطبع ، وهل يوجد عزاله بهذا الحجم؟! ان ابن عمي تشانيول هو زرافة عملاقه و ليس بأقل من ذلك 》
تم قصف جبهته بنجاح ، انفصل تعانق شفتيه اثر الصدمه من حديثها و تبعها نظرات احتقار من قبل اخيها ، وغضب من تلك المدعوة هيومين ولكن هي ليست معهم فهي غارقه في موجه ضحك عاتية اطاحت بالجميع عدا الثلاثي الذي تفشي فيه الاكتئاب
《سوزي كيف تقومين بإهانة حبيبي بهذه الطريقة ؟》 
صرخت هيومين في سوزي بقوه مما اغضب   سوزي وهايرا كثيرا بادلتها ، هايرا الصراخ
《وما شأنك انتي ؟ ها أخبريني بما يخصك الأمر !! نحن اولاد عم نتناقش و نقوم بالمزاح مع بعضنا ، لا تتدخلي  فيما بيننا 》
هاجمت هايرا هيومين بشراسة تدل علي مدي البغض المتبادل بينهما ، كانت هيومين علي وشك التدخل و رد نفس الضربة لهايرا ولكن كان علي احد حل ذلك الخلاف بسرعه قبل تصاعد الامور
《يكفي أنتن لستم اطفال ، ما هذه التصرفات الطفولية التي تقومون بها ؟؟ 》
صرخ بهم ذلك الهادئ الذي كان قابع في مكانه ينتظر ان يكونوا اكثر عقلانية ، نظر للجميع بغضب مما جعل الصمت ينتشر في المكان ، ليصبح الجو اكثر اثاره للتوتر
《يا بيكهيون ليس لأنك الأكبر سوف تقوم بالصراخ علينا ، انا سوف ااصمت فقط لأنني أحترمك ليس إلا》
اعترض ذلك الأشقر علي غضب صديقه ، بادلة الأخر نظرات اكثر غضبا ويبدو ان هناك شجار اخر علي وشك البدء
《كفي ،  هل هكذا تقومون بالتخفيف عني ؟! 》
خرج صاحب الغرور المحطم عن صمته ، و هو يناظرهم بنفس النظرات الذابلة و التي تظهر كم الاحباط و الحزن الذي به .

يوميات فتاه مراهقهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن