©º°°º©الفصل الثاني©º°°º©
تردد صدى صفق الباب الخشبي الأمامي في أرجاء المنزل حتى بدا لــ شرلي ان النوافذ ستتحطم تحت تأثير ذلك الارتجاج جفل مارتن من ذلك الصوت ونظر بتجهم الى شرلي وسألها
- ماذا يجري هنا بحق جهنم ؟
قالت شارلوت
- مارتن أرجوك انتبه الى كلامك .
وقفت شرلي الى جانب الأريكة وقالت
- أني آسفة يا خالتي شارلوت لم اقصد التسبب بإزعاجك من جراء ذلك . ثم تنهدت بعمق وأضافت
- اعتقد أني ... كانت الصدمة شديدة .
سال مارتن بانفعال
- ما سبب هذه الصدمة ؟
قالت شارلوت رؤيتها سبانس مع امرأة أخرى بالطبع ما بالك يا مارتن ؟ الم تسمع ما جرى ؟ ورفعت يدها النحيلة البيضاء لتربت على وجنة شرلي وأضافت
- أني أتفهم ذلك تماما يا عزيزتي . لقد صدمت بالطبع .
ألا ان مارتن قال
- أني متأكد من ان ثمة تفسيرا لذلك .
قالت شارلوت
- لا تكن ساذجا هناك تفسير من دون شك التفسير واضح ثم تحركت بتعب وأضافت لو انك تساعدني لا جلس ألان .
بدا ان مارتن لم يسمع فقال
- سبانس ؟ مع امرأة أخرى ؟ شرلي بعد ان يهدا فمن الأرجح أنكما ستجدان ان الأمر كان مجرد سوء تفاهم سخيف .
قالت شارلوت وقد بدا صوتها الى طبيعته ألان
- لا تكن سخيفا ثم تابعت
- لقد فعلت شرلي الشيء الوحيد الذي يمكنها القيام به في ظل الظروف الحالية . الانفصال عن ذلك الشاب ألان . لو انك تعطيني ذراعك يا مارتن ...
قال
- لكنهما يا شارلوت حتى لم يتحدثا عن ذلك .
لم تكن شرلي قادرة على تصديق ما كانت تسمعه لقد رأت خطيبها لتوها وهو يعانق امرأة أخرى فيما مارتن و شارلوت يتشاجران حول ذلك . أليست خطبتها التي فسخت وزفافها الذي سيلغى . ومع ذلك هما ...
اخدت ترتجف عندما استوعبت مدى خطورة ما حدث فالمسالة لم تعد فقط مسالة زفاف سيلغى أنما زواج برمته .
بت مارتن على ذراعها بعطف وقال
- فكري في الأمر يا عزيزتي ولا تستبقي الحكم على الأمور سنجلس هنا ونناقش الأمر . وعندما تهدئين اتصل بـ سبانس هاتفيا واطلب منه العودة الى هنا .
قالت شرلي بيأس
- أرجوك أني ممتنة لاهتمامك لكني أفضل حقا ان اجلس وحدي لحظة.
بدا مارتن وكأنها قد جرحت مشاعره .
جهدت شارلوت لتسوي جلستها على الأريكة ثم قالت
- بالطبع يا عزيزتي اذهبي واستريحي .سأرسل إليك مع ليبي شيئا يساعدك على الاسترخاء .
لم تجبها شرلي كان عليها ان تركز تفكيرها جيدا فقط لتتجه عبر قاعة الجلوس الواسعة وتصعد الدرجتين لتعبر الرواق الى غرفة نومها . أغلقت وراءها باب غرفتها فيما اتكأت عليه وهي تتنهد بارتياح .
قال في نفسها . ان نيتهما حسنة يجب ألا تفاجأ ان كان مارتن يريد ان يدرس المشكلة ويحللها او اذا كانت ردة فعل شارلوت المباشرة ان تعالج المشكلة من جذورها وكأنهم لم يدركا بعد ان كل المشكلات ليست قابلة للتجاهل او التحليل .
أحيانا فكرت شرلي أنهما لا يقويان ألا على العيش فقط .
كانت ترتعش بشدة الى درجة أنها استطاعت بصعوبة سحب اللحاف اليدوي الصنع عن الحاجز النحاسي عند أسفل سريرها فبدا شرشف من الساتان مفروشا فوق السرير بإهمال ورمت بنفسها فوق الفراش ولفت اللحاف بصعوبة حولها ناشدة الدفء تحته لكن ذلك لم يساعدها كثيرا فقد شعرت وكان عظامها قد تجمدت .
كانت شرلي تعرف ان مارتن و شارلوت يحبانها ولم يكن ذلك الأمر يشغلها لكنهما لم ينجبا أولادا لذا لم يكن إدراكهما مثل معظم الأهل الذين يدركون ذلك فيما أولادهم ينمون بأنهم في بعض الأحيان ليسوا بحاجة الى النصح او التحليل وعدم التحاشي بالطبع بل هم في حاجة الى التربيت على ظهورهم بحنان وضمهم إليهم ليشعروا بالراحة والأمان .
عظيم فكرت شرلي . ان استمرت بالتفكير هكذا لوقت قصير بعد فستغرق في الإشفاق على نفسها وتتمنى لو أنها لم تولد .
قرعت ليبي الباب ودخلت حاملة كأسا من الماء وقرصي دواء جلست شرلي وتناولت كوب الماء لكنها هزت رأسها رافضة تناول الدواء لقد كان عند شارلوت عدة أنواع من الأقراص
المهدئة والحبوب المنومة في الصيدلية ولاحظت شرلي ان هذين القرصين لهما مفعول قوي وسيجعلانها تنام حتى نهار الغد لكن ماذا يفيد ذلك ؟
قالت مديرة المنزل
- لا اعتقد انك بحاجة إليهما لكن السيدة شارلوت أصرت على ان احضرهما .
قالت شرلي
- سأتخطى هذا الألم حتى نهار الغد .
قالت ليبي بلطف
- ان ذلك أحيانا ليس بالفكرة السيئة سأتركهما هنا في حال غيرت رأيك وسأحضر لك طعام العشاء في ما بعد .
هزت شرلي رأسها وقالت
- ذلك سيسبب لك المزيد من العمل يا ليبي .
فقالت لها
- لا يمكنك الإضراب عن الطعام .
حاولت شرلي الابتسام وقالت
- سأتخطى ذلك على مواجهة عواقب الأمور أحيانا يجب علي القيام بذلك الليلة وأنا لا أزال متأثرة .
قالت مدبرة المنزل بجدية
- انه لأمر حسن انك كنت كبيرة نوعا ما عندما أتيت للعيش معهما وألا فأنهما كانا حطماك بالاهتمام الزائد بالتفاصيل الصغيرة فليس ما جرى ألان بالأمر البسيط فعلا . أنما يمكنك تخطي ذلك في شكل حسن ولم تلحظ شرلي مغادرتها للغرفة ألا عندما كادت تصل الى الباب لشدة نعومة وقع خطواتها على الأرض .
نادتها ليبي واستدارت المرأة نحوها وقد رفعت حاجبيها استفسارا . فتنحنحت شرلي وقال
- شكرا . اعني أني أشكرك على ثقتك بي .
أجابتها
- انك قوية وحساسة يا شرلي وستعرفين كيف تخرجين من هذه الورطة .
ابتسمت شرلي قليلا لو ان الخالة شارلوت قد سمعت ذلك الحديث والتقويم المجرد من العاطفة لكانت أصيبت بنوبة ومن المرجح أنها كانت وبخت ليبي لكونها غير عاطفية لكن شرلي من جهة أخرى وجدت كلام ليبي مطمئنا جدا وان ثمة شيئا قد تعيش لأجله .
فكرت بسخافة ان سبانس كان ليقدر أيضا النزعة التهكمية لذلك التناقض عليها ان تخبره بذلك ...
ثم استفاقت على الحقيقة من جديد فقد نسيت للحظات قليلة أنها لن تخبر سبانس بأي شيء بعد ألان .
حاولت ان تبتلع الألم الذي كاد يخنقها لكنها لم تنجح في ذلك وفكرت كيف لك ان تفعل بي هذا يا سبانس ؟
أخذت شرلي تنظر الى سقف الغرفة وبينما غمر الظلام المنزل أخذت الأضواء التي تزين الحديقة تضيء الواحدة تلو الأخرى وكل منها ترمي عبر نافذتها بظلال الأغصان التي تحيط بها على ورق الجدران الناعم الذي يغلف السقف الأملس . كانت الظلال تتحرك بسكون تختلط ببعضها البعض وتعطي أشكالا غير واضحة إشكالا كتلك التي تدور في رأس شرلي .
لو كان هناك اي تفسير منطقي فلم لم يطلعها سبانس عليه على الفور في الكوخ ومن جهة أخرى ان لم يكن هناك تفسير فلماذا لحق شرلي الى المنزل الكبير ؟ ولكن بعد ذلك . لو كان لديه اي عذر على الإطلاق فلم لم يخبرها به عندما وصل إليها ؟ لماذا لم يقل شيئا سوى ثقي بي يا شرلي ... ؟
قالت شرلي قاطعة تفكيرها
- اللعنة انه لمن السخف ان أعذب نفسي بهذه الطريقة . لو كان هناك تبرير لتصرف سبانس لكان أوضحه . وطالما انه لم يفعل ذلك فليس هناك اي تبرير اذا . ان الأمر بهذه البساطة .
أمر واحد مؤكد لقد تصرف وبدا مذنبا كما يمكن ان يكون اي رجل فعل ذلك .
برغم ذلك حاول ان يجعل الأمر يبدو وكأنه الطرف المظلوم وكان شرلي هي المخطئة .
حاولت ان تبعد عنها الشعور بالذنب الذي كان يزعجها وقالت في نفسها ان شعورها بالذنب غير منطقي على الإطلاق لقد أمسكت سبانس بالجرم المشهود تقريبا ومن الواضح انه شعر بالاستياء من ذلك الأمر الى درجة انه لم يستطع ان يواجه بشجاعة ما قام به وكان عليه ان يلوم شخصا أخر ليبرر تصرفه ولقد فكر على الأرجح لو ان شرلي لم تدخل الى الكوخ لم يكن هناك من مشكلة اذا فلقد كانت غلطتها .
من جهة أخرى لقد اخبر وندي بالتأكيد ان علاقتهما لا يمكن ان تستمر ولعله شعر بصدق ان كل ذلك لا علاقة لــ شرلي به .
كان الإيضاح بسيطا وحتى انه بدا وكأنه نوع من الجنون وبرغم ذلك فكرت ان سبانس لا يفكر بهذه الطريقة لم يكن ذلك الشخص الذي يتجنب المسؤولية او يتهرب من الأمور الصعبة . سبانس غرينفيلد الذي عرفته ...
توقفت شرلي لحظة وتساءلت بحزن
- هل عرفت سبانس حقا ؟
انتظرت ليبي حتى أخر لحظة ممكنة قبل ان تنقر على باب غرفة شرلي لتخبرها ان العشاء أصبح جاهزا لذا فان شارلوت ومارتن كانا قد جلسا الى المائدة عندما دخلت شرلي .
عرفت بالطبع أنهما كانا يتحدثا عنها لأنهما قطعا حديثهما فجأة في اللحظة التي دخلت فيها الى غرفة الطعام .
بعناية مفرطة أكثر من المعتاد نهض مارتن ليزيح لها الكرسي لتجلس عليه وكانت شارلوت تعبث بمحرمة الطعام القطنية منتظرة حتى يعاود الجلوس في مكانه قبل ان تمسك بملعقة الحساء من أمامها .
حدت شرلي حذوها برغم توقعها ان الحساء بالكر يما قد يجعلها تختنق .
نفض مارتن محرمة الطعام بحدة الأمر الذي أزعج شارلوت ثم قال
- لقد كنت اخبر شارلوت للتو ان الزعفران قد أزهر والبنفسج على وشك ان يتفتح أيضا يا شرلي .
أنت تقرأ
روايات عبير / وحدها في شهر العسل
Romanceالملخص: - لو انك أحببتني لكنت وثقت بي . هل كان كل احد في منطقة هاموند يعرف ان سبانس غرينفيلد على علاقة بسكرتيرته ؟كل احد ما عدا شرلي . زوبعة مغازلة سبانس جرفت شرلي من قدميها وقد كانت شغوفة ومغرمة به حتى الجنون . ولكن ذلك كان قبل دخولها الى منزلهم...