الفصل العاشر والأخيرأشار التقويم الى ان الربيع حلت بشائره ولاحظت شرلي ذلك . فيما كانت تغادر منزل ال هدسون صباحا ذاهبة الى المدرسة . ان أزهار النرجس خاصة مارتن قد تفتحت . حتى انها أمس رأت طائر أبا ألحن يقفز هنا وهناك في المرجة الخضراء . وها هو الثلج يتساقط ألان رقعا كبيرة خفيفة وببطء . قد تتراكم لكنها فتجعل الربيع يبدو مجرد حلم بعيد.
وقفت عند النافذة في غرفة صفها ونظرت الى الخارج نحو حوض طعام العصافير حيث كان حسونان يعنفان بعضهما البعض والى الملعب خلفهما وصل الى مسامعها صوت الأطفال خافتا وهم يلعبون فتنهدت وعادت الى طاولتها كان عندها بضع دقائق ثمينة للعمل وها هي تضيعها .
الحقيقة انها لم يكن قد تعافت تماما بعد ولم يكن يوم عودتها الى المدرسة بهيجا وكانت ممتنة لأنه لم يتبق سوى ساعة واحدة ربما لم يكن الطبيب وخالتي شارلوت على خطا ...
أخذت الورقة الأولى من فوق كدسه من أوراق امتحانات المفردات وتناولت قلما احمر اللون في الوقت الذي فتح فيه باب غرفة الصف أدخلت أيمي هوول رأسها من فتحة الباب وعندما رأت ان شرلي وحدها دخلت عليها .
سألتها
– هل انت متأكدة انك بخير ؟ تبدين شاحبة قليلا .اومات شرلي برأسها وقالت
– أني متماسكة .
سحبت أيمي كرسيها الى جوارها وجلست عليه وقالت
– أراهن على انك تتمنين لو انك ذهبت للتزلج معنا بعد الذي حصل .
ابتسمت شرلي بسخرية وقالت
– ألان و ذكرت ذلك اجل فالتواء الركبة ما هو بشيء . ومدت يدها الى أسفل الدرج في طاولتها وتناولت علبة صغيرة مسطحة كانت محكمة الإغلاق وقد لفت بكيس من البلاستيك مغلق أيضا ودفعت بالعلبة على الطاولة .
نظرت أيمي إليها بحذر وسألتها
– ما هذا ؟
أجابتها
– لن تحزري فمن الطبيعي إعادة هدايا العروس ان كانت الفتاة لن تصبح عروسا .
– آه غلالة النوم ؟ ماذا تعتقدين أني فاعلة بها ؟ كنت محرجة عندما دخلت الى المتجر لشرائها وإعادتها ألان أمر مستحيل . لكن لحسن الحظ ان أيمي قد وضعت العلبة تحت ذراعها ولم تتحدث في الموضوع أكثر ثم سألتها
– لقد أحضرت سيارتك اليوم . اليس كذلك ؟
اومات شرلي برأسها وقالت
– توقعت أني لن أكون راغبة في السير الى المنزل عند انتهاء اليوم المدرسي لماذا ؟ قالت
– أريد ان اطلب منك خدمة كبيرة سيارتي في ألمراب يضعون لها إطارات جديدة هل يمكنك إيصالي الى وسط المدينة لكي احضرها أم انك متجهة مباشرة الى المنزل ثم الى السرير ؟
أجابتها
– سأوصلك على أية حال علي التوقف عند المصبغة نظرت الى النافدة تنهدت واستطردت قائلة
– يبدو أني خبأت معاطفي الشتوية باكرا .
رن جرس ليعلن انتهاء فترة الاستراحة وبعد دقيقتين تقريبا بدا الأولاد بالعودة الى الصف . كان بعضهم قد ارتدى سترات خفيفة فقط وما زالت رقع الثلج عالقة في شعر معظمهم .
همهمت أيمي قائلة
– عظيم اعتقد أنهم سيصابون جميعا بالزكام بقية الأسبوع .
أعطت شرلي درسا صغيرا في الرياضيات ثم جلست وسمحت لأحد تلامذتها بان يوزع الفروض على طلاب الصف وتساءلت كم تستغرق من الوقت لتستعيد قوتها .
فتحت درج الطاولة لتسحب منه كتابا مدرسيا يمكنها على الأقل تحضير درس الأسبوع المقبل في بضع دقائق وكان تحت الكتاب في وسط الدرج أطار صورة كانت توضع عادة على زاوية طاولتها صورة لــ سبانس و وندي في مكتب شركة منتجات هدسون في الأيام السعيدة حدقت شرلي أليها دقيقة كاملة ثم قلبت الصورة لم تستطع حمل نفسها على أتلاف الصورة ان ذلك يعني الوداع الأخير وحتى ألان ليست قوية كفاية لتفعل ذلك
نتهى الأمر عرفت ذلك لكن ليس هناك خطيئة بالتأكيد ان هي تأملت فترة قصيرة ان الأمور يمكن ان تتغير ...
عندما رفعت نظرها وقد شعرت بوجود شخص جديد في غرفة الصف اعتقدت بالفعل لحظة انها تتوهم الأشياء .
كانت وندي تقف على مدخل الباب تماما وتنظر الى ما حولها بتردد .
دفعت شرلي كرسيها وعبرت الغرفة نحوها .
سألتها برقة
– هل استطيع مساعدتك ؟
إجابتها
– ارغب في الحديث إليك لكني سأنتظر حتى ينتهي صفك .
قالت
– عندي دقيقة ألان قادت وندي الى الردهة وتركت باب غرفة الصف شبه مغلق بما يكفي لتسمع اي صخب قد ينشب في داخله ولا يتيح للأولاد سماع محادثة هادئة .
قالت وندي
– آسفة على قدومي الى هنا لكني عرفت انه المكان الوحيد الذي استطيع التحدث أليك فيه بمفردنا . أني أدين لك باعتذار .
فكرت شرلي هناك مئات الأمور التي يجب على وندي الاعتذار عليها وتساءلت اي منها هو الذي يجعل ضمير وندي يؤنبها فسألتها بسماجة
_لماذا ؟
أجابتها
– لأني رجوت سبانس الا يخبرك عما كان يجري .
رفعت شرلي حاجبيها .
أضافت
– لقد كنت غاضبة جدا الى درجة أخافني وأرعبني مما قد تفعلينه . ألان اعتقد أنني اسات في تقديرك .
قالت شرلي
– ألان مارتن اعترف لي وأنا لم أخن ثقته ؟
إجابتها
– ذلك أمر وهناك أمور أخرى أني آسفة يا شرلي لو تركت سبانس يشرح لك الأمر في حينه قبل ان تغادري الكوخ ...
أرادت شرلي ان تقول ذلك صحيح يا وندي لكنت قدمت ألينا جميعا خدمة لو انك لم تتدخلي .لكن تلك لم تكن الحقيقة كاملة . وعرفت انه ليس من العدل وضع كل اللوم على وندي فقالت
– لا احد له هذه السيطرة على سبانس لو انه أراد فعلا ان يخبرني لفعل ذلك .
تجهمت وندي قليلا وقالت
– ليس بعد ما سألته لن يقول الحقيقة ان كلمته تعني له الكثير يا شرلي .
كان التعليق لاذعا . وأرادت شرلي ان تقول لقد تأخرت هذه المحادثة قليلا الا تعتقدين ذلك ؟
لكن عوضا من ذلك قالت
– يجب ان أعود الى تلاميذي يا وندي هل هناك شيء أخر يمكنني ان افعله لك ؟
شحب وجه وندي قليلا وقالت
– أردتك ان تعرفي فقط أني راحلة ان مارتن لم يبعدني كما واني لست هاربة لكننا اتفقنا انه يكون من الأفضل ان أغادر منطقة هاموند . كانت نبرة صوتها مليئة بالألم حيث أضافت
– لن تخشي اي شيء يهب في وجهك ثانية ان مارتن يعني لي الكثير لأفعل ذلك واني احترم القرار الذي اتخذه .
شعرت شرلي بضيق في حنجرتها وفكرت في ان المرأة تحبه فعلا وأنها تعيسة كأي فرد منا مدت يدها لتاخد يد وندي وقالت
– أني آسفة لان الأمور لا يمكن ان تكون أفضل حالا .
قالت وندي موافقة لكلينا ضغطت على أصابه شرلي للحظة ثم استدارت وهرعت عبر الردهة الطويلة نحو الأبواب الخارجية .
كانت الشوارع مغطاة بطبقة رقيقة من الثلج المتجمد عند انتهاء اليوم المدرسي وكانت هناك مواضع زلقة حيث لم تتوقع وجودها وكانت جماعات الأولاد الذين يسيرون الى منازلهم غافلين عن الصعوبات التي تواجه السائق ويعني هذا ان على شرلي ان تركز انتباهها على الطريق .
فيما توقفتا عند أشارة ممر مدرسة . قالت أيمي بحذر
– رأيت انك استقبلت زائرة بعد ظهر اليوم .
أجابت شرلي بنظرة فضولية فقط .
قالت
– هل تعنين انك أصبحت فجأة على علاقة حميمة بوندي تايلور الى درجة نسيت انك رايتها ؟
قالت شرلي بصعوبة
– ليس تماما لم يكن سؤال أيمي سهلا ان اعترفت شرلي انها ما عادت تكن لوندي اي ازدراء فذلك سيؤدي الى أسئلة كثيرة برغم ذلك كان يصعب عليها التظاهر بكرهها أيضا بينما شعرت في الحقيقة بالعطف على تلك المرأة .
بدأت شرلي تقدر الوضع السيئ الذي وجد سبانس نفسه فيه عندما أعلنت فسخ خطبتهما فأي محاولة لتفسير بديل لوجود سبانس و وندي في كوخ البستاني ستجعل الشكوك تتجه بقوة الى اي شخص لا يبعد كثيرا عن الاثنين لا عجب اذا لما شعر سبانس بان اختياره الوحيد كان قبول ذلك الوضع .
توقفت أمام مراب تغيير الإطارات فجمعت أيمي كتبها عن ارض السيارة لكنها لم تخرج منها نظرت بتأمل الى شرلي وقالت
– هناك أمر أخر يجب ان تعرفيه . غير أني لم اعره اهتماما على انه شائعة خبيثة . واني متأكدة بأنها كذلك فقط لكن يبدو انها لم تتلاشى .
قالت
– يتناقل الناس في المدينة انه فعل ذلك عن عمد .
سألتها
– تعنين تلك العلاقة المزعومة مع وندي ؟
قالت
– ماذا تعنين بكلمة المزعومة ؟ لا باس . أنهم لا يتكلمون على العلاقة انه أول اوكسيد الكربون .
اتسعت عينا شرلي دهشة .
أضافت أيمي
– القصة الجديدة التي يتناقلونها في المدينة انه تبعك الى الكوخ ليجعلك تعيدين النظر في انفصالكما و ...
قاطعتها شرلي قائلة
– ذلك كلام سخيف .
استكملت أيمي
– وعندما لم تقبلي حاول ان يتبع خطوات والده ويأخذك معه .
ذهلت شرلي لما سمعته فقد كانت الفكرة بان سبانس قد حاول الانتحار او القتل همجية جدا كم كان من السهل تحريف الحقيقة الى قصة أفضل .
اخذ سائق يقف وراءها يصرخ بنفاد صبر فتحت أيمي الباب وقالت
– آسفة لأني من أخبرتك ذلك .
قالت شرلي على الفور
– لا . لا تكوني كذلك سأراك غدا .
أدارت السيارة وانزلقت الإطارات قليلا على الثلج وعلى الفور إعادتها الى مسارها ثانية .
كادت ان تتجاوز المصبغة عندما تذكرت في أخر لحظة ما هي قادمة لأجله وبذلت جهدا لتستمع الى تعليق التاجر عن الطقس وتجيبه إجابة مناسبة .
كانت تبحث في محفظتها عندما أضاف التاجر قائلا
– لقد وجدنا هذا في احد الجيوب يا آنسة كولينز مدت شرلي يدها لتاخد المغلف منه و . الامل المفقود
قالت – شكرا لقد أصبحت مهملة ... وناولته شرلي المال وأخذت المغلف كاد ان يحرق أصابعها .
لقد رأت هذا المغلف من قبل لكن يبدو ان الذكرى قديمة جدا . بدأت يدها ترتجف لقد التقطت ذلك المغلف من صندوق البريد عند كوخ البستاني ودسته في جيب معطفها عازمة على قراءته عند وصولها الى داخل سيارتها لكن بعدما انهار عالمها ونسيت رسالة سبانس رمت المعطف في الخزانة ولم ترتده ثانية منذ ذلك الحين علقت الكيس البلاستيكي بتأن في الجزء الخلفي من سيارتها وكان مصير العالم مرتكز على الاعتبارات الأخلاقية التي تتحلى بها ألان وقادت سيارتها الى الموقف الى الزاوية المنعزلة حيث امضيا نزهتهما الشتوية الهادئة قبل ان تفتح المغلف بعناية وتسحب منه رسالة سبانس .
لقد كانت قصيرة بضعة اسطر فقط كتبت على ورقة طبع في أعلاها اسم شركة هدسون للمنتجات كادت ان تراه تقريبا جالسا الى مكتبه وقلم الحبر في يده وكادت ان تسمع صوته تقريبا ...
حبيبتي شرلي أسبوع فقط يفصلنا عن يوم زفافنا ان الأمور تصبح أكثر توهجا وليس هناك وقت للكلام هل يزعجك ذلك ؟
همست قائلة
– نعم . وأكملت
– لكن سيكون عندنا كل الوقت في العالم ... كان عليها ان تغمض عينيها وتفتحهما لتبعد الدموع قبل ان تتابع القراءة .
أريدك ان تعرفي بأنك أعطيتني أغلى هدية يمكن ان يقدمها اي شخص يا شرلي . حبك بالطبع وأمر أكثر أهمية بالنسبة ألي ثقتك انت تعرفين ما كان عليه والدي لكنك قد لا تكونين لاحظت كم هم قلائل أولئك الناس في هذه المدينة الذين يأخذون كلمتي على محمل
الثقة بالنسبة ألي اي شيء . لأنهم كانوا قد وضعوا ثقتهم به وقد أساء استعمال تلك الثقة لم تشكي به قط اعتقد ان ذلك أول أمر أحببته فيك أمر من عدة أمور . لا استطيع قول ذلك مباشرة لك انه يبدو عاطفيا جدا لكني أردت ان تعرفي ذلك .
وضعت شرلي جبهتها على المقود .
لقد وضع هذه الرسالة في صندوق البريد ودخل الى الكوخ ليعمل وينتظر شرلي . وبدلا من ذلك وجد وندي . قالت شرلي
– ثم دخلت أنا وتحطمت حياته فوق رأسه . تمنت لو انها تستطيع البكاء لكن دلك الألم كان عميقا جدا وقاسيا جدا لكي تخفف حدته الدموع .
ماذا قالت وندي بعد ظهر اليوم ؟ كلمته تعني له الكثير حتى وندي فهمت ما لم تفهمه شرلي .
لا بد انه افترض ان كان عنده متسع من الوقت ليفكر في ذلك أصلا انها قد قرأت هذه الرسالة من زمن ربما حتى قبل ان تدخل الى الكوخ . لا عجب انه تصرف كما تصرف لا بد انها بدت قاسية القلب جدا ذلك اليوم .
لو انها فقط استمعت اليه في وقت سابق ليس في ذلك اليوم الرهيب في الكوخ حتى حينذاك كان الأوان قد فات أنما قبل ذلك بكثير لو انها فقط حاولت معرفته في شكل أفضل . ان تفهم ما الذي يجعله مختلفا عن غيره ما الذي يجعله الرجل المميز جدا الذي أحبته لكانت أدركت عندها في الوقت المناسب كم كانت ثقتها به مهمة بالنسبة اليه لقد خمد لهيب حبهما . لا شك في ذلك لقد أخمدته بنفسها لكنها على الأقل بعد قراءة هذه الرسالة أصبحت واثقة كما لم تكن منذ ذلك اليوم في الكوخ انه قد أحبها ذات يوم . كان السؤال ألان ان كان رماد ذلك الحب قد برد كليا او هل هناك جمرة مختبئة في مكان ما وهناك أمل في أعادة أحياء تلك النار .
عند العشاء تناولت طعامها بتكلف حتى انها لم تدع الإصغاء الى المحادثة كانت أفكارها تدور حول متاعبها الخاصة كانت تستعيد في ذاكرتها تلك المحادثة الأخيرة مع سبانس محاولة ان تجد اي ذرة من التشجيع لتجعلها تواصل ذلك لم يكن ذلك بالأمر السهل أجبرتها الأمانة على الاعتراف بأنها قد تكون تضيع وقتها ان حاولت أقناعه بأنه ما زال هناك أمل لهما ماذا عليها ان تفعل في كل حال ؟ تخبره انها آسفة على عدم تفهمها ؟ كانت تلك بداية بالطبع لكنها لا تتوقع ان تحدث الكلمات فقط تغييرا كبيرا .لا . يجب ان تكون هناك طريقة أفضل لتقديم الترضية .
ما الذي قاله في ذلك الشأن ؟ قد تكون أفضل طريقة للاعتذار في بعض الأحيان هي التأكد من ان تلك الجراح لن تتكرر ثانية نعم هذا ما قاله .
أخذت تدفع قطعة السلمون في صحنها بينما كانت تفكر في ذلك . ذلك التقرب قد يأخذ الكثير من الوقت والصبر .قد لا يفهم مطلقا ما كانت تحاول قوله . برغم ذلك لم يكن أمامها شيء سوى الوقت وسوف تتعلم الصبر أيضا .
قالت شارلوت أخيرا بعدما رأتها وهي تلهو بتحريك طعامها
– هل انت بخير يا شرلي ؟
- ماذا ؟ آه . أني تعبة فقط سيكون نهار الغد أسهل .
- بالتأكيد انك لن تعاودي الذهاب حتى تتعافي تماما .
اعترض مارتن قائلا
– تستطيع شرلي ان تتخذ قراراتها بنفسها يا شارلوت .
فكرت شرلي شيء ما قد تغير في مارتن كان هناك نبرة جديدة في صوته لكن التغير تعدى ذلك بدا وكأنه قد استعاد احترام نفسه ولم يعد يشعر بالخوف بعد ألان .
همهمت شارلوت قائلة
– منتهى الحماقة هذا كل ما سأقوله .
انتظر مارتن حتى انتهت ليبي من رفع الوجبة الرئيسية عن المائدة ووضعت فطيرة الجبن بالحليب والشوكولاته ثم قال
– ربما علينا الذهاب بعيدا لمدة قصيرة يا شارلوت فنحول دون تفكيرها في كثير من الأمور ألان وطالما انك شعرت بتحسن .
قاطعته قائلة
– من قال أني اشعر بتحسن ؟
قال مارتن بصبر
– انك بالتأكيد أكثر قوة عما كنت عليه في الخريف المنصرم لكن ان كنت غير قادرة على القيام برحلة شاقة فما رأيك في رحلة بحرية لمدة شهرين ؟ فذلك يجعلك ترتاحين وتستعيدين عافيتك ان هواء البحر منعش ...
قاطعته
– لشهرين ؟
قال
– نعم سيكون أمرا ممتعا ربما يمكننا القيام بجولة حول العالم أني أتطلع الى تلك الرحلة بشوق .
كررت شارلوت
– أشهر ؟ ستترك سبانس يدير شركة منتجات هدسون لأشهر ؟
قال مارتن ببرودة
– لم لا ؟ لقد مضى على إدارته الشركة كلها نحو العام حتى ألان أني مجرد رئيس فخري يا شارلوت وعندما أتقاعد يتولى سبانس رئاستها وقضم قضمة من فطيرة الجبن وأضاف بصوت خفيض مكتوم
– ان هو بقى هنا .
وألقت شرلي الشوكة من يدها وسألته
– ماذا تعني ؟
نظر إليها مارتن نظرة دافئة وعطوفة ثم قال
– تماما كما قلت ان هو بقى هنا وكما تبدو الأمور ...
توقفت جملته غير المكتملة حيثما وصلت اليه منذرة بالسوء . لم تكن شرلي بالطبع بحاجة الى سماع المزيد .
فالأمر لا يتطلب شخصا خارق الذكاء لمعرفة ما قصده مارتن لقد عانى سبانس ما يكفي . كان ذلك واضحا انه راحل قد لا يكون هناك وقت في أخر الأمر لتبرهن له كم هي نادمة على ما حصل أرادت شرلي ان تصرخ ما الذي تبقى له في منطقة هاموند ؟ حتى السمعة الطيبة التي عمل جاهدا على أعادة بنائها قد شوهت من خلال غلطة ليست غلطته .
قالت فجأة
– أتذكرين يا خالتي شارلوت ذلك الاستقبال الذي أردتني ان احضره بدلا منك ؟ انه يقام الليلة اليس كذلك في اي وقت يبدأ ؟
قالت لها شارلوت منبهة
– سيكون لطفا منك الا تقاطعي من يكبرونك سنا انه يبدأ عند الساعة الثامنة لكن ان كنت تعبة جدا حتى لتناول عشائك فيجب بالتأكيد الا تذهبي الى تلك الأمسية .
كانت شرلي قد نهضت على قدميها وقالت
– لن اتاخر .
لم يكن عند شرلي أدنى شك في انه بوجود موسيقي مشهور .ستهرع نخبة المجتمع في منطقة هاموند الى حضور الاستقبال . ولم يخب ظنها فيما هي تشق طريقها وسط الجموع .
تناولت كأسا من الشراب عن صينية النادل راغبة في ان تتمسك بشيء أكثر منه لتناول الشراب . كانت يداها ترتجفان ألان وقد حانت اللحظة الحاسمة لتقول كلمتها أمام هذا الحشد من الناس وكانت تفتقر الى الطريقة التي ستبدأ بها استدارت نحو الطاولة التي وضع عليها الشاي وهرعت لتصطدم بــ سبانس تراجعت الى الوراء وكأنها ظبية مذعورة كان الأمر أسهل بكثير لو انها لم تكن مضطرة الى مواجهته بينما تقول كلماتها .
تأرجح الشراب في ألكاس وكأنه موجة عارمة مهددا بان يتدفق من فوق حافة الكأس ويبلل قميصه من الأمام أطبقت يد سبانس بقوة على معصمها وأبقت ألكاس على بعد مسافة أمنه .
كانت قبضته مؤلمة قليلا ولم تستطع شرلي الا ان تطرف عينيها وهي تنظر اليه .
قال باقتضاب
– أسف وسقطت يده الى جنبه .
قالت بهدوء
– انها غلطتي وسكب الشراب عليك بالطبع لن يكون الشيء الوحيد الذي عليك ان تسامحني لأجله .
كان سبانس قد بدا يبتعد لكنه استدار ثانية ليصبح في مواجهتها فكرت يبدو حائرا وربما كان مرتبكا قليلا أيضا .
عطست سيدة مسنة قربهما وتمتمت قائلة لصديقتها
– لا اعتقد أني ساحياء لأرى هذا اليوم .
اوما سبانس للمرأة برأسه ببرودة . وتقدم خطوة بعيدا عنها اعتصر قلب شرلي لقد تعلمت منذ صغرها الا تكثرت لذلك النوع من الفظاظة وفكرت لقد تعلم سبانس الطريقة الصعبة . الا وهي تجاهلها او على الأقل التظاهر بأنها لم توثر فيه .
استدارت شرلي لتصبح في مواجهة السيدة المسنة وقالت من دون ان تحاول إبقاء صوتها منخفضا
– ربما أدهشك أني الشخص الذي يعتذر ؟
سرت تمتمة بين الجمع .
كان سبانس قد أصبح الى جانبها مرة أخرى وإحدى يديه على ذراعها وقال بصوت منخفض
– لقد احتسيت الكثير من الشراب يا شرلي .
نظرت اليه وقالت مبتسمة
– لم اشرب سوى جرعة واحدة لا تقلق سأكون حذرة لكن هناك بعض الأمور التي يجب ان أقولها يا سبانس ورفعت نبرة صوتها قليلا وهكذا برغم انها كانت تنظر الى سبانس كان من الواضح انها تتكلم ليسمع كل شخص .
قالت بوضوح
– كان فسخ خطبتي اكبر خطا اقترفته في حياتي . واني نادمة جدا على حماقتي عذري الوحيد أني لم اقدر جيدا نوعية الرجل الذي كنت سأتزوج منه حتى رايته يقوم بعملين من أكثر الأعمال تضحية وبعدا عن الأنانية في حياتي .
بدا وجه سبانس شاحبا وقد أطبق فكيه . لم تعرف شرلي هل هي الصدمة أم الغضب الذي جعله على هذا النحو او الخوف من انها قد تخبر الجمع بهذه الإعمال البعيدة عن الأنانية ليس فقط انه انقد حياتها وإنما قام بحماية مارتن أيضا وقالت في نفسها لا تأثير لذلك ألان فقد فات الأوان لتتوقف ألان .
أضافت
– وأريده ان يعرف كما أريدكم جميعا ان تعرفوا انه لو أني املك القدرة لأقوم باختيار أخر لفعلت ذلك وسيكون لي الشرف بان أكون زوجته .
مرت خمس ثوان طويلة كان سبانس في خلالها صامتا وابتعدت شرلي نحو حجرة الإيداع حيث تركت معطفها . فكرت ان كانت قد أهانت نفسها فذلك لسبب يستحق ذلك وألان حان وقت المغادرة بسرعة قبل ان تنهمر الأسئلة عليها .
رأت الموسيقى المشهور واقفا الى جانب مضيفته توقفت لبرهة وقالت
– أني آسفة لأني أفسدت حفلتك .
انحنى بلباقة ولم تسمع شرلي ما قاله .
لم اتجهت الى كوخ البستاني ؟ أمر لم تعرف شرلي سببه تماما كانت تعرف فقط انها تريد ان تكون وحدها وما من احد سيزعجها هناك ولم تزعج نفسها بإضاءة الأنوار انعكست الأضواء الغامرة في الحديقة على وقع الثلج ودخلت من النافدة محدثة ظلالا طويلة معقدة وحالما اعتادت عيناها الأشكال الغريبة أصبح في استطاعتها التجول في الكوخ من دون أية مشكلة على الإطلاق .
رأت ان بقية الأثاث قد ثم تسليمه واستغربت متى حصل ذلك كانت كرسيان وثيران ألان قرب المدفأة وفي ركن الطعام الصغير كانت هناك طاولة جميلة صغيرة تتسع لاثنين كانت رائحة الطلاء الجديد تفوح من الكوخ لكن تلك الروائح المثيرة للبهجة كانت ممتزجة برائحة لم تجد لها اسما سوى رائحة الفراغ البائس . كان يجب في هذا الوقت ان تفوح في الكوخ رائحة القهوة والكعك المحلى والبهارات من كل الأنواع .
ضربت على ظهر المقعد المزدوج الذي كان لايزال في غير مكانه عند جانب غرفة الجلوس تماما كما كان في ذلك اليوم قبل ثلاثة أسابيع تقريبا ...
دست يديها في جيبي معطفها . ولامست رؤوس أصابعها رسالة سبانس . سحبتها وأمسكتها بين راحتي كفيها كان الكوخ مظلما جدا لتتمكن من قراءتها لكن الشعور بالرسالة بين أصابعها كان مريحا لقد أحبها ذات يوم حتى الليلة استطاعت ان ترى في عينيه ذكرى ذلك الحب لكن ذلك كان مجرد ذكرى .
جلست على احد الكرسيين الوثيرين وأخذت تنظر الى المدفأة الخالية وهي تتحسس الرسالة وكأنها كتبت بخط نافر وتستطيع من خلال أصابعها تمييز الكلمات وذكرت نفسها بأنها فعلت كل ما في وسعها ربما على الأقل قد يأتي لرؤيتها قبل ان يغادر منطقة هاموند .
كانت تفكر في ذلك عندما رفعت نظرها وتساءلت فعلا للحظة ان كانت تتخيل الظل الطويل المنحني فوق ظهر المقعد المزدوج ودون ان يسمع اي وقع بخطواته اقترب أكثر ربما كان شبحا .
لم يتكلم . ساد الصمت وقتا بدا كأنه لن ينتهي .
كانت أصابع شرلي ترتجف عرفت ذلك لان أعلى الرسالة كان يصدر صوتا ضعيفا نظرت اليه وقطعت الصمت قائلة
– كنت اقراء رسالتك .
قال
– ستؤدين عينيك .
واتجه نحو مدخل الباب حيث مفاتيح الأنوار .
قالت بهدوء
– لم تصلني الا اليوم .
توقف برهة ثم قال
– لكنك قلت ...
قاطعته قائلة
– اني تسلمتها ذلك المساء نعم لكن في غمرة الصدمة نسيت ولم اقرأها حتى اليوم . ونظرت الى الرقعة البيضاء في حضنها وسألته
– هل تعني ذلك يا سبانس ؟
بقى جامدا في وقفته وبدا ان الظلام في الغرفة قد تكاثف .
قالت شرلي
– أني آسفة بالطبع لقد قصدت ذلك حينها وألا ما كنت قلته . وألان حسن اعتقد أني اعرف الجواب عن ذلك الست كذلك ؟
قال بصوت هادئ
– أحقا تعرفين يا شرلي ؟ كان أمرا لطيفا جدا ... ما فعلته الليلة .
لطيف . كان يمكنه نعته بعدة نعوت لكن تلك الكلمة في شكل خاص حطمت كبرياءها نوعا ما لقد خففت من الجهد والتأثير والأهمية لما حاولت ان تقوم به جعل الأمر يبدو وكأنها لم تفعل أكثر مما قد تفعله أية مضيفة عادية لتجعل ضيفها يشعر بالراحة .
قالت بجفاف
– أني أدين لك بذلك .
سألها
– ألهذا السبب قمت بذلك ؟
لم تجبه على الفور لكنها سرعان ما قالت
– سيكفون على الأقل عن اتهامك بأنك حاولت قتلي .
قال
– لعلك أخذت ذلك على محمل الجد فانا لم افعل .
قالت شرلي بحدة
– آه . لم تفعل ؟ اذا لماذا مارتن متأكد جدا من انك ستغادر منطقة هاموند بعد الذي حصل ؟
لم يجبها للحظة وعندما تحدث كان صوته عميقا جافا حين قال
– يعرف مارتن تماما لماذا أفكر في مغادرة منطقة هاموند .
اذا لقد كان ذلك صحيحا أخذت تنشب رؤوس أصابعها في قماش الكرسي الناعم وقالت
– خذني معك يا سبانس . خرجت الكلمات بعويل يملاه الحزن وقبل ان تلاحظ ذلك رأت اثر الصدمة في عينيه فاندفعت بتهور قبل ان تتمكن من التفكير في شكل أفضل او تعتبر لماذا يكون ذلك محرجا في النهاية هبت واقفة وقالت
– لا أتوقع منك ان تتزوج مني أني فقط لا أريد ان الغي من حياتك أعطني فرصة أخرى يا سبانس . عندما انتهت من كلامها كانت قد أصبحت الى جانبه ويداها تمسكان بطيه ياقة معطفه .
رفع المفتاح فأضاءت الأنوار .
أومضت شرلي عينيها لانتشار النور فجأة فقد جعلها الضوء تشعر بالخزي والحماقة لم تترك طيه ياقة معطفه لكنها لم تستطع النظر اليه وبدلا من ذلك ركزت نظرها على بقعة رمادية متجمدة على ربطة عنقه .
قال بهدوء
– تريدين الذهاب معي ؟
اومات برأسها .
قال
– من دون عمل ومن دون خطط ومن دون تقرير مصير ؟
قالت
– لا أهمية لذلك لا اعرف ماذا ستفعل بعد ألان أكثر من الذي ستفعله لكني أثق بك ارتكبت خطا عدم الوثوق بك مرة يا سبانس ولن أكررها ثانية .
تنفست بعمق وأضافت
– لقد قدمت الى غرفتك في المستشفى ذلك اليوم لأخبرك باني أثق بك وباني سأكتفي بكلمتك لقاء ما حدث قبل ان اعرف ما حدث فعلا لا أتوقع منك تصديق ذلك لكنها الحقيقة .
طوقها ببطء شعرت شرلي وكأنها لفت بملاءة كبيرة جدا ومريحة جدا لن تجعلها تشعر بالبرد ثانية أطلقت تنهيدة خفيفة ودفنت رأسها في صدره متمسكة به وكأنه الدعامة الوحيدة الثابتة في عالم متقلب جدا .
همس قائلا
– كان يجب ان أخبرك لقد توقعت منك الكثير وطلبت الثقة العمياء عندما ضبطتني في
وضع مثير للشبهة لكن عندما نظرت إلي بتلك الطريقة وقلت انك لا تحبينني كفاية لتثقي بكلماتي حيال ما حدث ...
قالت
– لم أكن أدرك ما أقول لم أفكر انك غير ملائم يا سبانس . لم يحدث لي ان تساءلت ان كان عندك شكوك في نفسك .
قال
– لقد قطعت قلبي عندما قلت ذلك لم اكذب عليك قط يا شرلي ولم أفكر في ذلك مطلقا .
قالت
– ولذا لم تكن لتخبرني شيئا على الإطلاق .
اوما برأسه وقال
– اعتقد أني لم ألاحظ حينها ان عدم أشراكك في الأمور كان نوعا أخر من الكذب .
سألته
– اي نوع من الأمور ؟
أجابها
– كإخبارك كم كنت خائفا حتى قبل ان تفسد وندي الأمور .
همست قائلة
– خائف ؟
تنهد وقال
– لأني احبك كثيرا جدا .
تذكرت ما قاله في مكتبه ذلك اليوم عندما قالت له انها تحبه فقالت
– وكنت تخشى الا احبك بقدر ما أحب فكرة أني أحب وضعت رأسها على كتفه وأضافت
– ربما كنت محقا قليلا اعرف أني لم أقدرك فعلا حتى فقدتك .
قال
– عندما تخليت عني ذلك اليوم تحطم شيء ما حينها يا شرلي .
أجابت
– وكان ذلك حين شعرت انه ما من شيء بيننا يستحق الاحتفاظ به ؟
اوما برأسه مما جعل ذقنه يلامس شعرها برقة وقال
– بقيت احبك من دون اعتبار كم أردت ان أمحو ذلك من فكري الا أنني لم استطع ذلك .
عرفت تماما كيف يكون ذلك الشعور .
ذهبت الى الكوخ لأتخلص من التفكير فيك فكنت هناك هل عندك فكرة كم كان من الصعب علي ان أكون بقربك في هذه الظروف ؟ في كل مرة أدور فيها حولك كنت فعليا بين ذراعي تتوسلين كي أقبلك . ..
قالت بسخط
– لم أكن كذلك . وعلا الاحمرار وجهها قليلا عندما نظر إليها بشك فأضافت
– ليس كثيرا على أية حال .
قال
– بدا ذلك واضحا جدا في بعض الأحيان ذاك الصباح عندما جلست قرب النار وجففت شعرك كان
أجمل عرض رايته في حياتي . خصلات شعرك الذهبية تلمع على ضوء النار وأنت لم تعرفي حتى كم كنت جميلة وترك أصابعه تنزلق من خلال شعرها .
رفعت شرلي نظرها نحوه من خلال رموشها وقالت
– ان كانت تلك الطريقة هي التي تزعجك فقد يكون علي ان احدث بعض التغييرات .
ضحك وقبلها واستراحت شرلي بين ذراعيه وشعرت ان الألم في جسدها الذي أصبح جزاء منها قد بدا يخف تدريجيا .
أخيرا قال سبانس
– لا تقلقي في شان التدريبات فأنت لست بحاجة إليها انك جميلة حتى عندما تستيقظين وأنت تفركين عينيك كطفل صغير ... وأضاف متنهدا
– بالطبع تلك الليلة عندما لم استطع إيقاظك ...
قاطعته قائلة
– لا تكمل لقد انتهى الأمر وكنا محظوظين .
اوما برأسه وغابت عن عينيه نظرة الانزعاج .
همست شرلي قائلة
– لعل ما حصل جعلنا أكثر قوة اعرف أني احتاج فرصة لأنمو قليلا ولأحسن تقدير ما بين يدي .
قال سبانس بهدوء
– ربما نحن الاثنين بحاجة الى ذلك فحتى ما أخبرتني انك ما زلت تحبينني كنت أخشى ان أمل أننا يمكننا ان ننقد شيئا مما بيننا كنت خائفا جدا من المجازفة عندما قمت بلعبتك الليلة للتأثير في الناس لتنقذيني من الشائعة لم استطع التقرير . هل أقبلك أم اضرب راسي بأقرب حائط فقد كنت غاضبا جدا من نفسي كيف يسعني ان ألومك على عدم ثقتك بي بينما أنا لم أثق بك ؟
ابتسمت شرلي وتركت أصابعها تجول تعبث بشعره ثم قالت
– راسك المسكين . او هل أقول الحائط المسكين فقد لا يكون قاسيا كما هو حال راسك .
لم أقم بفعل ذلك فكرت ان المشهد الذي حدث للتو كان كافيا جدا .
قالت شرلي بعقلانية
– حسن ان حقق هدفه ...
قاطعها قائلا
– كان الأمر يستحق ذلك حسن وألان هل تعرفين ما ستقوله لك شارلوت عندما تسمع بما فعلته ؟
أطلقت شرلي قهقهة صغيرة ضاحكة وقالت
– نعم لن اسمح لذلك الأمر بان يزعجني الى أين نذهب يا سبانس ؟
اعني لا بد انك تفكر في مكان معين على الأقل وأود ان اعرف اي نوع من الملابس علي ان احضر .
قال
– ما رأيك في البقاء هنا ؟ في منطقة هاموند ؟
تراجعت قليلا الى الوراء وقالت
– ماذا ؟
ضمها اليه بذراعيه وقال
– كنت أفكر في المغادرة نعم ليس من الشائعة لقد تخطيت أمورا أسوا منها بكثير لكن لأني اعتقدت أني لا استطيع العيش هنا حيث سأراك واحبك ولا استطيع الزواج منك .
قالت بلهجة تساورتها الشكوك
– هل يعرف مارتن ذلك ؟
قال
– نعم كان علي ان اخبره ذلك تعرفين ...
الماكر الحقير .
قال
– لأنه أتاح لي فرصة شراء شركة هدسون للمنتجات .
اتسعت عيناها دهشة .
بعدها قليلا عنه وقال
– لقد أدرك كم هو متعب ان أحاول أعادة الأمور الى ما كانت عليه سابقا واعتقد ان الوقت قد حان لاحظي بفرصة لأظهر ما استطيع القيام به انها ليست هدية ولا رشوة يا شرلي . مجرد صفقة عادلة ولن يكون من السهل إدارتها فقد نواجه بعض الأوقات العصيبة .
سألته برزانة
– نحن ؟
قال
– ما رأيك في ذلك يا شرلي ؟ هل نحاول من جديد ؟
نظرت الى البقعة الرمادية على ربطة عنقه من جديد وقالت باتزان
– لم أقم بأداء ذلك العمل المثير الليلة لأرغمك على التقدم لطلب يدي يا سبانس ؟
قال
– اعرف وما زال السؤال واردا .
قالت
– ولم أجعلك تطلب يدي بالضبط في المرة ألاولى أيضا لقد خامرتني الكوابيس بذلك الشأن فيما بعد جعلتني أتساءل ان كنت حقا أردت الزواج مني في يوم من الأيام .
ضمها اليه وقبلها ثم وضع خده على شعرها قائلا
– ذلك مرجح أيضا ربما ما كنت لاسالك ذلك فعليا .
قالت
– ماذا ؟ وبدت الكلمة وكأنها صرخة .
وضع يده على وجهها وقال
– طالما أني لم أسال لا تستطيعين الرفض وهكذا استطيع الاستمرار بالحلم بذلك .
قالت شرلي برقة
– آه . في تلك الحالة ... ولم تتابع كلامها .
تنهد سبانس وقال
– اعتقد انك تريدين ان اطلب يدك حسب التقاليد ؟ حسن خذي حقك كاملا من دون ان تنظري الى النتائج .
ركع على أحدى ركبتيه وضم يدها الى قلبه .
سألها
– هل تتزوجينني يا شرلي .؟
نظرت اليه بتأمل وسوت ربطة عنقه ومررت يدها الطليقة على طيه ياقة سترته الناعمة حتى استراحت أصابعها على فذاله ثم تمتمت قائلة
– علي ان أفكر في الأمر لقد حصل كل هذا في شكل مفاجئ جدا .
للحظة حدق أليها وكان أنفا أضافيا قد نما في وجهها بسرعة . ثم ابتسم ابتسامة عريضة وسحب يدها بسرعة دافعا بها الى السجادة وطوقها بذراعيه .
قال
– فجأة لا شيء . لقد تأخرت أسبوعين عن موعد الزواج كما كان مقررا حصلنا على شهر عسل علينا ان ننساه فما رأيك يا حبي في شهر عسل نتذكره ؟
ابتسمت شرلي وكانت مشدوهة من ان تفعل شيئا سوى ان تومئ برأسها ...
تمت بحمد الله وشكره ...
أنت تقرأ
روايات عبير / وحدها في شهر العسل
Romanceالملخص: - لو انك أحببتني لكنت وثقت بي . هل كان كل احد في منطقة هاموند يعرف ان سبانس غرينفيلد على علاقة بسكرتيرته ؟كل احد ما عدا شرلي . زوبعة مغازلة سبانس جرفت شرلي من قدميها وقد كانت شغوفة ومغرمة به حتى الجنون . ولكن ذلك كان قبل دخولها الى منزلهم...